المرجفون //بقلم أ. علي درويش

 المرجفون

    ***

عن أي وسام لخنوع

تسعى حكامنا لتنوله ؟

الكل توارى في قصره

ويداه باتت مغلولة

أأصاب نخوتهم صمم

أم جبن الحكام بطولة؟

عسكرهم مشلول الساعد

وعلينا سيوف مسلولة

لا طبل لقائدهم يُسمع

في غير تحية أو صورة

لعدو الأمة منبطح

وعلينا ذئاب مسعورة

عروبتهم تنقصها هوية

ومروءة أو بعض فحولة

قئ في ردم ، إعلامهم  

أو نجس لا يُرجى طهوره 

بنباح لا يرهب لصاً 

وحقارة ليست مقبولة

ينعق ليجمل في سادة

بالعار ذليلة وخجولة

نخوتهم ماتت من زمن

وأضحت سراويلهم مبلولة

وشعوب كبلها الظلم

في صمت تصرخ مقهورة

لا صوت لأشجعهم يُرفع

شيباً وشباب وطفولة

يرهبهم سوط الطاغوت

أو بطش بأيادي جهولة

يا قادة سأمنا من قمم 

منتكسة بالخزي خذولة

أفيقوا يرحمكم ربي

فالهجمة شرسة ومهولة

بسلام العُهر تفاخرتم

لتظل النخوة مغلولة

والزيف قناع يستركم

زعماء إرادة مشلولة

أخجلتم فينا القومية 

بعروبة تنقصها فحولة

من تحت ركام تلعنكم

في غزة صرخات طفولة

وثكالى من تحت حطام

عرفوكم أشباه رجولة

تبا لعُهر نواياكم

فستبقى غزة منصورة .

     علي درويش

  10/12/2023

صرخات منتظر //بقلم أ. خليل شحادة

 صرخات منتظر


شرّعْ لي أبوب حكايا قلبك

لأضيء لك النجوم والقمر

واحكِ لي عن فينيق طير 

نفض عنه الغبار وظهر

واصمِت بكم أفواه صاتوا 

نعيب غربان ودم هَدر

واصبر كأيوب بلاء ربه

ويونس في جوف الحوت صبر

وعنقاء زغرّدت أنشودة نصر 

وخنساء جرحها صرخات منتظر

لن يكون الليل دجى سرمدا

فجرنا قدر حريتنا قدر


بقلمي : خليل شحادة/ لبنان 


 zuma

كمْ اشتاق طفولتي //بقلم أ. نجية مهدي

 كمْ اشتاق طفولتي

كنتُ بريئة جدا

وكانتْ لي نزعة للتحرر البريء من بعض الضغوطات

غير المبررة...........يسألون

كثيرا اشياءًلا تقبل التأويل

مثل اين بيتكم، في اي صف،

مَنْ تفضلين من اهلك، هل انت دائما الاولى على الصف

انظر اليهم واقول هل انتهيتم

كل هذه الاسئلة لأنّ صورتي

كانت في لوحة الشرف في

مدرستي........الان اتمنى انْ

ترجع تلك الايام لاقول لهم

كلّ شيء انتهى.....الأن كلنا

كبار في السن.....ما رأيكم

نذهب الى مدرستنا ونسترجع ذكرى الايام الخوالي وذكرى برائة احلامنا


كبر السن ليس شيءً معيبا

لكل مرحلة عمرية جمالها

واهميتها........فقط  أن تكون

الصحة جيدة والأقدام تحمل

اجسامنا دون تأفف ودون

الم.

نجية مهدي

لا تستغرب //بقلم أ. د. نجوى محمد زين الدين

 لا تستغرب

    أذا بحثت عن قلبك ولم تجده

    وبحثت عن مشاعرك ولم تجدها

    وبحثت عن أحلامك ولم تجدها

    واكتشفت ان السارق هو أقرب الناس اليك

    فلا تستغرب

    أذا ماتت أحاسيسك أمام عينيك

    وماتت أمانيك أمام عينيك

    ولفظت حياتك أنفاسها أمام عينيك

    أكتشفت أن القاتل هو أقرب الناس أليك

    فلا تستغرب

    أذا حكموا عليك بالشنق حيا

    وبالضياع حيا

    والموت حيا

    وأكتشفت أن القاضي هو أقرب الناس أليك

    فلا تستغرب

    أذا تحدثوا بالسوء عنك

    ورموك بما ليس فيك من الصغائر والكبائر

    واتهموك بما لم ترتكب من الجرائم

    واكتشفت أن الظالم هو أقرب الناس اليك

    فلا تستغرب

    اذا استغلوا ثقتك بهم

    وملئوا ظهرك بخناجر الغدر

    وافقدو ثقتك بنفسك وبالاخرين

    واكتشفت ان الخائن هو أقرب الناس اليك

    فلا تستغرب

    اذا دمروك داخليا

    واقتلعوا ورودك الحمراء

    وعاثوا بالخراب في بساتين عمرك

    واكتشفت ان المدمر هو اقرب الناس اليك

    فلا تستغرب

    اذا سقوك الحزن قطره قطره

    وسرقوا سنواتك لحظه لحظه

    ومزقوا احلامك شريحه شريحه

    واكشتفت ان المعذب هو اقرب الناس اليك

    فلا تستغرب

    اذا علموك الكراهيه بعد الحب

    والقسوه بعد الحنان

    والغدر بعد الوفاء

    واكتشفت ان المعلم هو اقرب الناس اليك

    فلا تستغرب

    اذا اصبحت علكه مهترئه تحت اسنان الاخرين

    ولقمه سائغه في افواههم

    وحديثا دسما فيه مجالسهم

    واكتشفت ان الفاعل هو اقرب الناس اليك

    فلا تستغرب

    لا تندهش مهما خسرت من الاشياء

    ومهما اكتشفت من الاشياء

    فقدرتك ان تعيش في زمان كل ما بيه ممكن وجائزومعقول

    لذلك

    لاتمنح قلبك لمن لا يقدر قربك...!

د. نجوى محمد زين الدين

لحظة غضب //بقلم أ. سعدالله بن يحيى

 لحظة غضب 

وكلام عتاب يبكي الحجر 

ويدب الخوف يتيما دون كافل 

فأي سبب لهذا الغضب 

أوجع مكتوم ؟

كسر  الفؤاد 

فثارت  طقوس العتب 

خطيئة أم الكلام كله كذب 

من فجر الصمت ؟

من أحي الغضب  من  يجب 

جف الرد فبحثت  عني 

في نفسي في قلمي في  الكتب 

فتحت أبواب الصراخ  فأبت 

وثقلت  موازين  القوى فانفلت الرد 

أطبق الصمت 

تواترت الأسباب 

ولا معنى لفتور هذا  الحب 

انهيار صادق الفعل 

أم مصطنع ؟

أي مبرر لهذا  الغضب 

أليست من كان منها  العجب 

ناسكة في  بحر  الهوى 

كيف سقط الود  من هذا  القلب 

بماذا أجيب ؟

ما  زلت هنا  في  نفسي أبحث عن الرد 

لحظة غضب 

ودموع في ذمة  العتب 

تزف الجراح من فراغ وصرخة من  يقرؤها ؟

من يخبرها  أين السبب ؟

مهزومة روحي 

من  القريب فلم  أعد أدري  أين  العطب 

أأجابه الجرح  بجرح أم أنسحب ؟

أم أكتفي  بالصمت ردا يكن في  روضه خلاص للعتب ؟


.بقلمي سعدالله بن يحيى

‏يموت المكان بعينك //بقلم أ. شيماء الكعبي

 ‏يموت المكان بعينك

اذا لم تجد مكانك فيه

فلا داعي للمكوث هناك

حتى لو كان الامر شاقا

فأذهب بهدوء دون صوت

كنت بأعينهم نجمة ذات يوم

ولم يعلموا انت مجرة وكون كامل


قلمي شيماء الكعبي العراق

يابحر الهوى //بقلم أ. محمود صلاح

 يابحر الهوى 


يابحر الهوى أمانة عليك 

تحضن سري مابين عينيك 

بشوف عيونك قلبي يفرح 

وكل موجة وموجة تطرح 

حنان وشوق في القلب ليك 

ساعة العصاري

 والكل مش داري 

بيخدني الشوق

 اكون بين ايديك


يابحر الهوى والليل والقمر

يا أحلا قلب وأجمل من ستر  

يا سر عمري وحلمي المنتظر 

وبين حناياك تصونه ياقمر

وأسمع همسك وقلبي مطمن 

 انت حبيبي وحبك إتمكن  

ياضي عيني شبيك  لبيك


يابحر الهوى  ياحب الحبيب 

هواك أطيب من الطيب 

والعليل في هواك يطيب

يابحر الهوى ضمني 

مشتاق لحضنك والنبي 

قلبي في بحرك غريق

وموجك بيشدنى 

وارجع أدوب في عينيك


كلمات:  محمود صلاح

لحظة تأمل ///بقلم المهندس/ سامي رأفت

 لحظة تأمل.........

كنت دائما بين الجد وأعشق اللعبا 

ويمر الزمان يأكل من العمر منتهبا

أناجي الروح وأصطلي هوايا مضطربا 

ليحزن القلب ودمع العين مقتربا 

تعصرني الآه على عمر مضى وذبلا 

مر الشباب ولم يعد وفاتني كهلا

أحمل ذنوبا تسقي جسدي جمرا

غدت نارا أصلت القلب رهقا

الفكر بين النفس والروح قد تعبا 

لهذه غذاء ولهذه غذاء ولكل أسبغ الطلبا 

النفس تجنح في الشهوات لعبا 

أصبحت من غيها وظلمها منتحبا 

الروح تميل للصلاح والتقوى أدبا 

في وجهها الخجل والخوف رهبا 

ويوسوس الشيطان يأتي مغتصبا

كيده ضعيف يلجأ للملذات محتجبا 

تتبعه النفس ويعزف على وترها طربا  

ذنوب وخطايا على عاتقي كتبا

يقترب الموت والعمر يريد معتصما 

ما لي وسيلة إلا إلى الله تقربا

أطلب العفو والفرار إلى الله هربا

مهندس/ سامي رأفت

سيدي //بقلم أ. فادي العنبر

 .        سيدي


لله درُّكَ  كيفَ  تقرؤني!

مثلَ كتابٍ مفتوحِ الصفحاتِ


تجولُ في فِكري و تنظرُني

و الألوانُ تغطّي الرسوماتِ


من أين َ أتيتَ أيها الآتي

قلبتَ في حياتي  كلّ السنواتِ


كنتُ قبلكَ في راحتي

و بعد مجيئكَ كُسرتُ لحظاتي


أشعلتَ قلبي لهبا و  نيرانا

و في عقلي ترانيم الأغنياتِ


لماذا أتيتَ كيف أتيتَ

أسألُك بحقٍّ أطفئْ آهاتي


يا سيد الكلماتِ ترفّق بقلب

فأنتَ الملكُ على الخفقاتِ


+++ فادي العنبر +++

معيشة و حياة //بقلم أ. معز ماني التونسي

 **** معيشة وحياة ****

قالت هل ترى

لوجودنا من معنى

نأكل ونشرب وننام

هكذا بلا جدوى

أكبر همنا الدنيا

لا نرى أبعد منها مأوى

قلت شتان بين

من يعيش و من يحيا

معيشة لمن عمل لجسده

وحياة النفس خير وأبقى

من آمن بفكرة وعاش لها

بقي خالدا لا يفنى

من صبر على مايحب

وعمل باحسان لا يخشى

لومة لائم ولا يرضى

بالظلم والجهل والوهم

إذا يطغى

قلب معلق بالحب

وللخير يسعى

إنسان بلا ايديولجيات

وطنه إنسانية اغلى

لا كره فيها

ولا تعصب اعمى

أرض تسع الجميع

وتعايش ارقى ...

**********************

**** معز ماني التونسي ****

أمنحني بعض الوقت //بقلم أ.صونيا..إسبر

 أمنحني بعض الوقت

لاملأ ذاكرتي

برائحة  كلماتك 

أعلم أن احلامنا

كانت أكبر من يقظتنا

لم يكن قدرنا يحتويها

لكنها كانت تكبر

من غير ان نسألها النمو

كانت غذاء وسادتنا

اعلم انك حزين مثلي

وبك من اليأس

ما أفقد ضياءك

ويتم شفاهك من البسمات

وصرت تفتش على الخلاص

كالمنتحر الذي لا يَتروى

ولا يستعذ بالله

كن مؤمنًا ودعنا 

نرسم الغياب بذكرى

تجعل من قلبينا يتراقصان

على انغام نبضهما

نحول الفراق

الى لحن نايات

يكون نافذة

ممكن الزمن

ان يفتحها ويكون اللقاء


بقلمي..

صونيا..إسبر

طفل قلبي /// بقلم أ. سجراري بدرة رحمة

 طفل قلبي 


طفل قلبي ..

الملقى على جسد الوجد

والمتوسد أجفان الروح الغائمة

بين الدمعتين

الرمداء 


قد اشتدت عليه

أنفاس الليل الجامحة

تحمل شوكة الحزن أعواما

في قبضة العشق لجاما


صوب مطعون العاصفة

تحت طاحون الظلام

الذي لا يرمز للسلام


بقلم :  سجراري بدرة رحمة

انصهار // بقلم أ. سماح جبريل

 انصهار ""


رائحة قلبك كالحنين

هل لي بباقة يافصيح الشعور

لعله أخيرا يبتسم قلبي الحزين

وينوي إليك ومنك العبور

يا سليل الروح ياشبه اليقين

راقصني على وتر السطور

توجني ملكه الحب الحصين

وازرعني بستانا من الجسور

أيقظني من لعنة الحنين

واثملني من كأس العطور

اشفني من لذة البعد اللعين

واتركني فيك ألف وأدور 

دعني أرتشف الشعر من هاتين العينين 

دع قلبي يترنح فوق السطور

ولا تنظرني أحب التأمل فيك وفي دفء اليدين

 دعني أنصهر فيك

حتى لا يصيبني الفتور

أرسمك دمعة على الخدين

أنقشك في روحي

 بقلمٍ  كالسكين

من قال إنك غبت ياملك الحضور

من قال إني لا ألين

من قال إني لا أفور

 دعني فلن يؤذيني الأسى و الأنين

فإني أحب حياة 

 النسور

إني أذيبك في دمي 

وحشاشتي 

كي لاينتهي مني 

ولامنك الشعور


بقلم

سماح جبريل

موعظتي بقلم أ // سليمان كااااامل

 موعظتي 

بقلم // سليمان كااااامل 

*********************************

لستَ نبيا .................. تأمر وتنهى 

وحتى الأنبياء .........بهم رفق ولين


فديننا سمح ..........يدعو بموعظة

يسبقها حكمة ...........وعلم رصين 


فليست غلظة............ الداعي سبيل 

يقيم النهج................ القويم والدين 


ولا تؤلف القلوب......... التي شردت 

ولا يُبصِّرُ الأعمى....... أوبه يستبين


لستَ نبيا .............. تدعي الفضل 

تواضع الأنبياء............ رفعة وتلقين  


هكذا يعلمنا .............ربنا بالأنبياء 

أن النصح.................. رشد وتضمين 


كن ودوداً.................. تألفك القلوب 

كن لينا .............. ف باللين تكون

 

فما جمع ................الجفاء قلوبا 

ولا نما بأرض................. بذر مشين 


فما ساد قوم................... إلا بأخلاق 

ومن علا واستعلى........ أتاه اليقين 


ولا خير في ...............نصح  بمن 

ظننتك كريما .......والعاصي مَهين 


فربما معصية.......... أورثت تواضعا 

وربما طاعة.................. أذلت جبين 

*******************************

سليمان كااااامل.... الجمعة 2024/1/26

هواجس يصعب البوح بها //بقلم أ. سعدالله بن يحيى

 هواجس يصعب البوح بها 

........................

هواجس يصهرها الشوق 

يصعب البوح بها

 كلما أردت أن أسكبها 

 يطبق على شفاهي العجز 

 مالي أرى أصداء صوتي كمدا

 ما به لساني قد كان فصيحا

 يتغنى بكل ألوان الخطابة

 وفي حضورها عقدة تكبلني

 ما نسب هذا الإنهزام أمامها 

كيف يهزأ بي ويغير حالي

 عجبا لنفسي لماذا تمردت

 ما أنا فاعل والكلام متأرجح

 على قارعة الشوق منتظرا 

أيعقل أنه لا تثريب علي

 كيف أعود إلى رشدي 

وأدلي بدلوي

 وأفجر تلك الأشواق كلمات

 آه على حال أشد داء أسقمني 

وهد صلابتي وزاد اللوع لصبابتي

 ما في خلدي زخم أشواق

 أضافت للقلب ضجيجا 

إلى متى العجز يصاحبني 

قد ملني الشوق وخانني لساني 

وفي حضورها بضعف   ألقاني 

يا وحي نفسي جودي 

من نسيم عطرك انثري 

جميل الوداد  وتغزلي 

وتزودي بالعزم على عجز  الهوى 

إن الهواجس بالعزم تهزم. 

.

.بقلمي سعدالله بن يحيى

الإنسانية //بقلم أ. شيماء الكعبي

 الانسانية 

شارفت على نهايتها

وأوقفتني حالات كثيرة عندما نرى الضعيف المريض يرمى في الطرقات بلا مأوى

فيا عزيزي لاتكن حبيبا فقط او ابا او زوجا حنينا بل كن اخا لاخيك ولأختك 

فمن لاخير لاهله واخوته لاخير في اولاده فالرحمة تنبع من القلب اولا والبيئة ثانيا

فعندما نخاطب احدهم قد يلوى براسه ويغمض عينه خجلا ويداه ترتعشان من برودة القلوب وموت الضمير

ونرى ذويه يعلو في النعيم

هذا مانراه في تزايد بمجتمعاتنا قد ضاعت الانسانية وهناك من يتصبب عرقا من الخجل وتصعب عليه نفسه عند الحديث فرفقا ايها الاخ المتعالي بأخوتك 

فساعات الحزن والذل والعوز لاتنسى ويبقى صداها في خلايا الجوارح حي


قلمي شيماء الكعبي العراق

على أرضِ الإبا //بقلم أ. محمد حبيب

 السلامُ على الحوراءِ  زينب بطلة كربلاء في يوم استشهادها.


القصيدة من البحر الوافر


                        على أرضِ الإبا

                   - - - - - - - - - - -


سأذكرُ    زينبًا     ولها    الثَّناءُ

                          يفورُ   العزمُ   لو  ذُكِرَ   الإباءُ

لزينبٍ من عظيمِ الشأنِ  فخرٌ

                          لها  في القلبِ  يمتزجُ  الوفاءُ

لبنتِ المُرتضى شعري  رصينٌ

                          وفي  الأبياتِ قد نطقَ  الرِّثاءُ

دموعًا  سوف   أسكبُها   فإنّي

                          بهذا  الدمعِ   طهَّرني   البكاءُ

وهل ما لاقتِ الحوراءُ  سهلٌ؟ 

                           شرارُ القومِ  يشحُنها  العداءُ

عليها   قد    تكاثرت   البلايا

                           يُذاقُ العسرُ إنْ وجدَ الشقاءُ

دماءٌ  من  نحورُ  الآلِ   تجري 

                           وقد مُزجت بطهرهمُ الدِّماءُ

على أرض ِ الإبا  وقفوا اسودًا

                           يردُّونَ العدا من حيثُ جاءوا

رجالُ الحقِّ مُذ قطعوا وعودًا

                           ستأتي حين  يُسمعُها  النداءُ

فلا تُخشى  المنايا  في جهادٍ

                           وعند   الله ِ   يُنتظرُ   اللقاءُ

لماذا  يقتلُ  الاوغادُ   طُهرًا؟ 

                             لذاكَ الطُهر  ينبلجُ الضَّياءُ 

حفيدُ المصطفى شرفًا  وعزًّا

                             فما  للغير قد عُرفَ  البهاءُ

دعاؤكَ حين تبكي في سجودٍ

                             بهم  واللَّهِ   يرتفعُ   الدُّعاءُ

وخيرُ   النَّاسِ   اصلابًا   ودينًا

                             وفي مدحٍ لهم قل ما تشاءُ

همُ    الآيّاتُ    للأكوانِ    نورٌ

                            بهذا النُّورِ قدْ زهَتِ السَّماءُ

ولو  اعيتكَ  في الدنيا  جِراحٌ

                            دواؤُكَ هم  اذا فُقِدَ الدواء ُ


بقلم الشاعر

محمد حبيب

نسمة الروح //بقلم أ. _زيان معيلبي

 ~ نسمة الروح______

_____________/

  ~~~~~~

لمن أكتب شعري 

وقصائدي لبحر 

زرقته عيناك.. 

وصوت الجمال الذى

طغى كل حقولي  

وأسر كل جيوشي  

لك يا حلم الربيع 

يا بسمة الفجر 

في صدى شعري 

في أحلامي  

سنزرع  كل دنا بالهنا

سيولد الضياء 

وتغني بلابل  العشق 

موال الحب ولهوى

سيرجع الراحلون  

وينتشر الفرح يعم 

ربوع كل الدُنا... 

أنت روح مملوءة

بالحنين تزرع دروبي 

بالمنى  ..... 

أنت زهرة من أزهار 

العمر تسكن بها الحياة  

الحالمة..... 

أنت أمسية مجبولة 

بمواويل  السمر 

والمنى.... 

والهناء.... 

ينعم لها القلب حين 

الليالي الصافية 

أنت حياة تتجدد

مع كل الفصول 

يرسمها الدهر على 

جبين كل العهود 

إلى أن يأتي الرحيل 

تحمله أجنحة الغروب..... 

تبقين أنت المنى!!! 

  

_زيان معيلبي (أبو ايوب الزياني)

عودي معي //بقلم أ. مهدي داود

 عودي معي

عودي معي والقلب عامر

نرسم الحلم المسافر

يشرق القمر المهاجر

نحضن النسمات باكر

تحتوينا نبضة القلب

نزرع أشجار المشاعر

ينظر حبنا للسماء

ويحلق مثل طائر

ننسج العشق الودود

يصبح القلب جواهر

ونغني كل يومٍ

تعلو دقات المزاهر

نتراقص مثل طيرٍ

يترنم عشق ساحر


                      ########

شعر / مهدي داود

المصيدة //قصة بقلم أ. أمل شيخموس

 " المصيدة " 

      قصة*    

بقلم الكاتبة الروائية 

 أمل شيخموس 

                                      🍊🍄   

 النقودُ تلسعُ جيبه لا تقف !! 

 بين صناديق العنب الأصفر ، و البنفسجي الفاتح و الغامق ، و الأسود محتااارة !!! لِمن تتوسل أن يأخذ منهُ قبل أن تفسد الكمّيّة الفائضة تدعو للخوف !!

 بألفِ يا ويل ، و حيلة قد نفقت كمية الإجاص ، و دستهُ هنا ، و هناك للآخرين اليوم عيد نوروز الكل منشغل . .

 لِمن تعطيهِ ؟ ! بعضهم التحم بالفرقة المسرحية للفنون الكوردية يدبك . .الفتيات يتنزهنَّ بالأزياء الزاهية البراقة . . أجواء العيد مسيطرة . .

        مَن يُفكر في معدتهِ !!

الناس سعداء بالطقوس . . 

حيث زوجها المسرف بلا هوادة بجنونٍ يضع العقل في الكف من الدهشة !!

 تميدُ أعماقها . . انفعالات لا حصر لها !!

العرق يتصبب من جبينها ينز من مسام جسدها . . تهابُ الله تُقدِرُ النِّعم تخشى أن تفقدها بسببه ، في حين غمرة بجانب صناديق الفلين المتكدسة لمحتْ أخاها ماراً يبدو أن مديرهُ في قسم الطوارئ هاتفهُ ليهبط على عجل . . مستعجلٌ هو . . أرغمتْ وقوف السيارة ترجوهُ بشدة أن يتناول بعضها ليأخذه لزملائه العمال الذي بدورهِ انزلقَ من كرسي السيارة حيثُ تتجهُ إليهِ بشجرة كاملة من العنب الملون البنفسجي بلونيهِ الفاتح و الغامق ،  الأصفر ، و الأسود مقتلعة من الجذور ، قد اشتراها الزّوجُ التّعيسُ الذي يهوى التبذير و الإفراط " تسوق فاحش " شراء ما يلزم ، و ما لا يلزم . . !

  صُعِقَ هو من مكانهِ ، و الشجرة تندفع نحوهُ بين ذراعيها المهرولة إليهِ !! 

            يالَ هول الصدمة !! سلمتهُ الشجرة بالجذور ، لم تلبث السعادة جزءاً من الثانية حتى نكصت على عقبيها . . تتوسل المارة قبل أن يفسد . . تستفيد أجسامهم منه ، و تؤجر عند رب العباد قبل أن يغدو وبالاً ، و تنطبق عليهم الآية الكريمة " إنّ المبذّرين كانوا إخوانَ الشّياطين  " العياذ بالله


على صدى صراخها المفزع انتبه

 أنَّها انهارت لهول المشهد؟ ! 

التي بوغتت بصناديق فلين بيضاء . . كميات مهولة أخرى من البرتقال على مد البصر . . !! 

قفزَ الأخ حيث تسمرتْ هي دون حِراك  

 ملامح محطمة . . هذا المعتوه الذي تتكبد نتائج فِعالهِ المضطربة منذ عشرات السنين


رمى الأخ شجرةَ العنب أرضاً بين أكوام الصناديق التي شدَّ ما تجتهد . . منذ سنين طويلة ترزح بالأعباء منحصرة في المطبخ ، تشعر بالمسؤولية بينما الزوج المغيب بلمح البصر يزيد الطين بلة . . قفزات جنونية متأثراً بأختهِ المتورطة " المصيدة " التي لا فكاك منها . .

أهدرت العمر بين المؤونة ، و كأنَّها معمل كونسروة لا يغمض لها جفن حتى تهرع إلى الخيار قبل أن يذبل ، الفليفلة الحلوة و الحادة المحمّرة قبل أنْ تهترِىءَ من الحرارة . . الخضار متراكمة متناثرة حتى فوق السطح ، غرفة النوم البامية معلقة !!

الباذنجان الأسود ينتظر الحفر و التجفيف قبل أن يفسد ، الكوسا منفوشة إلى القمامة و بئس المصير فاضت . . يلزمها عمال بلدية خاصة بها الذباب . . الحشرات . .


النمل يتكاثر 🐜 عصير البندورة ملتصق بالجدران . . الأمور خارج السيطرة

 امرأة اعتيادية ليست سوبر مان حتى تنجز أعمالاً تفوق الطاقة !!

 جوفَ المشهد المزري " المأساة الملهاة " تذكرت حلقة المرايا للفنان ياسر العظمة  " جرن الكبة " حيث يلهي زوجتيه من خلال دق اللحم في الجرن يومياً لصنع " الكبة " المراد أن يُنهِكهما من الضحى إلى المساء ، فيرتاح باله . . ! 


 الأخ فاقد الأعصاب بغضبٍ يقفز عالياً بكامل قوتهِ يفعس . .العصير تحت الجزمة الثقيلة يسيل ، و الحبّاتُ تُدَاسُ . . ! !

   فات الأوان النِّعمة هُدِرَت

 توووووت . . تووووت زمور عصبي . .  صبر سائق السيارة المتعطل نفذ 


 وسط تلك الفوضى ، و العصبية تحدقُ في العنب المفعوس " مشهد صادم بالنّسبة إليها . . !!

صراخها يشقُ الأفق !!!

الأخ باعتقاده أنقذ أختهُ أسعفها بالحل !

 بينما صدى صراخها الجريح يترامى في الأرجاء بوجع  : 


- إنّ المبذّرين كانوا إخوااااانَ الشّياطين 

    إنّ المبذّرين كانوا إخواااانَ الشّياطين 

......

...


الزوج لا يتفاعل سيجارتهُ بين شفتيهِ المحترقتين لا يبالي ! !

 في عالمٍ موازٍ يعيش " ضلالات " على مَن حوله أن يتجشم لا منطقيتهُ ، و مَن سوى الزوجة . . !! 

التي ولجت المصيدة باسم " الزواج " تصارع الموت حيث شرع الله يفسر على أهواء الناس !

-  الزواج حلال أما " الطلاق " عار و إن كان بؤرة جحيم ، فالإنسان لا يبرز معدنه إلا بالعشرة

 الجموع الببغائية إعتادت أن تردد :

- الزواج قسمة و نصيب ! 

يباغتُ الأنثى بالأسوار لا إرادة أمام هذه الجيوش الهادرة " مجتمع " سيل بأكمله كيف لها التصدي ؟ !!

 الأمر أعقد من معمل الكونسروة في بيتها المزعوم في كنف الشبح الموازي لكل شيء إلا المنطق


حيث انفصال الرجل أيسر بكثير يلفق له ألف عذر ، و شرع عكس . . الأنثى !

الكاتبة الروائية 

أمل شيخموس // سوريا

وحيدا أعاني //بقلم أ. أحمد جاد الله

 وحيدا أعاني ✍️ أحمد جاد الله


وحيدا أعاني

حمق البشر

وغدر اللى راح

وسوء اللى حضر


خطوت خطاوى

وبقلبى صفاء

منها أعاني

غدر البشر


وجدت المكاره

من الغريب

وحقد القلوب

من المعارف

وزاد الخطر


أصابنى الهدوء

ونظرت إلى

طبيعه قلوب

مثل الحجر


فلا أغضب

ماراح اللى راح

ومهما يكون

أنا الآصيل وسط

البشر


منامي هدوء

وليلهم نهار

لان ضميرهم

فيه حقد ونار

كجمر الشرر


شئنا الصفاء

وشاءوا القطيعه

بشتى الصور


أنيسى ضميرى

وليلي هدوء

وليلهم عذاب 

وبئس السهر


أرخى الستائر

وأدعو لربي

فى ليل السهر


ينير لي قلبي ويبعد

عني غدر البشر


وحيدا أعاني 

حمق البشر

Ahmed gadallah

الحقيقة //بقلم أ. كمال الدين حسين القاضي

 الحقيقة

عللُ الزمانِ تقلصُ الإيمانِ

والفكر ُبينَ نوازغَ الشيطانِ

ماقيمةُ الأعدادِ دون تمسكٍ

بشرائعِ القوَّامِ والديَّانِ

بعنا صراطَ الحقِّ عبرَ ملذّةٍ

منْ موقعِ الإضرار والخسران 

وشبابًنا تحتَ الغرائزِ خاضعٌ

 مثلُ الأسيرِ بحوزةِ الطغيانِ

فقدَ البصيرةَ في تجنَّب آفةٍ

من سوء عرض من يد البهتان

والجيلُ يجْهَلُ سوءَ كلَّ حداثةٍ

وارتادَ كلَّ جرائمِ العصيانِ

فاللهُ بالمرصادِ يصدرُ حكمهُ 

بالذنبِ عندَ تكاثرِ البطلانِ

فالحقُّ يمْقتُ كلَّ شعبٍ جاهلٍ 

جَهِلَ الحقيقةَ مارقُ الإحسانِ

مَا منْ عبادٍ في كهوفِ ضلالةٍ

إلَّا وقدْ ماتوا على الكفرانِ

كلُّ الذي  يجرى عليْنا عقابهُ 

فالدينُ مهجورٌ بكلِّ مكانِ 

لبسَ الشبابُ ثيابَ كلَّ جهالةٍ

والعيشُ بينَ ملذةِ الأدمانِ 

هجرَ الكتابَ ونورَ خير هدايةٍ

وصلاةَ فرضٍ بعدُ كل أذانِ 

فاللهٌ يطبعُ في القلوبِ مخاوفًّا

منْ كلِّ نفسٍ منْ ردى العدوانِ

وشرابُ مرٍّ ثمَّ كلِّ مذلَّةٍ

منْ كلِّ هشٍّ جاءَ بالأعوانِ

تلكَ الحياةُ إذا تركْنا شرعةً 

والميلُ كانَ إلى هوى السلطانِ

ومخافةٌ منْ كلِّ يومِ منيَّةٍ

وشغوفُ حبٍّ في سنى التيجانِ  


بقلم كمال الدين حسين القاضي

خواطر منوعة .7.//بقلم أ.اطياف الخفاجي

 خواطر منوعة..7..


 دعني أضع أحمر شفاهي لتعلم كيف تكون علامات التعجب عند العناق!!!!!

▪️▪️▪️▪️▪️▪️

 أنا وأنت 

ريح وستائر غرفتي

عشق أنت توحد في مقلتي

حرف ونبض تجسد في أسطري

أنفاس تهدد طفلة في داخلي

تخربش  على أوراق ذاكرتي

منذ رحيل القمر واستقرار الشمس

وأنت تهوى قربي وتسجد كي تصلي

أن يجمعنا الهوى على أرض بلدي.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

