وجــوه...معز ماني
وجوه ...
نحن أمّة الوجوه ..
كلّ وجه إعلان مؤقّت
لوحة عرض لما تبقّى
من الإنسان بعد الخصم ..
نضع الصدق في فلتر دينيٍّ أو وطنيّ
ونسمّي النتيجة شخصيّة ناضجة ..
في الصباح نرتدي وجها مدنيّا للتعامل
وفي المساء وجها ربّانيا للتوبة
وبينهما نمارس فنّ التلوّن باحتراف لا يدرّس ..
الوجوه تتصافح .. لكنّ الشفاه تفكّر
في طرق أخرى للخيانة ..
كلّ وجه يبتسم وهو يسنّ
في داخله أسنان المفردات ..
أنا أيضا لديّ وجه احتياطيّ
أستخدمه في الأعياد والمآتم معا
لأنّ الفرح والحزن عندنا
ينتميان إلى نفس وزارة التعبير ..
أمشي بين الناس ..
كلّهم يشبهون بعضهم
حتى القبح يبدو متناسقا
أسأل أحدهم .. هل رأيت وجهي ؟
فيردّ من داخل قناع بارد
حدّد رقم الإصدار من فضلك ..
في الليل.. حين يخلع
الكلّ وجوههم للتنظيف
تتدلّى الملامح من المسامير كأحلام فاسدة
يصافح أحدهم وجهه القديم في الخزانة
ثمّ يهمس له .. لا تقلق غدا أكون أجمل ..
وفي آخر الحلم استيقظت بلا وجه
لكنّ المرايا كانت تصفّق لي بحرارة
اقتربت منها ..
فقالت بلسان لامع كالمعدن
أحسنت لقد صرت أحدنا
لا وجه لا ذنب لا ظلّ ...
بقلم : معز ماني . تونس .
تعليقات
إرسال تعليق