انكسارٌ في مكان لا يراه أحد..جبران العشملي
✦انكسارٌ في مكان لا يراه أحد✦ لم أكن أعلم حينها أن الطفولة قطرة من لؤلؤة محبوسة في قشرة رُمّان رقيقة قد تنفجر بين أصابع بلا رحمة إذا لمستها بخفة خاطئة. ظننت اللعابة مجرد قطعة بلاستيك لكنها كانت جسرًا من نور قديم يمتد بين غيمة صمت وسماء بعيدة حبل سُرّة يربط بين لوعة وروح لم تعد تعرف نفسها. حين كسرتها سمعت صوتًا غارقًا في داخلي بئر يسقط في بئر يوسف ينكسر في مرايا لا تعكس شيئًا. الغضب الذي سكنني لم يكن سوى طائر أعمى يخبط بجناحيه على نافذة قلبي ثم يغرق في زجاجه المكلوم مثل نجم يختنق في ليل بلا أفق. منذ تلك اللحظة أغسل أصابعي في حبر الملح وأعلّقها على حبل من صمت كي لا تجف من دموعها. أراقب ظلي وهو يتقلّص يصبح أصغر من نفسج أكثر هشاشة من اللعبة المكسورة التي لم تعد تعرف اسمي. لم أصرخ لم أستطع حتى الاعتذار الندم جاءني متأخرًا كقطار ضائع في ليل جنوبي يبحث عن ظلٍّ رحل، وترك السكة تنوح كأرملة. في الليل أشم رائحة البلاستيك المكسور المسكور… كقلبي المشتعل فتصعد منه أرواح صغيرة مخاوف وشامات طفولة كانت آمنة كل بيت أسكنه الآن يشبه قفصًا من زجاج بارد الأبواب مرايا تكشف ارتجافة يدي كلما حاولت لمس أي ...