سلامّ على أولئك الذين إذا ذكرناهم انتفضت أرواحنا حنينا كشتاء ينفض غبار الصيف بستائر الإشتياق.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

جميعنا سنصبح ذكرى في يومٍ ما ولكن بشكل مختلف فتقرع طبول الحنين بوجع 

فيجهش ناي الإشتياق بالبكاء.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

مؤلم أن تعشق ماليس لك وإن يبقى في ذاكرتك كناقوس كنيسة يؤذن بإسم ألله أكبر.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

طائر أنا قص الغياب أجنحتي

وارتمت ريشاتي في الهواء تناقلتها عصافير الأنين

واتخذتها غطاء لمسكنها الجديد.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

 أنا أنثى ليست ممن تعشق وتبتعد لأنها صاحبة مزاج متقلب لكني أعترف بأني بخيلة في ابتسامتي،،، لهذا لن يروق للجميع وجودي...

فإن كنت تنتظر مني إبتسامة أو ركوع فلتأتي وقت صلاتي.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

أنا إمرأة تهوى الرسم بالكلمات حروفي جميعها وجع وآهات بعضها من نسج خيالي

والباقي من واقع مليئ بالحسرات.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

طيف أنا حللت على قلوب العشاق

لأكتب نسماتي حتى ترتوي مدامعهم

من حروف اوهام.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

 أمنحني هذا المساء بعضاً من قهوتك لأرتشف

منها بقايا شفتيك... حتى أكتب حكاية صمتي باحتساء الشمس والليل..ليتني ماولدت!!!!!! فكان لي أفضل لوبقيت في رحم الأيام .....حتى يتوقف قطار الألم في جميع محطاتي.... ياسيدي لم يعد للبعد معنى... فنبضي بات ينخفض والروح أصبحت هائمة بين الحلم والحقيقه.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

أشتاقك أنت نعم أنت وليس رجلاً غيرك

شفاه تتحدث بصوت خافت كأنه زلزال في داخلي

يوقظ حنيني ويُميت في داخلي

ألف عضو ،،عمياء أنا في عشقه دائما ترى كيف

يراني وأنا بداخله أسكن عمياء.


اطياف الخفاجي

أتيت إليك // بقلم أ. ثمينة الوردي

 أتيت إليك وحزني شديد 

لاشكوا إليك هموم الحياة


وجدت همومك أكثر مني

حقا حياة غدت كالرفات 


اصارع وحدي هموم ثقال 

وقد طوقتني وما من نجاة 


تحطمت كلي وزادت همومي 

تقيدت حتى عشقت السبات 


عزاني حزن كغزو العدو 

احتل كياني كما لو غزاة 


أضعت مكاني وكل زماني

حتى كأني نسيت الجهات 


فما عدت أعرف شرق وغرب 

تهت وتاهت دروب الحياة

ثمينة الوردي

يا غائبة //بقلم أ. نور الدين محمد

 ((يا غااااائبة))


ياغائبة رفقاً  بقلبي ونبضه

طال إنتظاري عساك يوماً ترجعي


صوت الحنين يسمع صداه

في لب قلبي ومسمعي


الشوق فاق الشوق لكنني

أواري عن ناظريني أدمعي


غصة فى القلب باتت علتي

تفتك فؤادي ومعها تفتك أضلعي


كم شكت مني الوسائد كما

أرهق التنهيد مني مضجعي


العشق إن صاب القلوب أذلها

يامن ملكتي القلب  ألحالي والعشق تعي ؟


طيفك يسكن رمش عيني وجفنه

يشتكيني إن مس عيني أصبعي


جرعت مر العيش ببعدك

فلا رغد لعيش دونما أنت معي


فالبعد سيف مسلول بحكمة

إن طال منه ألقى مصرعي

بقلمي

نور الدين محمد

(نبيل)

٢٨/١/٢٠٢٣

أدخنة //بقلم أ. زهرة بن عزوز

 أدخنة 


أنقعت روحي 

في أدخنة بخورك

الدّافئة

أعاصير شتويّة تولول

توشوش

في قاع بحيرتك 

حارّة متوهّجة

متلفّعة بأورام

الصّقيع اليابسة

تبحث عن حظّ رغيد

تحتلها قداسة ترانيم

يتمتمها الوجدان

في خلوة الصّلاة الدائمة

سجادته إلهام

ينسجها شعاع من تضاريس

تشقّ البال بنور اليقين

في المشاعر المتألّمة

تسبح الأرواح فيها تغرّد

تائهة حالمة

تتدلّى من قبب السّماء

أشجانها سقيمة هائمة

يطاردها رنين يملأ الأفق

يبدو وكأنّه لجين

يتقاطر من الأعلى 

يحرق الأصابع  الدّبقة

الدّكنة

أفواه صغيرة 

هناك  تتماوج صاخبة

يعلوها الصّمت

تصفّر بنغمة زمهرير

موحشة ٱلمة

توقظ ماهو عنيف

فيك

تسترجعه من تهاويلك

العاريّة الٱثمة


بقلمي/زهرة بن عزوز

البلد/الجزائر

لا تبكي يا صغيرتي //بقلم أ.سعدالله بن يحيى

 لا تبكي يا صغيرتي 

.........................

لا تبكي يا صغيرتي لا تبكي 

فما الحياة سوى لغز  نقي 

نعيش لحله مرغمين غير مخيرين 

في هيبة  الغرام تصب الآلام  صبا 

وتهب عواصف الشوق  هبا هبا 

اصبري صبرا جميلا وصابري 

وإلى باب  الوفاء حاذري 

تلمسي الأعذار و اقرعي 

طبول  المحبة برضا وتمتعي 

يا نقية السريرة جميلة الروح 

حباك القلب فلا تفتحي  الجروح 

لئن بسطت نواعم كفيك ودادا 

لكنت الفتى  الذي يعانق  مرادا 

تبتَّلي إلى الرشد بعد  يأس 

واخرجي صغير القلب من عبس 

واسقي أنين القلب دوما أملا 

ولا تتجاهلي رسائلا لم تصل

ففي نفسي جحافل  شوق  لم تقل 

صغيرتي لا داعي  لصقيع الفشل 

إمسحي دموع اليأس من  المقل 

فالآتي فجر جديد وقلب بحبه  ينهمر 


.

.بقلمي سعدالله بن يحيى

لقد أزهر الحزن //بقلم أ. نبيلة علي متوج

 سلام لروحك يا أمي في ذكرى رحيلك الثامنة 

(لقد أزهر الحزن )   

----------------- 

ثمانية أعوام 

تجهش المعاني  

تبكي المفردات ؛

يبحث الحنان عن أهله، وبالحزن أجن ...

 لم تستطع الأيام أن تمحو بريق عينيك، ولا برودة كانون أن تطفىء 

دفء يديك.. 

تلك الحمامات ماغادرت أعشاشها؛ 

مازالت تبحث عن بيادرك العامرة.. 

أحاولُ مسح دمعي 

أصطلي قهراً ؛ 

أمد يديَّ لألمس زهور خديك 

فتهزمني النهاياتُ الحزينةْ ...

أبكي كيوم رحيلك 

ثمَّ  أبكي حتى تضيع ملامح وجهي سنوات ثمان  مرت ؛ 

لكن نظرتك الأخيرة مازالت تزرعني شمسا لاتعرف الغروب..

بفيض من بكاء الروح أتوسلك ؛ 

كنت تكرهين دمعتي لكني الآن أبكيك.. 

اعذري دموعي المهزومة.

كنت تربّين الصبر في صدري ودروس المواجهة.. 

تمسكين يدي ؛ تعلميني الوقوف 

إن سقطت.. 

من يمسح دمعتي الآن وجرح فقدك يزداد عمقا؟

 غيابك يمتص ماتبقى من جلدي..

أنا لا أرثيك لكني أرثي نفسي فيك..

لقد مضى ألفان وتسع مئةوعشرون يومًا على رحيلك الموجع.

 ما زلت  بإنتظارك؛ أعانق طيفك. 

أعاني حزناً مستترا..

كلما فتحت عيني 

تطالعني صورتك بإبتسامة وسط روحي القاتمة

ولن تكف.. 

ليت هناك هدهد سليمان  يخبرك أن حياتي دونك عدم....

وغيابك يرشق صدري بأحجار 

من أسى وألم....

أصرخ:  تعالي، 

أنت  ظلي وسكن روحي..  

أحيانا أقهقه كالمجانين

وأخرى أجهش بالبكاء كطفلة سرقوا فرحتها جلست تنادي نظيرها الروحي

 لكن لا أحد هناك غير وخز ينحر روحي الساهمة 

في ملكوت الرب 

الزيتون بكاك والليمون جثا

على ركبتيه يرشك بعطره..  

قرآنك يشتاقك 

ورائحة بخورك  ووردك تحمله النسائم!! 

يقول الجميع: هنا كانت.. 

من أصابعها شموع

وكفيها بيادر قمح، 

هنا مدرسة الحب والأمان وتراتيل السكينة، هنا الجميلة....

ياوردتي التي لم تعرف الذبول 

يوما؛ 

وكانتْ تمنح الدنيا عطور الحبِّ!! 

أنثى بحجم العالم 

تجرعت أنهاراً من الخيبات، لكنها لم تعرف الا الصبر 

وتفتح الصدر الحنون  لكلِّ الحزانى حتى رحلت بهدوء ورضا. 

لستُ مثلك  

صوتُ حزني أبكى العالم كله، ومازال يتجدد كل كانون .

والآن أبكيك وأبكي فيك نفسيَ..

سامحيني واعذري دمعتي التي أوصيتيني ألا أذرفها أبداً.....

 بقلمي نبيلة علي متوج 

28/1/2024

(غيمة حزن) //بقلم أ. عادل شاهين حسن

 (غيمة حزن)


من تسع عشرة سنين

أو أكتر بسنتين

هبت رياح العاتية

اقتلعت ورورد جنينتي

والحزن خيم هالعمر عنا


سال الدمع أنهار عالخدين

وبكيت بحرقة وألم الحساسين

وتنكست لسنين شتى رايتي

وشارفت عابواب الخلاص نهايتي 

وماعاد هالقلب الشقي اتهنى 


من تسع عشرة سنين

أو أكتر بسنتين 

بلشت هون حكايتي

وتكسرت فوق الركام مرايتي 

ونالت كلاب الشاردة منا


أيام سودة ملطخة بالطين

القلوب قسيت مابظن تلين 

بالدم رح أكتب اليوم روايتي 

لو ماقدرت أبلغ مرامي وغايتي

بيكفي ياحرفي فيك أتغنى  


آهين مع لوعة وأسى آهين 

شبعنا قهر والقلب هدو الدين

ماتت على مر السنين هوايتي

وماعاد تنفعني الكتب وقرايتي

نهاية حياتي صرت أستنى 

نهاية حياتي صرت استنى 


        بقلمي

           عادل شاهين حسن

اغتيال الفصول المتألقة .. // قصة قصيرة // بقلم أ.د.علي أحمد جديد

 اغتيال الفصول المتألقة .. 


                            قصة قصيرة

                       د.علي أحمد جديد


" تَعِبوا وهم يراهنون على تَعَبِنا "


 لا كسرة خبز في بيتي ، و لا شيء بات قادراً على إسكات الجوع الذي ما ينفك يهاجمني ويقرقر طويلاً في جوفي ، وهو يتنقل بين المعدة الخاوية و الأمعاء التي توشك على الجفاف . دفعني جوعي إلى الخروج رغم الاشتباكات بين فصائل الجيش المدافعة عن المدينة وبين مجموعاتٍ من المجرمين الغزاة ، جاؤوا يجمعهم الاتفاق على اغتيال الفرح ..جاؤوا بسلاح وعتاد ، ونحن مُكبَّلون بعجزنا المسالم ، ونأوي إلى الزوايا و الأركان طلباً لأمانٍ بات سراباً

بعيداً وأسطورةً عصية على التصديق !!.

خرجت من بيتي لتفاجئني فوانيس الإضاءة وقد انطفأت أنفاسها وخمدت نبضات النور في الشوارع وفي البيوت وكأنها تتضامن مع صنابير المياه التي جفت هسهساتها .. ولم تكن الطرقات وحدها التي تتوشح العتمةَ التي نجحت في النَيلِ من التماع النور حتى في حدقات العيون ..

- (قــف مكانك ..)

جاءني الصوت جافاً ومفاجئاً وحادّاً كمقصلةٍ تهوي على عنق بلبل وديع لا يُجيدُ سوى أغنيات الفرح .. 

التفتُّ لأجد صاحبَ الصوت مُثقَلاً بأسلحة تكاد تعيق حركته . 

كان يربط رأسه بعصبة سوداء وعليها عبارات غير واضحة الحروف ويقف تحت راية تتوسطها ثلاث نجومٍ حمراء متأهباً وهو يوجّهفوّهة سلاحه الأمريكي إلى صدري . كانت عيناه داكنتان بيريق غريب كعينيّ ذئبٍ يوغِلُ في توحشه وفي تعطّشه للافتراس . كان يُحدّق بي بقلق بالغ وظاهر كبندقيته التي تحدجني فوّهتها بانتظار ضغطة الزناد ..

- ( قف مكانك وضع يديك خلف رأسك ) ..

تشابكت أصابعي مرتعشةً خلف رأسي باستكانةٍ ظاهرة وباستسلامٍ واضحٍ شديدِ الخنوع و الانصياع ، بينما تقدّم مني مسلّح آخر ، ظهر فجأة من العدم ، وراح يتحسس جسدي المرتجف بكفّين جافتين وقاسيتين كجفافٍ أسطوري مُغرِقٍ في الحقد .. كان يبحث عن أي 

سلاح قد أخفيه بين طيات ثيابي حتى ولو كان قلماً . سألني بلهجته الريفية :

- ( أين بطاقتك الشخصية ؟).. 

- في جيب معطفي من الداخل .. 

- (هاتها بسرعة ).. 

أنزلت يدي من خلف رأسي وأغرقتها بسرعة في جيب معطفي من الداخل ، وما إنْ لمستُ طرف بطاقتي لإخراجها حتى هوت كفُّه على خدّي و هو ينفجر بصراخه : 

- (انتظر أيها الحيوان حتى أخرجها أنا بنفسي )..

 اشتعلتْ الدنيا أمام عيني بوميضٍ متوهجٍ وحارق ، وتوقفت الحياة في كل ما بجسدي المرتعش خوفاً

وقهراً .. وخذلاناً . كأن القلب  ستتوقف نبضاته غيظاً واحتجاجاً .. وكأن العروق تتجفف دماؤها !!.. 

