أيتها الأم العظيمة...بقلم الأديب والشاعر فؤاد زاديكى

 أيّتها الأمّ العظيمة

بقلم/ فؤاد زاديكى

اليوم الأحد المصادف 8 مايو /أيّار من كلّ عام يصادف عيد الأمّ, إذ  يحتفل الجميع بهذا العيد ابتهاجًا و محبّةً و تقديرًا, لِما للأمّ من  أهميّة عظيمة في حياة البشر, فهي نبعُ الحنان و دفءُ الحياة و روحُ العطاء  الخالي من كلّ أنانيّة, لأنّها عطاء المحبّة الخالصة, ومهما كتبنا ونشرنا و  قلنا من شعر ونثر ودبّجنا من مقالاتٍ فإنّ كلَّ ذلك يبقى دون المستوى  المطلوب فهو لا يمكن أن يفيَ الأمّهات حقّهنّ.

أيّتها الأمُّ الرؤوم الحنون, أيّتها البسمة المتجددة من أمل التمسّك  بالحياة ورجاء الاستمرار بها, أنتِ سببُ وجودنا و سببُ استمرارنا في هذه  الحياة. ماذا يمكن أن نهديكِ بيوم عيدك هذا ليكون لائقًا بك؟ لا أعتقد أنّ  أيّ عملٍ مهما كانَ كبيرًا وعظيمًا قد يوفيكِ ولو القليل من حقّك علينا و  لكنّ ذلك قد يكون من الواجب فعلُه, كي نشعرَ بوجودك الرائع في حياتنا فأنت  سبب كلّ بسمةٍ و فرحةٍ و سعادةٍ و مسرّة في حياتنا.

إنّ أبسطَ ما يُمكنُ أن نقدّمه لك في هذا اليوم المبارك هو أنّ نُشعرك  بأنّنا لسنا جاحدين أو ناكرين لمعروفك الكبير معنا, ولجميلك الذي لا يُنسى  فنحن صنعةُ يديك و نحن عجينةُ خبرتك و عطائك. لن نكونَ أولادًا عاقّين  نكفرُ بكِ في لحظةِ غضبٍ أو نفورٍ أو عدم رضى, حتّى ولو انحرفنا إلى هذا  الدّركِ من السّفالةِ, فأنتِ ستبقين كما أنت الأمّ المحبّة والحريصة على  خير أبنائها و سعادتهم. سامحينَا إن أخطأنا بحقّك في يومٍ ما, في لحظةٍ ما  نسينا فيها اللهَ و نسينا وجودنَا.

أيّتها الأمّ النبيلة والجليلة بل المقدّسة بعُرفِ الحياة و الواقع,  لأنّ الجنّةَ تحت أقدامِ الأمّهات, إنّ باقاتِ الورود مهما كانت كبيرةً  ومتنوّعةً فهي لن تكونَ مقابل لحظةٍ من لحظات ليلة سهرتِ معنا فيها مع  مشوار مرضنا أو محنتنا. إنّ أعظم هدايا العالم لن تكون بين يديك سوى تكريم  بسيط لأنّك الأعظم والأرقى والأهمّ.

بهذه  المناسبة الحبيبة إلى قلوبنا أتقدّم إلى أمّي الحبيبة والمُحبّة وإلى جميع  الأمّهات في كلّ أنحاءِ العالم دون استثناء بخالص محبّتي وتقديري وتكريمي  واحترامي الذي أرجو أن يكون لائقًا بمقام الأمّ الرائعة. فلكنّ أيّتها  الأمّهات أينما كُنتنّ فوق أيّة أرضٍ وتحتَ أيّ سماء نرفع صلواتنا إلى ربّ  العباد كي يَمُنّ عليكنّ بالصّحة والعافية والسّلامة, وأنّ يُطيلَ  بأعماركنّ وأن يجعلكنّ في أواخر أيّام حياتكنّ على ما يليق بكنّ من التكريم  والتقدير والرّعاية والعناية كجزء بسيط ممّا قدّمتنّ فيه لأبنائكنّ و  بناتكنّ. كلّ عام وأنتنّ بألف خير وسعادة وصحّة وهناء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.