خواطر منوعة..136..// بقلم أ. اطياف الخفاجي

 خواطر منوعة..136..

في سكون كوني، حيث تتشح المدن والمروج بالبياض الناعم، تنسج عالماً من الصمت الاثيري. كل زاوية، سواء كانت ازقة بيضاء متراكمة كقطع السكر، او اشجارا ضبابية تشبه قناديل الهواء، تهمس بقصة الوحدة والبحث.


​ترى فيها الروح تائهة او عابرة، ترتدي ثوب العزلة الاسود، تسير فوق مسارات مهجورة وجسور معلقة، تحت قباب من الثلج او الغيوم. انها رحلة الذات في متاهة الوجود، حيث يصبح الصمت لغة، واللون الابيض فسحة للتامل في معنى الوجود.


◾◾◾◾◾◾◾◾◾


ماذا يصنع القلب حين تكون التخوم مسكونة بصدق يرتدي ثوب الوهم؟


إنما الفضيحة الحقيقية تكمن في العين التي تستطيع أن تُقنع الروح بأن اللاواقع هو الأجمل. أنتَ من زرعت هذا الوهم الصغير، ولن يلام القلب على تبريره طالما أنه ينظر بصدقك. الأمان يكمن في هذا الاعتراف.


◾◾◾◾◾◾◾◾◾


"كم هو عظيمٌ أن يتحوّل الانبهار إلى تجربة تُحتفى بصدقها، لا يُرثى لزوالها!


إنما اللطف كل اللطف في عينيكِ التي ما عادت ترى الوهم إلا درسًا جميلاً، وفي قلبكِ الذي أعلن السلام حين أدرك أنّ أجمل ما في الأشياء هو قدرتها على أن تعلمنا كيف يكون التحرّر حتى من ظنّنا. سلامٌ لروحكِ الوادعة.


◾◾◾◾◾◾◾◾◾


​وراء خيوط الصوف الملتفة كدرعٍ دافئ، تسكنُ نظرةٌ لا تعبأُ بالضجيج. ​ليست بجمالٍ عابر، بل بهدوءٍ يُشبهُ قوة الجبال. شفاهٌ صامتةٌ تختزنُ ألف حكاية، وعينانِ واسعتانِ تطلقانِ العنفوانَ دون كلمة. ​إنهُ الكبرياءُ الذي يرفضُ الانحناء، ويستبدلُ الصرخةَ بنظرةٍ ثابتةٍ كـ وعد. هي ليست مجرد ملامح، بل إيحاءٌ صامتٌ بأنَّ القوةَ الحقيقيةَ تسكنُ في عمقِ الروح، محاطةً بوقارٍ لا يُمس. جمالٌ صُلبٌ، يرتدي الصمتَ والمهابة


◾◾◾◾◾◾◾◾◾


الحجب هو الحقيقة الظاهر للعيان كالوحدة التي يجتمع فيها ضجيج الأفكار.  شفاهٌ صامتةٌ تختزنُ ألف حكاية، القبلة اختناق رومانسي لعدم فهم الطرف الآخر،  القوةَ الحقيقيةَ تسكنُ في عمقِ الروح، محاطةً بوقارٍ لا يُمس. جمالٌ صُلبٌ، يرتدي الصمتَ والمهابة.


◾◾◾◾◾◾◾◾◾


في هذا الفضاء الكوني الصامت، حيث ينزوي المنطق، تتكاثر الأسرار. ليست هذه أشكالاً أرضية، بل هي أجنة الوجود الأولية؛ أفكار الحياة في مرحلتها الأكثر غموضاً، قبل أن ترتدي قوالبها المفهومة. وبينما تظلُ هي عصيّة على التحديد، يظل ظلها وحده هو الحقيقة القاطعة، الشاهد الأوحد على أن ما هو غير مفهوم، موجود لا محالة. هي العزلة التي تُنجب الكائنات، والهدوء الذي يسبق ضجيج الخلق.


◾◾◾◾◾◾◾◾◾


تتجسد الحرية التي ضاعت بعد الطفولة، لتعود بضجيج جنوني في عالم اللاوعي.


التحرر لا يعرف قيداً هو مرآة لظل أجسادنا العفوية في الحلم؛ اللحظة التي نضحك فيها على غرابة ذواتنا المتحررة، مؤكدين أن الحرية الحقيقية تكمن في إطلاق الطاقة الخام للروح بعيداً عن منطق اليقظة.


◾◾◾◾◾◾◾◾◾


لم يعد الأمرُ تدبيراً، بل صار سعيًا غريزيًا للحياة. فالمنطقُ هو أول من يسقط في حومة الجنون، ولا يتبقى سوى الجسدُ الهيكلُ، الذي يُجبرُ على الحركةِ بلا بوصلة.


هي صرخةُ الحضارةِ التي فُقدت بوصلتها؛ تتركُ الجسدَ ليُدبرَ الخلاصَ في البحث عن خوفٍ قد أصبحَ مفقوداً. القوةُ هنا ليست في الرأس، بل في صلابة البقاء رغم كل هذا الغياب.


اطياف الخفاجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى