"صمت الأسئلة"ا. عبد العالي لعجايلية

 "صمت الأسئلة"

أَسْئِلَتي تَحْتَسِي ظُلُمَاتِ الوَقتِ

وَأَجْوِبَتي تَغْرَقُ في بحرِ الصَّمتِ

مَدى الزَّمانِ ضَاعَ في غَيَابِ الأملِ

وَأَنَا بينَ مَدى الطُّرُقِ تائهٌ من سَكَنِ

أهيمُ بينَ سُطورِ المعنى والتساؤلِ

فهل أَجدُ في الأفقِ حلاً لمحنةِ العُمُرِ؟

أم أنَّنا في رحى الزمانِ نصيرُ كالأشباحِ

نَحْتَسِي صَمتَ الدُّنيا دونَ أنْ نُسَجِّلَ الفرحَ

تُرهِقني الأسئلةُ ولكنّني أُحيِكُ الحلمَ

حَتّى أرى النورَ في ظلماتِ الجَمرِ المُضطربِ.

وأظلُّ أمشي في دربِ العتمةِ، حائرًا،

أبحثُ عن نفسي بينَ خيوطِ الأملِ المكسورِ

أسألُ الرياحَ عن سرِّ الوجودِ،

وتجيبُني الصمتُ بأنَّ الزمانَ لا يرحمُ.

لكنَّ قلبي مازالَ ينبضُ في العدمِ،

يُقاتلُ في صمتٍ أعمى، يعانقُ الأحلامَ الضائعةِ.

يا لَحْنَ الحياةِ في دُجى الأيامِ،

تسيرُ بخُطاها خطواتُ الإنسانِ المتمرّدِ.

ففي القلبِ ضوءٌ لا يزولُ،

وفي العقلِ نارٌ لا تنطفئُ،

كأنَّ الحياةَ معركةٌ طويلةٌ

بينَ الموتِ والوجودِ، بينَ الفرحِ والألمِ.

لكنَّنا نسيرُ رغمَ كلِّ شيءٍ،

نحلمُ في قلبِ العاصفةِ، لا نرضى بالخضوعِ.

وفي النهايةِ، ندركُ أنَّ الجوابَ يكمنُ في السؤالِ،

وفي السعيِ المستمرِّ، رغمَ شِدَّةِ التَّحدياتِ.

عبد العالي لعجايلية