كلّ أمر مستطر...سيف الدين علوي
كلّ أمر مستطر
كلّ شيء تقريبا متاح في هذه الأزمنة .. بين قوسين( الحبّ)..
و الجنس.. و الجريمة..
و الحشيش
و اللقاطة..
و البذاءة..
و الشعراء.. و الراقصات العاريات.. والعاريات بلا رقص..
و العري البذيء.. و العري الفاتن..
والرقص الأعرج.. و الرقص بلا أقدام
و الابتذال المطلق..
و الإسفاف المشطّ..
و النذالة الحمراء..
و المال الفاحش الطّاحن..
و الفقر الضروس..
و الجوع المتوحّش مثل تنّين قًطعت رأسه السابعة..
و الشبع الضاري المصحوب بالقيْء!
كلّ شيء متاح..
الأخلاق المطلقة بحميدها و خبيثها
الدّين القيّم
النهي عن المعروف و الأمر بال...
خائنة الأعين و سائر الحواسّ..
الانضباط الاضطراري
و الانحراف الاختياري
و الخطيئة و التوبة المتلكّئة
و الخطيئة القاصمة
و الندم فالندم فالندم الذي يفرّخ مثل العقارب ويهمل جِراءه في حُفَر الرّمل كالسلاحف.
والألم الهائل الذي يفوق ما في وسعنا..
و الحلم، الحلم بطاقته المطلقة على الاتساع.. الحلم الشبيه بعاهرة محترفة لا تملّ!
و التوبة المشبوهة التي نتلذّذ..
وقد يليها البكاء المرّ البكاء الحارّ البكاء الحامض البكاء غير ذي الطعم!
و النسيان التافه المبذول ..
و الضّحك الأعمى السّاخر..
و الصّبر المنضود مثل الطّلح
و الصبر الطويل...
والصبّار.. والمشترك اللغويٍ بينهما..
و الغربة المنتظِرة المتوَّجة بأغاريد الأمل!
و الأماكن الفارغة الفاغرة أحشاءها تنتظر
و القبور العامرة بكلّ شيء.
مُتاح.. متاح!! كلّ شيء مُتاح..
و الثورة الأنيقة المعطّرة
و الثّأر الشهيّ الباهظ... إلخ....
و الربُّ صبور ينظر من عُلاه.
و الحكمة أوسع من الكوْن .
و كلّ أمر مستطر و جاهز سلفا.
و الإخراج ناجح تماما.
و نحن غرباء تماما تماما...
لا شكّ سيرحمنا الله لغربتنا المتاحة.
------------
سيف الدين علوي
تعليقات
إرسال تعليق