هُوَ ذَا الطُّوفَان
***
حَاصَرْتُمُوهُ..؟؟
فَهْوَ ذَا الطُّوفَانُ
الـمَوْتُ فيهِ وَحْدَهُ الرُّبَّانُ !
فِي عُمْقِهِ سَبَحَتْ قُرُوشٌ كُلُّهَا
غَضْبَى..
وَتَـحْرُسُ جَوَّهَا عِقْبَانُ
حَتَّى إِذَا مَا الصُّبْحُ أَظْهَرَهُ
طَفَتْ
مِنْ فَوْقِهِ الأَرْجَاسُ وَالدِّيدَانُ
لَكَأَنَّهُ مَاءُ السَّمَاءِ طَهَارَةً
قَدْ ذَابَ فِيهِ الدُّرُّ وَالـمَرْجَانُ
اللهُ أَكْبَرُ..
زُلْزِلَتْ مِنْهَا بَنُو
صُهْيُونَ
وَانْهَدَّتْ لَهَا الأَرْكَانُ
لَمَّا دَنَوْتُمْ وَابْتَغَيْتُمْ حَبْسَهُ
عَنْ قَصْدِهِ
سَلَخَتْكُمُ النِّيرَانُ
فَعَجِبْتُمُ
طُوفَانُ مَاءٍ قَدْ جَرَى
لَكِنَّهُ فِي حَرِّهِ بُرْكَانُ !
كَثُرَ البُكَا فِيكُمْ وَأَغْرَقَ دَمْعُكُمْ
مَنْ لَمْ يَكُنْ
قَدْ أَغْرَقَ الطُّوفَانُ !
رُحْنَا نَسُوقُ قَطِيعَكُمْ بِعِصِيِّنَا
نَحْوَ الـمَرَابِضِ مِثْلَمَا
البُعْرَانُ
وَلَّيْتُمُ الأَدْبَارَ كَيْمَا تَثْأَرُوا
مِنْ صِبْيَةٍ
يَا أَيُّهَا الشُّجْعَانُ !!
ثُمَّ احْتَمَيْتُمْ خَلْفَهُمْ بِدُرُوعِكُمْ
فَرَقًا
وَنَحْنُ دُرُوعُنَا القُمْصَانُ !
قُولُوا:
لِشَاتِمِنَا الجَرِيءِ بِأَهْلِهِ
سَنُرِيكَ فِي الغَدِ أَيُّنَا الحَيَوَانُ
قَدْ كَانَتِ النِّسْوَانُ ثَمَّ وَلَمْ تَكُنْ
وَخَلَا سِوَى مِنْ جُنْدِنَا
المَيْدَانُ؟
أَنْتُمْ فَوَارِسُ هَذِهِ الدُّنْيَا
وَهَلْ
وَسْطَ القُمَامَةِ
يَخْتَفِي الفُرْسَانُ؟
مَهْمَا يَكُنْ أَعْوَانُكُمْ فَمُحَمَّدٌ
عَوْنٌ لَنَا
وَنَصِيرُنَا الرَّحْمَنُ
لَسْتُمْ وَحِلْفَكُمُ لَنَا نِدًّا وَلَا
جَيْشًا خَفِيًّا إِسْمُهُ: الخُذْلَانُ
تِشْرِينُ
يَا شَبَحًا تَجَلَّى بَيْنَكُمْ
نَصْرًا..
فَمَا ذَاقَ الكَرَى وَسْنَانُ
شَتَّانَ مَا بَيْنَ القِتَالِ وَقَاتِلٍ
لَبِسَ السَّحَابَ
وَثَأْرُهُ الوِلْدَانُ !
يَاطِفْلَ غَزَّةَ
إِرْمِهِمْ إِنَّ الحَصَى
مَوْتٌ بِكَفِّكَ فِيهِمُ وَهَوَانُ
يَا سَيِّدَ الأَسْيَادِ أَجْمَعِهِمْ وَمَنْ
كُلُّ الأَكَابِرِعِنْدَهُ غِلْمَانُ
لَقَدِ اشْتَكَتْ ذَبَّاحَكُمْ زَيْتُونَةٌ
وَلَقَدْ وَشَى بِكُمُ لَنَا الشَّيْطَانُ
لَوْ تَدْخُلُونَ بُطُونَ مَنْ أَنْجَبْنَكُمْ
دَخَلَتْ إِلَيْهَا نَارُنَا وَدُخَانُ
"حِطِّينُ" قَدْ عَادَتْ وَعَادَ "صَلَاحُهَا"
لِيَكِيدَنَا إِنْسِيُّكُمْ وَالـجَــــانُ
..