زيف الأقنعة.. // بقلم أ. اطياف الخفاجي

 زيف الأقنعة..

سأتحث في بادئ الأمر عن معنى الأقنعة وكيف للفرد أن يرتديه كونه فرداً من أفراد هذا المجتمع.. الأقنعة هي حالة استثنائية لبعض الأفراد يحاولون اخفاء حزناً أو وجعاً داخل أرواحهم خوفا أن تنظر إليهم أعين البعض فيبعثون لهم نوعاً من أنواع الشفقة ويسمى هذا القناع بالقناع المزيف ولكن زيفا للفرد ذاته ليس له علاقة بالآخرين.... أما الزيف الحقيقي للأقنعة هو ذلك السقوط حينما يهجوك اللسان الذي كنت تظن أنه لسانك...تتزيف الحقيقة عندما تصفعك اليد التي كنت تنتظر أن تمد لك العون بالعطاء،أو تركلك تلك القدم التي كنت تظن بأنها معينك وتسقط وتسقط وتسقط حينها تفقد الثقة بمن هم حولك حينها تقدم لنفسك هدية لأنك أصبحت تتفحص الوجوه لعلك تستكشف الحقيقة قبل أن يسقط زيف اقنعتهم وتعاود وتسأل نفسك...هل كانت تلك الوجوه حقيقية أم كانت كمن تهوي بها الرياح فترميها بعيداً؟لن يرتدي الإنسان الحقيقي أي قناع لانه واضح أمام الجميع وليس ممن يطالب بالمصالح الرخيصة لنفسه هم شأنهم معك كما هي معهم لايسترها قناع... أما من تزيف بالأقنعة نراهم كالزجاج اقنعتهم كسرها لايجبر لأن كشف الحقيقة هي محاولة إزالة غيرة ترهقها فترة تحاول أن تتغلغل بين أفراد المجتمع بصورته السيئة....
نعيش نحن البشر على أرض أعدت للاختبار الذي يفرض علينا وكأنّنا ضمن مسرحية أعدت لنا بإتقان والحياة هي المسرح الذي من خلاله نرى وجوها غير مألوفة وغير حقيقية.. فالبعض يرتدي القناع كي يوهمك بأنه يحبك ودودا مخلصاً على الدوام وما أن أدرت ظهرك خلع وجهه الحقيقي وقناعه المزيف لتشاهد وتسمع كما لو أنك تسمع لأول مرة تلك النبرة المختلفة من المشاعر المضمرة التي لا تظهر من دون مواجهة ،فكثيرا منهم يتراجعون للخلف لمجرد اكتشاف وجوههم الحقيقية المختبئة خلف زيف الحديث فينتابنا بعض من الإحساس بالانتكاسة والإحباط في المواقف المفجعة فتضعف بعض الشيء إرادتنا لمجرد أنّنا كنا كاللعبة في يد من اكّدوا لنا بأنهم لنا العون..فلولا رياح الشدائد العاتية لبقينا في خداع تام لنظرة صدق مزيفة من البعض...
أخيراً أحب أن أنوه إلى أن سقوط الاقنعة المزيفة هي حقيقة لانستطيع أن نصل إليها بسرعة فائقة بل تستغرق منا وقتا وجهدا أو مواقف عدة لنكتشف تلك الحقيقة المخبأة خلف وجوههم ويحتاج الأمر أيضا إلى الاندهاش الكبير لقوة اتقانهم التمثيل الذي قام به أولئك الأشخاص...هنا تقف عاجرا أمام الوجوه الجديدة التي تراها والتي كانت بمثابة غشاوة على قلوبنا لا أعيننا فهذا الفن هو الفن الوحيد الذي يتقنه إلا نخبة من المخادعين..
بالنسبة للحب أقنعة عدة..
فعندما يخفي الشخص المحب مشاعر الاشتياق والغيرة لأجل أن لايخسر محبوبه فهذا اوجع انواع الأقنعة التي يرتديها بعض أصحاب القلوب الصادقة هي ليست اقنعة بل حفاظ مستمر على من نحب.
اطياف الخفاجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أوراق الخريف..وقلم نورة طلحة

((خاطرة : حُب النَبِي)) ابو بكر الصيعري

نصوص بوح الصورة ..القلم والقيد لمجموعة من الأساتذة الشعراء