مدَّ يده إلى البطاقة في جيب معطفي وانتزعها منه بانتهاك ، ثم قذف بها إلى صاحبه المتأهب بسلاحه وهو يقول بلهجةٍ آمرة :

- (خذها وتأكّد إن كان مطلوباً لدينا)..

تلقفها الأول بلهفة .. خطفها بيده ثم أخرج من تحت سترته الواقية لوائح طويلةً وفيها أسماء محددة أعدّوها مسبقاًأو تم تزويدهم بها ... ازدادت حدة القلق المخيف في داخلي من وجود اسم يشابه اسمي لديهم ،أو يكون قريباً في حروفه أو في لفظه . بحث ملياً في سطور قائمته ، مالبث أن أعادالبطاقة إلى زميله وهو يشير بأسف إلى خلوِّ اللوائح من اسمي . أخذها صاحبه وسألني قبل أن يعيدها إلي : 

- (ما هو عملك ؟..) ..

- كنت أعمل في مكتبي الخاص للسياحة و السفر ..

- (أنت تقول بأنك كنت تعمل ، وأنا أسالك عن عملك الحالي فأجب عن سؤالي المحدد دون التفاف ولامواربة ).. 

- الآن ، أنا عاطل عن العمل ، لأنني لا أجيد سوى العمل بخبرتي في هذا المجال .. و اليوم , بفضل الله

لم يعد في هذا البلد مجال للسياحة ولا للسفر .

- ( لماذا لم تلتحق إذن بصفوف " الثورة" وتساهم في تحرير الوطن وفي التغيير ؟!..أو لست 

مواطناً يهمه حال الوطن ؟!).. 

- أولاً ، أنا لا أحب العنف ولا أميل إلى سفك الدماء .. وثورتكم هذه استبدلت نجمتي رايتناالخضراوين بثلاث نجوم حمراء . أي أنكم استبدلتم لون الربيع و السلام في رايتنا لتضعوا مكانه لون الدم والجحيم وتدّعون أنكم الربيع .. 

ثانياً ، كلنا نعرف أن الثورة تقوم بوجه محتل أجنبي ينتهك الكرامة ويسرق الوطن والمواطن ..أما مفهوم التغيير الذي تقصدونه في ثورتكم هذه فهو لايتعدى سوى التخريب و التدمير وإرهاب الآمنين ، كما فعلتم وتفعلون بثورتكم في العراق وفي ليبيا ، لأن الثورةفي حقيقتها تعني بناء البلد وتطويره ،وتسعى للحفاظ على أمن المواطن وكرامته ... 

كان لا يكفُّ عن التنقل ببصره بين وجهي ، وكأنه يفترس ملامحي ، وبين بطاقتي التي في يده . مالبث أن رمقني بنظرة غاضبة ، يقاطعني ويعيد لي البطاقة وهو يقول بنزق : 

- (امسك بطاقتك .. لو كان اسمك موجوداً على تلك اللوائح ، كما كنت أتمنى ، لما تجرأتَ على قولك

هذا . خذ بطاقتك وعجل بمغادرة الموقع قبل أن أشير إلى القنّاص الذي ينتظر إشارتي لإطلاق النار 

عليك ).

أخذتُ البطاقة من يده وتابعت طريقي على عجل كما كانت تعليماته المفعمة بلهجة التهديد المباشر والواضح . تبعني المسلّحالآخر محاولاً إبداء شيء من الاعتذار عن تصرّف صاحبه معي وهويقول : 

- (لا تأخذ على عصبيته في التصرّف كما فعل أو الكلام الذي قاله لك ، كلنا نعيش مرحلة صعبة وشديدة الحساسية . ولاتنسَ اننا نخاطر بأرواحنا اليوم من أجل خلاصكم وتحريركم ..)

قاطعته محتداً ، وبكل ما استفزّته فيَّ كلماته : 

- عن أي خلاص تتحدث وعن أي تحرير !!.. أنت تعرف أن "فاقد الشيء لا يعطيه" .. لأن الذين 

سلّحوكم قد سلبوكم حريتكم وإنسانيتكم ليستنهضوا فيكم غريزة القتل و التوحش . وأنا لم أرَ سوى أسلحتكم وأنتم توجهونها نحوي ونحو كل أعزلٍ مسالِمٍ يعبر الطريق . لقد سلبتم الحرية .. وقتلتم الأمان الذي كان !!.. 

كنا نقطع البلاد من أقصاها إلى أقصاها دون أن يستوقفنا حتى شرطي المرور .. وكانت النساء 

تخرج من حفلات الأعراس آخر الليالي وهن مثقلات بأساور الذهب وبالحلي ، وتمشين حتى بيوتهن 

دون أن يعترضهن أحد .. أمّا في ظلّ تحريركم اليوم ، لم يعد الرجال يتجرأون على الخروج من البيوت

في وضح النهار خوفاً من استهدافهم برصاص قناصيكم أو بطلقة طائشة . وحتى بيوتنا التي بتنا نتحجر فيها ولا نغادرها فلم تعد آمنةً اليوم رغم قول النبي (ص) الذي تدّعون انتسابكم إليه وانتهاجكم نهجه حين قال يوم فتح مكة :

     " من دخل داره فهو آمن"

 لأنكم تخربون الدور فوق رؤوس ساكنيها وهم يلوذون بجدرانها ..


توقف المسلّح في مكانه محاولاً صمَّ أذنيه عن كل ما أقول ، وتركني أبتعد عنه بخطواتي المتلاحقة

وأنا أهزّ رأسي بعصبية تنبئني بفقدان مبررات وجودي بعد الصفعة المفاجئة التي تلقيتها من مسلح يستقوي بسلاحه وبحقده ، ويختبئ وراء خوفه من أبرياء باتوا يفتقدون لون الودّ وطعم الرغيف ، أو شيئاً من الكرامة والأمان .. صار كل واحد منا ينتظر موته ، ولا أحد فينا يدري متى يفاجئه الدور في الرحيل . 

كل ما يصل إلى مداركنا وينقر أسماعنا اليوم يُنسينا الجوع ورائحة الخبز ونحن نتابع أخبار الظلامية التي تستجمع جيوش العتمة لاختراق أسوار ضيائنا الذي مازلنا نتمسك بزوبعة إثمنا الحضاري العريق رغم تضييق الأنشوطة حول رقابنا ، ورغم كل محاولات تجويعنا بهدف قهرنا وتركيعنا .

أتحسس خدي الذي حفرت صفعته ألماً عميقاً في القلب وفي الوجدان !!.. ويجتاحني يقين راسخ بأنني مشارك في قتل كل الذين قهرهم الجوع واضطروا للركوع .. أوقن بأنني قد تجاهلت حدسي ولم أرفع الصوت في التحذير .. لم أصرخ حين كان يمكنني الصراخ .. 

نعم ، كلنا مشاركون في القتل لأننا لم نُعلِ الصراخ ونحن نرى جحافلهم تتغلغل بيننا وتسلل إلى بيوتنا متخفيةً بابتساماتٍ خبيثة وتحت عمائم كاذبة أو من وراء لِحىً ماكرة لا تتقن سوى الحقد على كل نقاء وعلى كل ما هو مضيء وجميل . كلنا ، كنا نستشعر ما كان ينتظرنا من الأهوال ولم نرفع الصوت . كل واحد فينا كان 

ينتظر صراخ غيره ليبدأ الصراخ .. ولم يصرخ .

كلنا اليوم مسؤول عن ضحايا القتل و الجوع في هذا الحصار الذي يشتد ويضيق علينا دون توقف . كلنا مسؤولون عن تمدّد الوحش بيننا .. وستبقى أحزاننا وانكساراتنا تسكن فينا أبداً تلوِّن

صورة البسمة على وجوهنا مهما حاولنا إخفاءها ، ولأننا لم نصدِّق حدسنا وهو يحذرنا من غدرهم 

حتى أتانا !!.. 

كان بمقدورنا الصراخ ولم نصرخ . ربما كانت ستذهب صرختنا الأولى سدى .. ربما كانوا سيتجاهل الآخرون سماعها ولا يرددون الصراخ .. ولكن لو أننا تمسَّكنا بالصراخ ثانيةً ، وثالثةً .. وعاشرة لأجبرنا الجميع على سماعنا ، ولتَنبّه الجميع إلى ما يرسمه العالم لنا ، وما يخفيه وراء كذب 

المجاملات وزيف الابتسام ..

- ( قف مكانك ) 

جاءني الصوت مفاجئاً كطلقة غادرة .. تَسمّرتْ قدماي في المكان

ورفعت يديَّ أشبكهما خلف رأسي . تقدّم مني مسلّح يربط رأسه بعصبةٍ حمراء وعلى صدره راية 

النجوم الحمر الثالث . سألني وابتسامته تتمدّد فوق ملامحه الشمعية القاتمة ، بينما تخرج حروف سؤاله من بين شفتيه الغليظتين بلهجة أهل الشمال الأفريقي وبالعربية الفصحى المتكسرة :

- (لماذا رفعت يديك هكذا دون أن أطلب منك ؟!)..

- لأنك ستطلب مني أن أفعل ذلك .. 

- (ثم ماذا ؟).. 

- ستسألني عن بطاقتي الشخصية مثلما فعل زميلك ذو العصبة السوداء الواقف على ذاك الحاجز 

هناك ..

- (وماذا ايضاً؟)..

- ستفتشي لتتأكد بأنني لا أحمل سلاحاً وبأنني غير مطلوب على لوائحكم ..

- (وماذا سيكون ردك على ذلك ؟)..

سأنصاع مضطراُ طالماً أنك تُوجّه لي هذا السلاح ..

- (وهل يعني ذلك أنك ال تحمل سلالحاً؟)..

- قلت لك أن زميلك على ذلك الحاجز قام بكل ما يلزم ..

- (نحن هنا لا علاقة لنا بأولئك على ذلك الحاجز .. هم من أبناء البلد ونحن مجاهدون من كل العالم نسعى لنشر الإسلام في أرض الله التي يورِثها لعباده الصالحين كما وعدهم )..

- لكننا هنا مسلمون أيضاً وعلى أرض إسلامية عريقة انطلقت منها الفتوحات .. وإذا لم تقبلبشهادة التاريخ ، فها هي المآذن حولك تشهد .. 

- (نحن نعلم أن إسلامكم غير صحيح وجئنا لتقويم اعوجاجه)..

- لو فرضنا أن غايتكم التقويم فعلًا فإن ذلك يجب أن يكون كما أمر الله في كتابه :

" ادع إلى سبيلربك بالحكمة و بالموعظة الحسنة " 

وليس بالسالح أو بقتل النفس التي حرّم الله قتلها إلا بالحق .. 

تغيّرت ملامحه وهو يقول ضَجِراً :

- (هذا ما نعانيه هنا منكم .. نحن جئنا لإصالحكم ولتوحيدكم على كلمة الله ولا نلمس منكم تجاوباً ولا تعاوناً ولاتأييداً .. بل إنكم ترفضون وتستهجنون تضحياتنا واغترابنا عن أهلنا وبلادنا لإصلاحكم وهدايتكم ) ..

- نحن لم نستدعِ أحداً لإصلاحنا لأننا أكثر الناس صلاحاً وإصلاحاً ..

- (ولهذا ما زالت الكنائس تقرع نواقيسها عندكم !!).. 

قالها بسخرية واضحة ..

- ربما نسيتَ أن المسيحية كانت ديانة التوحيد قبل المحمّدية ، وأن المسحيين هنا أصحاب الأرض 

الحقيقيين ، وقَبِلوا دخولنا عليهم باسم الفتوحات كما قَبِلوا التعايش معنا بمحبة وسلام حتى اليوم .. لم يقتلونا ، ولم يقاومون وجودنا .

بدا عليه الحنق ونفاد صبره مما أقول . أومأ برأسه إلى زميله وتأهب بسلاحه يوجهه إليّ . 

في داخلي كان الخوف يمور هادراً كمحيط حقد تتلاطم فيه الأمواج ، ولم أعد أعرف حقيقة من أنا ولا

أين أنا !!.. كـأنني نسيت بحثي عن الرغيف ودخلت أرض عالم غريب وعجائبي بعيد عن واقعنا الذي نعيش أو الذي كان . يشرئب في داخلي خوفٌ وتوجسٌ من وجود ما يثير حفيظتهم مما قلت ، فيدفعهم ذلك لإهانتي من 

جديد ، و ربما لقتلي بعد أن صار القتل أهون الحلول وأبسطها . صحيح أنني لا أحمل سلاحاََ بين

يديّ لأنني أكره الدم و القتل ، لكنهم يعملون على تفجير المجهول فينا بعد أن بدأ الخوف بتوليد 

الحقد ليغزو النفوس الآمنة وليقتل ما تبقى لدينا من الطهر و البراءة .. طوفان عارم من الحقد المُبرَّر 

يحاصرني وأخشى أن يتفجّر بنا جمعياً ,ال تتقن العيش ً فيقتل الحب فينا ، وقلوبنا بلابلٌ في براءتهالاتتقن العيش والغناء دون بهجة ودون نبضات حبٍّ صافٍ وحقيقي .. قلت له بعد أن انتهى من تفتيشي :

- لماذا تتوافدون علينا بهذه الحماسة و لا تذهبون لتحرير أولى القبلتين هناك في فلسطين فتكونوا دعاة جهادٍ وتحريرٍ حقيقيين ؟..

- (تلك ستكون معركتنا الفاصلة بعد القضاء على المرتدين عن دين الله الواحد كما فعل صلاح الدين 

من قبل حين أعاد أهل مصر إلى الكتاب والسنّة .. فهو قدوتنا ومَثَلُنا الأعلى في التوحيد ومنه إلى الجهاد والتحرير).. 

- ولكن الله يقول :

"إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم"

أي أنه لم يُفوّض أحداً بحساب أحد حتى الأنبياء لم يعطِهم تفويضاً بحساب أحد أو محاسبته .. 

تجاهل ما قلته كلياً وكأنه لم يسمع شيئاً .. وقال محتداً :

- (خذ بطاقتك و لا تسرع في مشيتك وكأنك هارب من شيء يلاحقك فعلاً .. لقد أدخلتْ خطواتكالمتلاحقة الريبة في نفسي ولهذا أوقفتك .. مم تهرب ؟)..

- من نفسي ..

- (إمضِ في سبيلك بهدوء وحذر لأن السرعة تثير المخاوف في نفوس الجماعة وقد يكون ردة 

فعلهم قاسية وقاتلة وحرام أن يكون ذلك مصير واحد مثقف و واع مثلك . وإذا أردت خبزاً فثمة

فرن بدأ العمل منذ قليل وقد تستطيع الحصول على شيء من الخبز إذا توقفت عن الفلسفة الفارغة مع الآخرين لأنك لن تصادف من يصبر على هرائك مثلي )..

أخذتها منه ، وبسرعة وضعتها في جيب معطفي متوجهاً نحو الفرن الذي أشار إليه . حاولت استرداد

