من وحي رمضان،:
يقول علي عليه السلام:
لقد كان في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كاف لك في الاسوة إذ قبضت عنه أطرافها .. أطراف الدنيا..وفطم عن رضاعتها ، وروي عن زخارفها ، وإن شئت قلت في عيسى بن مريم عليه السلام ، فلقد كان يتوسد الحجر ، ويلبس الخشن،ويأكل الجشب، وكام إدامه الجوع وسراجه بالليل القمر، وظلاله مشارق الأرض ومغاربها ، وفاكهته وريحانته ماتنبت الأرض للبهائم..، ولم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه ولا مال يلفته ولا طمع يذله، دابته رجلاه، وخادمه يداه.. ويقول عليه السلام في مكان آخر: أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا ، وماءها طيبا، ثم قرضوا الدنيا على منهاج المسيح. والحقيقة التي ادركها رسول الله محمد(ص) ساعة قال: الأنبياء إخوة امهاتهم شتى ودينهم واحد، " وقال علي في رسول الله" ومضى على ما مضى عليه الرسل الاولون" في هذين القولين اعتراف لا يقبل تأويلا بأن الفضيلة إنما هي تجمع الناس ، كما تجمعهم في الأصل الصفة الإنسانية ..
فالمسلم اخو النصراني شاء أم ابى ، لأن الإنسان أخو الإنسان أحب ام كره..
وقال علي ع.. مرة في مسجد المدبنة: من اذى نصرانيا فقد اذاني ..وقال عليه السلام: لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لحكمت في أهل التوراة في توراتهم وفي اهل الإنجيل بإنجيلهم وفي أهل القرآن بقرآنهم حتى تركت كل كتاب ينطق بنفسه..وقال ع:.وهو يأمر بن معقل بن قيس:
" اتق الله يا معقل ما استطعت، لاتبغ على اهل القبلة ولا تظلم أهل الذمة، ولا تكبر فإن الله لا يحب المتكبربن..
فلا يجوز في فكر الإمام علي أن يظلم الإنسان اخاه الإنسان ولا يبغي عليه في كثير او قليل.
وقال عليه السلام في رسالته لعامله في مصر:
لا تكونن عليهم اي على الناس جميعا سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فإنهم صنفان" إما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق فاعطهم عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، ولا تندمن على عفو ولا تبجحن بعقوبة"
فلكل إنسان الحق مثل مالك وان اختلف عنك ببعض ما تعتقد ، او بكل ما بعتقد، ..
فالدين غايته أن يشدك إلى الآخرين برابطة الإخاء ؟
فالتعصب الديني مذموم في منهج علي ع.. فلكل إنسان كرامة عند علي..وإن لكل صوت سامعا وفي عهده قال في نصارى نجران " لا يضاموا ولا يظلموا ولا ينقص حق من حقوقهم" ..
ايها الاخوة الأعزاء.. إخوتي في الإنسانية..
الطريق إلى الحق على عدد أنفس الخلائق..كما قال عليه السلام.. حبو بعضكم. تعانوا إلى حد الإيثار..الأيام تنقضي بسرعة والعمر قصير .. والدنيا زائلة..ولا يبقى إلا اعمالنا وحبنا لبعضنا البعض..
فعلوا إنسانيتكم.. وانظروا إلى حوائج الناس خاصة في هذا الشهر الكريم كأنها حوائجكم.. ولا تنافقوا مع الله قال تعالى" كبر مقتا عن الله ان تقولوا مالا تفعلون.. فالعلم قوامه العمل.
اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. .