قلبُ الشاعر..شعر/ فؤاد زاديكى

 قلبُ الشاعر

 

 

 

 

 شعر/ فؤاد زاديكى

 

 

   زِدني بحبِّها يا فؤادُ تأثُّرَا

   عشقاً بمنطقِ ما تراهُ و ما أرَى

 

   فلقد سألتُكَ عن مشاعرِيَ التي

   تشكو الحنينَ و لا تريدُ تأخُّرَا

 

   يا قلبُ إنّكَ قد عَرَفتَ مَذَلّتي

   و رأيتَ مِن ألمِ المرارةِ ما جرَى

 

   و عرفتَ مُبْتَدَأَ القواعدِ لعبةً

   و جعلتَ مِنْ ضجري بكاءً أعوَرَا

 

   خُذْ منْ متاعبِ قسوةٍ بعضَ الذي

   فتكتْ بهِ و اللحظُ شاءَ و أشْهَرَا

 

   سيفاً شديدَ الفتكِ اِخترقَ الجَوى

   و أراهُ عند حقيقةٍ قدراً سَرَى

 

   فَدُهِشتُ مُنعَقِدَ الَلسانِ بسحرِها

   و جلالُ هذا السّحرِ جاءَ مُخَبِّرَا

 

   صدقَ المُنجِّمُ عندَ قولِهِ إنّني

   سأظلُّ أرسمُها الحياةَ مُصَوِّرَا

 

   و أظلُّ أطبعُ فوقَ وجنةِ خَدِّها

   قُبَلاً تُحلِّقُ بالصّبابةِ أدْهُرَا

 

   فَبِها المحاسنُ و المفاتنُ روعةٌ

   و لذا تراني مُهلّلاً و مُكَبِّرَا

 

   فلقد شَرِبتُ مِنَ الشِّفاهِ مُدامَها

   و لقد عبرتُ مِنَ المَحاسنِ مَعْبَرَا

 

   تركَ انطباعَهَ رغمَ كلِّ قطيعةٍ

   سيكونُ لي فرجٌ و أنظُمُ مُكْثِرَا

 

   فأنَا الأديبُ على مقاصدِ شِعرِهِ

   كَتَبَ الغرامَ بحِنكةٍ مُتَعَطِّرَا

 

   و على توازُنِهِ الحروفُ تراقصتْ

   ليكونَ سحرُها بالمغانمِ أوفَرَا

 

   فإذا المجرّةُ مَسكنٌ لجنونِنا

   و إذا المعاقِرُ قد ملأنَنا أَبْحُرَا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.