شيء من الهدوء الذي بات يجافيني بإصراره العنيد وأنا أرى المسلحين قد سّدوا المنافذ بسواتر ترابية يختبئون خلفها ..ويرتكزون بقناصاتهم على الأسطح وفي نوافذ البيوت التي أخلوها من أصحابها لينشروا لغتهم في الموت والقتل دون تمييز بين رجل أو إمراة ، و لا بين طفل وبين كهل أو عجوز .. 

حتى الجدران المسلوبة على جانبي الطريق ألبسوها ثوب الكآبة بعد أن ثبّتوا عليها عبارات الموت القتل ، وشعارات الوعيد والتهديد . 

 تتردد الآن في أذنيّ صدى عبارات جاري المدرس وهو يقول لي مُغالبِاً البكاء :

- لقد استولى المسلّحون على المدرسة التي أعمل فيها .. صرفوا التلاميذ و أحرقوا الكتب ومقاعد 

الدراسة ليتدفأوا بنارها بعد أن حوَّلوا المدرسة إلى مركز يقيمون فيه ، وإلى سجن يحتجزون فيه 

الأبرياء .. قالوا انهم يريدون الإصالح وهم كاذبون .. لأن الإصلاح لا يكون بإغلاق المدارس ولا يكون إلا بنشر السلام و 

بالبناء و الأمان . لقد بات دولارهم (هولاكو) العصر الذي يهدم و لايبني ويقتل ما فينا من القيم 

و الأخلاق والقِيَم .

          *          *          * 

 لا كسرة خبز حتى الآن و لا شربة ماءٍ إلا مما تبقى في خزانات البيوت ، والمسلحون ما زلوا 

يتوافدون تنتشر جموعهم وتتمدّد في الشوارع و الأحياء .. يسرقون المحلات وينهبون البيوت .. يصادرون الفرح ويقتلون البراءة .. يمسكون الحناجر بقبضات القهر كي لا تطلق الأغنيات في الآفاق .. ومازال الضيق يتغلغل في صدري بعناد وإصرار ، فيقتل الفرح ويغتال الابتسام . يتحِّدُ الضيق مع جوعي حثاًب عنخلاص قريب يُبعِد اغتيال عبق البراءة وأريج المحبة .. أبحث عن خلاص من حصارات الجوع ومن التضييق على هديل الحمائم وغناء البلابل ، وعن سلام يحفظ للفراشات تألق ألوانها ..

وها أنذا عالق بين زحمة البنادق و الرصاص ، وبين لزوجة الأمنيات التي يصعب تحقيقها أو ترجمتها إلى واقع مفرح كزوبعة انتمائنا الحضاري العريق ..

تجتاحني رائحة الرغيف من بعيد ، فتدور النجميات في السماء مضيئة ولامعة على صهوة الأمل .. وبشفرة سيف الخلاص على رقبة الجوع ..

- ( هيه .. ماذا تفعل خارج بيتك في هذا الوقت الكئيب ؟).. 

جاءني صوت أعرفه جيداً .. كانت لهجته تنمُّ عن التودد بتباه ظاهر .. التفتُّ نحو مصدر الصوت لأرى شبحاً مسلحاً غير واضح الملامح يقترب باتجاهي ويحتضن بندقية آلية أمريكية كما لو أنه يحتضن عشيقته إلى صدره بكلّ مافيه من الشوق و الشغف حتى صار فاصلاً في المسافة بيني وبين الفرن. كان يرتدي بنطالاً عسكرياً  ملوَّناً ببقع صحراوية لا اخضرار فيها ولاحياة ، ويعتمر قبعة صوفيةً

تذكرت يوم اشتراها جاري المعلّم لابنه اليافع الوحيد ..كان يسرع الخطو قادماًنحوي وفي ذهني تلمع صور المسلحين وصور القتل ومشاهد السواتر والمتاريس و القنّاصين بقناصاتهم وهم يستهدفون المارة و العابرين الآمنين .. تجاوزني شرطي كهل 

لم يتخلَّ عن ملابسه الرسمية كغيره .. ربما لم يكن يملك من الملابس ما يتيح له استبدالها .. أوقفه المسلّح ابن جاري وتجادلا بالحديث قليلاً ..

علا بعد ذلك صوت المسلح اليافع وأنا أتابع توسل الشرطي الكهل وهو يشير إلى ربطة الخبز التي 

يحملها بيده ، وبدأ يرجو ابن جاري المسلح أن يسمح له بمواصلة الطريق إلى أولاده الجائعين .. دوى طلقٌ ناري مفاجئ ، فارتعدتُ و أنا واقف في مكاني أراقب مايدور بينهما .. ارتجفتْ ركبتاي والشرطي الكهل يترنّح أمامي ثم يهوي على الأرض ويده ما تزال ممسكة بربطة الخبز وتشدُّ عليها بكل ما تبقى فيها من عزمٍ ومن قوة ، حتى خارت تماماً وتفلتت الربطة من بين الأصابع التي كانت تمسك بها ..

 تسمّرتُ في مكاني وارتعدتْ ركبتاي تُعلنان عجزي التام عن الحركة وأنا أتأمل عَينيّ المسلّح ابن جاري تلتمعان بزهوٍّ مكذوب وهما تراقبان جثة الشرطي المسجاة على الأرض ، وتحتها تتمدّد سحابة الدم وهي تشرق وتتسع كزوبعةٍ حمراء تأبى التخفي أو الأفول ، وكأنها ستنتفض بوجه القتل والسلاح .. 

كان الشرطي كهلاً في عمر جاري المدرس والد المسلّح تماماً .. وكان أعزلاً من أي سلاح سوى من الشيب المتوقّد في رأسه ، ومن ربطة الخبز الوحيدة حتى أفلتتها أصابعه فوق زوبعة دمه .

كَفُّ الْمَوْت...للشاعر سمير زيات

 كَفُّ الْمَوْت

ـــــــــــــــ

آهٍ    لغَـزَّةَ  ،   والأكفَـانُ    تَختَصِـرُ

           ما قد يُقَـالُ  وما يَشْـدو  بـهِ  الوَتَرُ

أَبكيـكِ  غَـزَّةَ  والأحـزانُ  تعصِـرُنِي

           ودمْـعُ  قلبي  على الخَـدَّينِ  يَنهَمِـرُ

والعقـلُ مِنِّي شَـريدٌ  لا  رُجُـوعَ لَـهُ

          قَدْ طَارَ مِنُِي  ،  وجُنَّ العَقْلُ والفِكَـرُ

                        ***

فَالْمَوْتُ  أضحى  يُغَنِّي  لَحْنَهُ  غَـرِدٌ

           يَطِيرُ  فَوْقَ  الْوَرَى  يَشْدُو  ويَفْتَخِرُ

أَبْكِي  عَلَى  جُثَثٍ   فِي  كُلّ  ِنَاحِيَةٍ

           أَبْكِي   دمـاءً   مَعَ  الأشْـلاءِ   تَنْتَثِـرُ

أَشُمُّ   رَائِحَةَ   الأمواتِ   ،   أنشقُهـا

          والخِزيُ يَأسِرُني ، والرُّعبُ والضَّجَـرُ

رُحماكَ  ربِّي  ،   فقد  ماتت  عُروبَتُنا

          واستَفْحَلَ الظُّلْمُ والأعداءُ قد فَجَروا

                         ***

رُحْمَاكَ  رَبِّي  ،  فَقَدْ أَبْدَيْتُ مِنْ أَلَمِي

           أَبْكِي   وَأَصْرُخُ  ،  وَالآهـاتُ   تَنفَجِرُ

يَا رَبُّ  غَوْثُكَ   فَالأَرْوَاحُ  يَحْصُدُهَـا

           كَفٌ   عَجِيبٌ   قديرٌ    قَاهِـرٌ   خَطِـرُ

عدُوُّنا    يقْتُلُ    الأطفالَ    يَحرِقُهُمْ

            كـذا  النساءَ  ،   ولا حسٌّ   ولا خَبَـرُ

فهلْ غَدَوْنَا  إِلَى الأكْفَانِ  مِنْ وَهَنٍ ؟

           يَا ربُّ  واحفظْ  دِمَـانَا  ،  إِنَّنَـا   بَشَـرُ

أَيْنَ الْفِكَاكُ ، وَعَيْنُ الْمَوْتِ تَرْصُدُنَا ؟

          أَيْنَ الْخَلاَصُ؟ وَأَيْنَ الْغَوْثُ وَالْمَطَرُ ؟

آهٍ    وَآَهٍ  ،   إِلَى   الأَقْـدَارِ   أَنْفُــثُـهَـا

          فَهَلْ    تُرَاهَـا    تُلَبِّيـنَا      وتَنْتَصِرُ  ؟

يا غزَّةَ الرُّوحِ  هذا النصرُ  فاصطبِري

           فإنَّمـا  النصرُ   محتومٌ   لمَنْ  صَبَروا

                            ***

الشاعر سمير  الزيات

سيدة النساء...د. طه الجندي

 سيدة النساء

🌹🌹🌹

يا أنا انا البدر شبيهة القمر

أنا الليل والعشق والسهر

إشراقة فجر وترنيمة القدر

فى محراب الوجد أنا

أنشودة للطيرفوق الشجر

عطر فى بساتين الزهور

فأنا سيدة لست كباقي النساء

أصلي عربية سليلة المجد والكبرياء

لم أعرف الغدر يوما

دوما شيمتي الوفاء

لست كعاشقة العزيز

ولست شجرة الدر اونفرتيتي

أصل حضارة العظماء

عربية أنا 

جدتي خديجه ام المؤمنين 

سيدة النساء 

أنا البدر وسط النجوم

فى الليالى الظلماء

إشراقة فجر

وشيمتي المجد والكبرياء

 شيمتي المجد والخلود والكبرياء🌹🌹🌹


Taha Elgendy

بقلمى

د/طه الجندى

اتساءل ..د. علي منصوري

 اتساءل ..

أأنا أم بركان جنوني

همساتي لكِ 

تشدني من أشيائي

كيف الشفاء منكِ 

أم أني من سقمكِ سأعاني

لا نجاة ..

ظلكِ يأسرني 

كل شيءٍ مؤصد

لا سبيل ..

الليل طويل 

الحلكة أغلقت الدروب

كيف أراكِ ..

لا قبسا ..

ولا جذوة نورٍ من عينيكِ

لا تَرْكُني في العتمة 

أ هي حصنكِ

أم هي تأسركِ 

تعالي نعانق الضوء

نبدأ بالعزف

نُقّطع صمت الليل

نشابك أيدينا

نتمايل حول خصرينا

لنرقص على نبض أوجاعنا

قد نجد منفذا

نهرب من ليلنا

فلننجُ من أتون النسيان

وفلول الخداع

تعالي نعود لعهدنا

وننحر الذنوب على

قارعة أشواقنا

هل سننجح ؟

أم سنكون أضحوكة ذهولنا

هل عبثا نحاول ؟

أم سنتنفس الصعداء

أن كنتِ صادقة سألبي

وأن كنتِ  لا ..

فدعيني أركن بعيدا

خلف رماد الليل 

دعيني أتنفس 

وأمزق حبال أسركِ

لأتنفس ملء صدري 

في جوف ليلٍ خائب


د.علي المنصوري

مضمونة الوصول ... بقلم : لطفي الستي

 مضمونة الوصول ...

رسالة إلى مجهول ... 

لقد نسيت الإسم والعنوان 

لكنني سأكتبها ...

سأضمن لها الوصول ...

سيدي ...يا صاحب القصر 

يا صاحب الأبهة و الفخامة و الفخر 

ما عدنا نذكر وجهك المشرق 

ابتسامتك السلطانية 

وعودك...خطاباتك المجانية 

علت من حولك الجدران والحصون 

ناديناك مرة ...

ناديناك مرارا ...

بعثنا لك من أخيارنا رسول ...

لم يكن لسرايتك بابا 

ولا حتى منفذا للدخول ...

فعاد ...

عاد الرسول غضبانا...أسفا 

لا يقدر حتى على الكلام 

قال هامسا...ألكم قصر 

ألكم سلطان ...

ما اهتديت لأثر 

فلا تحرجوني ثانية 

لا ترسلون ...

فبقينا نجتر خيبة ضياع 

انعدام حلول ...

تتنازعنا الوساوس و الظنون 

هل لنا سلطانا ...

هل لنا قصرا ...

أم مسميات ...أشباحا و ذيول 

مللنا الحياة ...إن كانت حياة 

نزف إلى القبور 

أحياء ...

دامعة فينا العيون ...

لا تقرأ علينا من الكتاب فاتحة 

و لا نطمع في دعوات من يحزنون ...

هذه رسالتي 

لعلك تفهمها 

لعلها تصل إليك 

بلا اسم ...

بلا عنوان ...

لكنها مضمونة الوصول ...

            بقلمي: لطفي الستي/ تونس 

                 11/01/2024

عنفوان الأحلام ..سعد الله بن يحي

 عنفوان الأحلام 

.....................

ألا  يا  أيتها  الأحلام 

أراني قد تحملت  كثيرا 

عنفوان عشق استبد في  روحي 

و مثلي في  الهوى لا  يصبر 

تخابث علي ضعف قلبي 

حين اختلس نظرة حب 

فاختلج واشتهى  حوارا 

ومن سواها  تجرني من حلم 

بات  مرافقا  حبيس فكري 

وتلتفت لضعيف الروح 

من ترتمي بهواها وتحفظ ودي 

تسلل الإحباط 

ونار الشوق بالقلب  مخيفة 

ليتني لشقائي أصبر 

منهك القوى وغرام  مرتبك 

تسرقني الأحلام من نفسي 

ونجاتي ثوب  وصال ألبسه 

أيا  حلما تحاكي  عشقها 

ويفضحك فرط  الشوق  وذكراها 

عسى ما في  الأحلام أبلغه 

ويكن  رضى ودادي 

و ما يسر روحي و خاطري 

ليت رسائل  الأحلام لها  حدود 

لكن غزوها  عنفوان  تخطى  كل  الحدود..

.


.بقلمي سعدالله بن يحيى

( الخوف ) .. "إلى كلِّ الأحياء الأموات في الوطن الكبير" .. قصة قصيرة د.علي أحمد جديد

 ( الخوف ) ..


"إلى كلِّ الأحياء الأموات في الوطن الكبير" ..


                            قصة قصيرة

                       د.علي أحمد جديد


أجهش يبكي بصوتٍ مخنوق .. وحيداً تركته وغابت عنه بنورها .. رمته بعيداً عن أَلَق حضورها وعن بسمتها المتوهجة .. 

في رحليها المفاجئ صقيع المنافي الأبدي القاهر ، و الرهيب . لقدتركته في تيهٍ قاتل ورحلت دون أن تُودّعه بكلمة .. وحتى أنها لم تترك له ما يُنبِئُه بغيابها المظلم ظلمة الموت في عتمته وفي قسوته الطاغية !!.. 

تركته يهوي وحيداً في فراغ لا أفق يبدو لحدوده ولا مدى ، وهو أحوج ما يكون في هذه اللحظة إلى وجودها تحتضن بكاءه على صدرها ، وتمسح دموعه التي تاهت طويلاً عن حنوِّ يديها الدافئتين .

كان نشيجه لا يتوقف كنشيج طفلٍ أضاع دميته الوحيدة . تساءل بذهول : 

( لماذا ؟!.. لماذا رحلت في هذا التوقيت , ولماذا اختارت هذه الطريقة للرحيل ؟!)

ولم يَهتدِ إلى تفسيرٍ يوضح أو يجيب ، كما لم يعثر على سبب يدعوها للتخلي عن الحياة في ظلال محبته وهو الذي يفعل كل شيء وأي شيء ليبقي الفرح نضراً في قلبها ومُدهشاً في نظرات عينيها المضيئتين ابداً . وها هي ذي تتركه وحيداً في عالمٍ متصَحِّر ومقفر ، وكالماء تتسرب من قبضة عجزه ليخسر سحرها دون إنذار .

انساحت دموعه تتدفق فوق جفاف وجنتيه ، وكبّلته الحيرة في العجز عن فهم سبب خروجها في هذا الظرف العصيب الذي يجتاح البلدة منذراً بانفجارِ كل شيء ..

كأن القيامة قامت ، ليس في بلدته وحسب ، بل في كل المدن والبلدات و القرى . وانقلبت الناس إعصاراً يأتي على الجميع دون أن يُبقي أو يذر .

الكل هبوا مرة واحدة يقاومون الريح ، وأشدّ ما يخشاه أن يكتشف أحدهم حقيقة مايحرص أن يخفيه حتى على نفسه ، فقد بات من الواضح أن أهل بلدته لم يكونوا 

بالبساطة التي يبدون ، وأنهم أقوى مما كان يظن . أقوى بكثير !! . 

لو كانت زوجته تدرك شيئاً مما يقوم به أو حقيقة ما يخفيه ، أو أنه تجرأ مرة وقاسمها سِرَّه المرير ، لما خرجت تشاركهم رجم الدبابات بالحجارة وطعن الجنود والمستوطنين اليهود بالسكاكين . ولَما واجهت الرصاص بالأيدي وبالصدور المكشوفة حالمةً بانتصار العين على النار و المخرز !!. 

كل ما قام ويقوم به , كان خوفاً من تجبّرهم ومن بطشهم به ، أو بها . واختار أن يشتري السلامة بتعامله السرّي معهم . وهي لا تعرف أن أكثر الذين قضوا في سجن الاحتلال أو اغتيالاً من أهل بلدته كانوا ضحايا تقاريره السرية لمخابرات الاحتلال لقاء مكافآت سخيّة يدّعي أنها تحويلات من أقاربه و أصدقائه في الخليج .

كانت تقول أن الضحايا فراشاتٌ تسعى إلى نور الشهادة وتدفع ضريبة التحرير .. لكنه ساهم مختاراً في إطفاء ألوانها ، وتقول أنهم شموع تضيء درب الانتصار .. لكنه عمل جاهداً على دفن أنوارها ..

لو أنه أخبرها ، ربما كانت ستساعده وتشاركه لتنعم معه بغنائم ماجناه ويجنيه من أثمان الدماء . لكنها ، أبداً ما كانت لتفعل ويعرف تماماً بأنها كانت ستهتك سرَّه لأنها منهم وتفخر دائماً بانتمائها لجذورهم وتاريخهم . وليس ببعيدٍ عنها أن يدفعها ألمها من حقيقته لتقتله بيديها العاريتين . 

كان يظن الأمر هذه المرة سحابةً عابرةً مثل كل يوم حين يجتمع صِبيةٌ صغار يحاولون تجسيد بطولات سمعوا عنها وقرأوها في الكتب و الروايات القديمة كأساطير (المهلهل ، وعنترة ، وسيف بن ذي يزن) .. وغيرهم . فيثيرون الفوضى ويهاجمون الجنود –بعجزهم – حتى يُنشِبَ الموتُ مخالبه في أحدهم ليهربوا إلى بيوتهم يختبئون ويمضون سهراتهم بالحديث عن يومهم وعن بطولات اجترحوها ولن تعود . بينما يقضي ليلته بإعداد تقريره ويجهد في 

تقليب ظنه لاختيار أسماء يقدمها إلى مخابرات الاحتلال كي يقبض مكافأته وينال فائض الثناء والمديح . 

لقد ظنَّها سحابةً عابرة ، لكنها انقلبت غيوماً مُثقَلَةً تُمطر حجارةً وسكاكينَ بأيدٍ تستلهمُ (كربلاء) في مواجهة العديد و العتاد ، وتستبشر النصر من كبارٍ وصغارٍ انقلبوا نسوراً من (أبابيل) . يرجمون معاً .. ومعاً يُهلِّلون للشهادة و للشهيد .  

إنه لا يفهم حتى اللحظة كيف للحجر أن يخيف سلاحاً فتّاكاً وحديثاً !! .. و لا يستوعب عجزَ الدبابات الأسطورية الُمحَصّنة أمام أجساد وصدور مكشوفة !!..

اذهله انهزام الرصاص أمام قبضة امرأة ، وأحبطه انكسار وحشية الجلاد وبطشه تحت حجر طفل فلسطيني صغير !!. 

أدهشته حقيقتهم التي غابت عنه طويلاً وهو يراهم يتحوّلون إلى مَرَدَةٍ لا يخشون تهديداً ولا اعتقالًا ولا يهابون موتاً ولا رصاصاً يهوي عليهم كالمطر !!.. كأنهم قتلوا خوفهم في قلوبهم حتى بات الخوف يسكنه وحده .. يسحق إحساسه بالحياة وبقرع 

النبضات المتلاحقة وهي تنشد الفرار من قضبان صدره . لقد انتفض أهل بلدته .. انتفضوا جميعاً وكُلّاً واحداً و التقوا يوحدهم الحجر من غير نداء . اجتمعوا نساء  ورجالاً .. صغاراً وكباراً يرجمون ويطعنون ، وصاروا مطراً نارياً وسيلاً جارفاً يتسابقون لاحتضان موتٍ يلتقي ثائرَهم وصريعَهم في تهاليل الرجال وزغاريد النساء ، وكأنهم يقيمون أعراس الدم ويرقصون في حلقات الموت منتصرين على خوفٍ أرادوا لهم أن يحتل غرائزهم سنوات طوالاً ، وباتوا يرفضون السلطنة بخنوع السلطان مُوَطِّنين أنفسهم على معانقة الموت و الرصاص بفرحٍ سرمدي غامر ، و صارت حجارتهم (من سِجّيل) تعرف طريق أهدافها بلا تسديد . لقد طال الأمر أكثر من كل مرة وما عاد ذهنه يتسع للأسماء المزدحمة التي تستعجل قبض أثمان تدوينها في تقاريره التي تنتظر إنجازها . وها هي ذي زوجته تُضيِّع عليه برحيلها كنزاً ثميناً وثروةً .. وترقيةً انتظرها طويلاً . لقد اغتالت حلمه برحليها وانقلب الحلم إلى خوف ملتهب

وظالم يعشش فوق خوفه المقيم . لكن خوفه الآن يتعاظم من ردة فعل مخابرات الاحتلال حين يعرفون أن زوجته كانت تشارك الأهالي رجم الجنود وطعنهم 

بالسكاكين .. ويبقى خوفه الأكبر أن يكتشف أهل بلدته حقيقة ما يقدمه من خدمات لمخابرات الاحتلال . 

لقد تركته وغابت .. تركته يغرق في مستنقع خوفٍ حارقٍ أكثر مما كان ، ولا يرحم . تركت بينه وبين وَهمِ الأمان حقولاً شاسعة من الرعب توقظ ضحاياه من سباتهم

ليحيطوا به مُعمَّمين بدمائهم دون أن تحجبهم أستار خوفه . وها هو يراها الآن تستدير نحوه .. تشير إليه وتتهمه بأنه قد شارك الرصاصة في قتلها بطريقة أو 

بأخرى . 

          *          *          *

أنفارٌ كثيرون من أهل بلدته ومن غير أهل بلدته ملأوا الساحة الكبيرة . أدهشته طوابيرُهم التي ضاقت آفاق البلدة بها وهم يشاركون في تشييعها نحو الخلود ، وبدا الغرباء عن البلدة وكأنهم يعرفونها حق المعرفة وهم يتوِّجون بكاءهم بالبكاء المترافق

بالتهليل و التكبير ويهدرون بصوت يرجُّ الآفاق : 

 (لا إلـه الله والشهيد حبيب الله)

كأنهم قد سبق لهم أن تدرّبوا على ذلك من قبل وأتقنوه ليصدر شجياً متناغماً من الرجال و النساء وحتى من الأطفال (الأبابيل) . ومعلناً رغم الموت المحيط أن زمن الانتصار قد انتفض واستفاق مع الحجر ،  وتلألأت ظلال الفخر أمام العيون تُميط الحاجز عن رؤية حصون الوهم ، و القهر ، و العجز تتهاوى وتسقط حصناً تلو حصن ، ووهماً وراء وهم . سمع من الجميع عبارة واحدة وأيديهم تشدُّ على يده بقوّة وصرامة ، ويترنمون بلهجة تفيض بالتهنئة و البشرى أكثر منها 

بالمواساة و العزاء :

(إنها بطلة . و الأبطال أبداً لايموتون كما وعد الله بأنهم أحياء عند ربّهم يُرزَقون . وكلنا سنكمل المشوار )

ترددت كلمة (بطلة) تقرع أجراسها في خواء نفسه مختلطة بقرع النواقيس من جوف المآذن و بالتكبيرات تدوّي في أبراج الكنائس مشاركة في وداع الشهيدة . 

تساءل بصمت ينطق حروف الألم المهيب : 

 (من أنا ؟! وما الذي أفعله هنا .. ماذا سيقولون عني لو كنت الميت أنا ؟!) .. 

وسمع صوتها تجيبه بهتافاتهم المظلومة و الهادرة : 

(ليس الميت من يواري الثرى جسدَه .فالبذرة تبدأ حياتها تحت التراب وتورق لتعطي الحياة)

ضحك في أعماقه بشدّة , وعاد إلى تباكيه بحرقة و ألم . لكن أياً من ضحكة وتباكيه لم يكنظاهراً للعيان ، وأيقن أنه يعيش ميتاً من غير أن يموت لأن الخوف وحده ً

الحيّ الباقي الذي فيه ، وها هو يلمس في صدى مواساتهم إشفاقاً عليه ، بل تهديداً صريحاً له .. ويرى في نظراتهم إليه لظى الثأر والانتقام . وها هو خوفه يعرِّش فوقه ويُظلّل وجوده وكيانه حتى باتت خبايا نفسه تشرع أبوابها أمام المعزين وهم بفترشون الأثاث الذي كان .

اعتراه الخوف مجدَّداً بكل ما في سواده من القسوة و الظلال ، وارتجفت ركبتاه في ظلمةٍ تحيطه لا ضوء فيها ، و لا نجم في ليلها الدامس . فليست هي المرة الأولى التي يعرف الخوفَ فيها ، لأنه يعيش الخوفَ منذ تفتُّحِ وعيه ، وله في ذلك تاريخ طويل . 

لكن صهيل خوفه اليوم جنوني يمحو خلجات النور عن ملامحه ويقلب البسمة إلى رثاء . إنه خوف أدهى وأمضى في تعذيبه .. أمرّ في قسوته ، وأفظع في جبروته ..وبلا انتهاء .

           *          *          *

 انقضى على دفن زوجته ووداعها أربعون كاملة من الأيام ، وفي كل يوم من غيابها يأتيه المساء مفعماً

بأريج ذكراها ويحمل له طيفها ترنيمات من نشيد خوفه المقيم على صدى ارتجافات قلبه تبدِّد السكون الذي يحتضن أسوار بلدته . 

أربعون يوما !! .. أو أربعون عاماً .. وفوقها أربعون عمراً .. لن تُخَلّصه من ظلمات الخوف ولا من قضبانه التي نصبها حوله غيابها . يأتيه الخوف خافقاً بوقعِ حوافره كل مساء ليرتجف قلبه من ضجيج الدماء التي تطغى على رحيق كل ما جمعه في الظلال من الأثمان . وفي سراديب نفسه لا يتوقف الخوف عن التمدّد ليحتل الأوردة و الشرايين ويشدَّ بقبضته على عنقه بكل مافي الكون من وحشية حتى يسمعَ استغاثة نبضاته بأذنيه ويختبرَ الموت دون أن يموت . 

كيف لا يتوقع الموت رعباً وخوفاً وهو يرى الأرض تتفجر بالغضب وتستحيل حجارتها إلى كتل من النار وهم يرجمون الجنود واليهود  المستوطنين ، وكأن الأرض بحجارتها ترفض وجودهم فوق أديمها ، وتضج نواقيس الكنائس مع ترنيمات المآذن وتكبيراتها تدعو للمقاومة .. فتمزق ظلمة الآفاق وتبدّد سنوات التسليم و الاستكانة وتكشف عن مجدٍ يعود زاهياً ليقضَّ مضجعه ويسلبَ نومه من عينيه قبل أن ينام !!.. 

صار يخاف أن يبقى في البيت وحيداً بعد رحيلها ، ويخاف أن يمشي وحيداً في كل وقت وآن ، وفي أي مكانٍ وهو يتخيّل أحداً سيثأر منه لموتها . 

استولت عليه فكرة الزواج ثانية هروباً من ذلك الخوف الطاغي وأملاً بأن يفلت من دم الفريسة المقيت الذي بات يحتل عروقه بعد أن كانت مصائر الكثيرين مرهونة بواحد من تقاريره ، لكنه دائماً كان يُحوِّم حول صورة زوجته ولم يستطع الاهتداء إلى واحدة تحمل شيئاً من إشراقة عينيها ولا من ضوء ملامحها الفريدة . كان يقاتل في نسيانها ونسيان سحر بساطتها ، وعبثاً يحاول التخلص من قيود صبرها ، وطيبتها ، وعطاءاتها .. وقوّتها ، فقد كانت نادرة ومُتفرّدة حتى بطريقة خلاصها ورحيلها !!.. وشاهدة القبر التي نقشوا عليها خلود اسمها ما تفتأ تُفاجئه وتنتصب ماثلةً أمامه في كل ركن من بيته الذي صار سجناً بلا سَجّان ولا قضبان ، وفيه يراها تنبئه بأنها اكتشفت خيانته لأهل بلدته الذين لا يعرفون سوى المحبة و الوفاء ، ويأتيه صوتها مُتكسّر الشعاع : 

(ما أصعب الموت على يد الغادر و الجبان .. لقد قتلَتني خيانتك ومزق قلبي غدرك قبل أن تصل إليّ رصاصات اليهود ) . 

ولهذا لم ينقطع يوماً واحداً عن زيارة قبرها ، فثمة ما يشدُّه كل يوم ويدفعه للولوج خلف أسوار المقبرة وللجلوس مقابل شاهدة القبر التي تنتصب أمامه ، وليبقى شعوره بالخوف الأبدي يلازمه ويخيّم عليه بظلاله المعتمة حتى يوصدَ دونه سبل الفرح والابتسام ،

وفي كل زيارة يجلس مُدمدِماً بخوفه أمام القبر يحاول التصدي لهول ذكرياته التي كانت معها . يدركُ بأنها كانت نجمة دائمة الضياء و الجمال , وزهرة من ربيعٍ 

دائم يفرش العشب تحت القمر ، كما كانت تعزف نغمات الأمان بسحرٍ غامر لم يعرفه ولن يعرفه الآن .. ووحيداً أمام القبر تأتيه صور ضحاياه كما كانوا قبل أن يقبض أثمان موتهم ..

(كم كان الثمن زهيداً .. بخساً وضئيلاً مقابل الوفاء و الحياة)

وتنوء كتفاه بحَمل قبور كل الذين عرفهم وقبض مكافآت موتهم حتى بات يتحرك دائماً بين القبور وتحاصره ضحاياه بأشباحٍ لا تعرف سوى القسوة كفؤوس تهدم مابقي فيه من أمانٍ ومن رغبةٍ في الحياة . تساءل في ّسره :

   (مَن مِنّا يسكن المقبرة فعلاً)

          *          *          *

قال له والدها المُقعَد بصوت جهوري مريب :

- جاءت تبحث عنك وقالت إنها تريد أن تراك .. 

أطلق ساقيه كالمجنون يسابق خوفه نحو البيت ، ولما وصل فتح الباب وقذف بنفسه إلى وسط الردهة الواسعة و الصامتة ، ثم انطلق يجول الغرف يبحث 

عنها غرفة غرفة . فتح خزانتها لأول مرة منذ رحيلها وتأمل أثوابها معلّقةً ببرودة الموت فيها . تلفت بنظراته يجوب البيت فرأى كل شيء قابعاً على حاله وبكل سكون . تحسس أثوابها المعلّقة في الخزانة ببرود ، ومسح بيده على كل قطعة أثاث اشتراها بدماء ضحايا تقاريره السود للاحتلال .. ثم خَرَّ جاثياً يبكي بخوفٍ مَقيت وبحرقةٍ مؤلمةٍ حتى حاصرته

ضحاياه . قال قائل منهم :

- تعيش وأنت يطاردك موتك لأنك لا تدرك حقيقة الموت بلا ندامة ، ولا تعرف معناه . كل الذين ماتوا هنا عاشوا موتهم بلا ندم و لا أسى لأنهم عرفوا قيمة موتهم وأدركوا أن الحياة جدّ قصيرة مهما امتدت وطالت ، وأن في الموت خلوداً طويلاً وجميلاً ما بعده من خلود وجمال .

جال بنظره على وجوههم .. وتذكر كيف كان يأكل من خبزهم ويشرب من مائهم ، ويشاركهم الأمسيات وهي تشرب من عين الحنين و الأمنيات .. وأدرك أنه أبداً لم يكن 

واحداً منهم ولن يكون مثلهم يوماً . واكتشف فجأة – بكل جلاء ووضوح – أن ضحاياه ، كلهم ، يحملون ملامح زوجته التي ما أحب غيرها بعد نفسه ليدرك أن 

الخطوط المحيطة بمثله من الأحياء هي غير الخطوط التي يتحرك الأموات في حلقاتها .. قد تبدو الخطوط التي يتحرك الأموات في حلقاتها متشابهة أو مختلطة 

ومتطابقة في بعض الأحيان ، لكنها لابد أن تعود إلى مسارها المرسوم ، فتبقى للأحياء حلقاتهم التي يدورون داخلها وإن بدوا أكثر موتاً في فكرهم من الأموات وفيما يفعلون . وتبقى للأموات خطوطهم المستوية و المستقيمة يواظبون المسير عليها أحياءً إلى يوم يبعثون . 

          *          *          *

في بيته ، ووسط خوفه المُطبِق و المهيب كانت مقبرته . دفن نفسه في متاهاتها المتداخلة والمتشابكة بين موتٍ وحياة ولم يعد يغادرها إلا نادراً ، وللضرورة . صار بيته سجناً وقبراً . كان الخوف سجنه الضيّق جداً ، و الحزن قبره الشائك و المؤلم أبداً . لكنه لم ينقطع يوماً عن زيارة يأسه في المقبرة حيث تقيم زوجته الودود هناك .. 

وفـي البيت ، هنا ، ما يزال نبضها على الجدران و الزوايا يردد صدى صوتها وهي تقول : 

- سيرحلون .. مهما تعاظمت قوّتهم ومهما أفرطوا في وحشيتهم ، سيكون نصرنا أزهى وأقوى لأننا نملك الحق و الإيمان . سننتصر لأنهم يهابون الموت ويرعبهم ، ولأنهم لا يرون فينا إلا موتهم وفناءهم . سننتصر لأننا نشتري الموت لتحيا أجيالنا ، ونمشي في دمائنا حتى نبلغ شمس الأفق وهي تُشعّ بالنصر و بالخلاص . ومهما لَفَّنا حزن فراق الأحبّة أو حاصرتنا وحشتيهم ..  ومهما قطّع الحنين في بقيتنا شوقاً لمَن رحلوا وهم يقاومون , فلا بد أن يزهر الشوق نصراً ، وأن تُنبِتَ الدماءُ وروداً وخلوداً .

كم يلوم نفسه الآن لأنه لم يفهم كلماتها ولم يصدّق ما كانت تقول ، وحتى أنه لم يحاول مرة أن يفهم ماكانت تقول . وكان لا يجرؤ أن يُظهِرَ لها سخريته مما تهذر عن الحق وعن القوة الكامنة .. أو وَهمِ الانتصار . لكن قلبه ما تزال خفقاته تتشبث بحبها حتى بعد رحيلها .. ربما لأنها كانت تملك من الإرادة والجرأة و القوة ما يجبن عن التفكير بامتلاكه ، أو لإصرارها على مهاجمة الموت وكأنها هي التي باغتت موتها !!.. 

عادت نظراته تمسح جدران البيت تائهةً وحائرةً بضجيج شو قٍ زاخر إليها . توَقّف بنظراته أمام باب الشرفة الزجاجي العريض يستعيد صورتها وهي تجلس كل مساء فوق كرسيها اليافاوي المقشش وتتابع نشرات الأخبار على شاشة التلفاز .. تنفعل ولا تكفُّ عن اتهام السلطات بتزوير الأحداث والتعتيم على الحقائق بكل ما يعرضونه في 

نشراتهم المفبركة بإتقان . عاد إلى كرسيها المقشش ليكتشف فجأة ذلك الشبه الغريب و المتطابق بين شاهدة قبرها في المقبرة هناك ، وبين مسند كرسيها الخشبي

المنتصب أمامه بكل إصرار وشموخ . استغرب ما انتبه إليه من التشابه الكلي بين خشب مسند الكرسي اليافاوي في البيت وبين شاهدة القبر في المقبرة إلى حَّد التوأمة !!.وقرر أن يتأكد من ذلك بنفسه فوراً .

خرج من البيت يعبر الشارع الخلفي الأقرب إلى المقبرة , وانطلق في دجىً تخترق سوادَه مئذنةٌ قريبةٌ من برجِ الكنيسة وينتصبان بشموخ . لفحته نسمة واهية من بقايا شتاء يفسح مكاناً للربيع القادم ، وتابعَ ينطلق في الظلمة يسابق خوفه نحو عتمة المقبرة التي تلتهم كل ما يستجدي من 

نورٍ يضيء دربه في سكونٍ يلبس الدرب و الأشجار بعد يوم صاخبٍ وطويلٍ تبادل فيه الجنود و الأهالي حوارهم اليومي بالرصاص و القذائف ، وبالحجارة وطعن 

السكاكين .

فَردَ عليه الخوفُ أجنحةً متأججةً من حميمٍ حارق وهو يَدلف إلى قلب المقبرة حيث تنتظره الشاهدة هناك ، فتراءت له زوجته وسط هالةٍ تضيء الظلمة الدكناء حولها

وهي تغادر المقبرة من بابها الواسع الكبير . هَمَّ أن يناديها لكن صوته أبى الانطلاق وكأن الخوف يجثم بثقله فوق لسانه .. يجفّفه كصحراء قاحلة ويشلُّ قدرته على التحرك  للتلفظ و الصياح .

قاده خوفه نحو قبرها ليجلس مرتاعا قبالته ، فتسلل من عينيه وميضُ الخوف الرابض يُبرِزُ له حروف اسمه على الشاهدة .انتفض و الخوف يتشبث برقبته وراح ينبش القبر بيديه العاريتين دون توقف .. ولما وصل إلى الجثة المسجاة في هاوية الحفرة ، مَدَّ يدَه يُزيح الغطاء عن وجهها ، فهّبت رياحٌ تُصرصِرُ وجهه وتُجمِّدُ نظراته وهو يرى جثته الممددة في قعر القبر السحيق . رأى نفسه يهوي

ويهوي في سقوط مريع بلا لون .. ولا أمل .. ولا وفاء !!..

 

إنه الخوف .. نعم إنه الخوف وحده ، و لا شيء كالخوف يسطو 

ويسلب الحياة ويُجَرِّدُ من الانتماء .

صدق المحبة بقلم // سليمان كااااامل

 صدق المحبة

بقلم // سليمان كااااامل 

******************************* 

تجذري في قلبي........... ولا تتسطحي

واخشَي رياحي....... وتقلبات إعصاري


فرغم غرامي................ ولهفتي عليك 

بين نبضاتي................. إقبالي وإدباري


وفي عيني تَرَي....... فرحي وابتهاجي 

وفي رأسي ذئاب.......... تفترس قراري 


فإنني في الحب................ غير مؤتمن

وحسناء قلبي................. كقبح أظفاري  


عند تَبَدلي....... تجدين جسما بلا روح

مبتلى بتغير الطقس............. ليل نهار  


فإن أحببتني..... فاملأي آنيتي بالحب

ولا تلتفتي لفيضان ..علا نبض أوتاري


هذا أنا ...............في الحب سيدتي

كنت صحراء.......... تيبست كل أنهاري


فكوني رحيمة........... تلتمس لي عذرا  

وتفيض من محبتها .....رحمة الأمطار 


وإلا فارحلي عني ...فإني لست بآسف 

فكما لقيتك بترحاب أودعك باستبشار


فلم أذق............ طعم الحب يوما حتى

أبكي فراقه عني....... أو لطمة الحواري 


ويستوي بقلبي من.... حط على غصني

ومن أقلع عن ربيعي... وألقى بأشجاري 


تفنني بالتجذر في.......... أضلعي ودمي

فإنما يصدق الحب..بالصبر على جواري

********************************

سليمان كااااامل.... الإثنين 2024/1/22

عن المرأة......... بقلم // سليمان كااااامل

 عن المرأة......... 

بقلم // سليمان كااااامل 

****************************

ألف تاج .........على رأسي 

هكذا ........أوصى الحبيب 


كلهن في .....شعري وقلبي 

والثناء.... والحرف الرطيب


بذكرهن........... في كل حال 

بعطرهن.... الحديث يطيب 


فتلك أخت............ وتلك أم

وتلك زوج.......... لها نصيب 


كم تغنوا ...........بها شعرا

حين تاق.......... لها الحبيب


وكم أشيد .........لها بجهد 

حين ربت .....هذا الطبيب


وهذا المعلم......... أقر بفضل 

حين درسته..... فكان أديب


لما لا تتوج......على الرؤوس

وكل الرجال.......... لها ربيب


فلاغرو ..............ولا عجب

إن قلت سيدتي فلها ترحيب


إن قلت ياتاج... الرأس أنت  

فهذا أقل........... مابه أجيب 


هكذا أوصى.... ربنا الحكيم 

الأباعد منهن وحتى القريب


فهن النور........... بكل البيوت 

وهن الحسب وهن الحسيب


وشرف لكل.......... رجل نابه  

أن ربته................. أم مهيب 


فلاباس إن ....رأيت شعري 

وحبها بقلبي.. يشتعل لهيب 


غزلي وعشقي حبي ونبضي

بالصدق فيه... عطر وطيب

*****************************

سليمان كااااامل.... الثلاثاء 2024/1/23

خواطر منوعه..6..بقلم أ. أطياف الخفاجي

 خواطر منوعه..6..


لم أكن يوماً قاسية القلب

ولكن!!!!!! 

اتخذت من القسوة درعا أحافظ به

على أنوثتي 

فلولاه ماكنت صقرا بقلب أنثى.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

ما رأيك أن نكتب حرفاً ونعترف بسطرٍ

ونقيم الحد على القبلة حتى تركع الروح لها ساجدة

ثم تهدأ النفس وتبحر في مرسى لقاء جديد

ولنقيم الصلاة على رفاة أجسادنا دون وضوء وكأننا شهداء العناق.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

حين تبلغ من الحزن عتيا 

لاتنتظر أحدا يهبك ذرة سعادة

وهو مازال مبتدئ في مسك عود ثقاب.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

الصديق هو أخ في المحنه 

فإن لم نجده فنسيانه اولى.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

اسقيني من دموعك كل يوم 

لأكبر!!!!!حتى أبلغ الرشد في وجعي.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

الحلم رغيف خبز يفتقر للملح نلجأ إليه حين يمزقنا جوع الحقيقة.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

الكلمة الطيبه لاتحتاج لشرح وتفسير حتى لوكنت تتحدث بلغة غير لغتك...

فقط أنصت لملامح من تتحدث إليهم سترى تفسيرا رائع لذلك.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

 لايهمني كيف تكتب،،

 مايهمني أن يكون حوارنا متجانساً فكريا فإن تجانس الفكر أصبح الحديث أكثر متعه. 

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

 اترك الجاهل؟؟؟

فمن نصب لنفسه هالة كاذبة خرج منها عاريا مفضوح الفكر.

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

حين تعانق القصيدة أطراف الحروف

تنجب الأبجدية شجرة من سطور

تصرخ بأطرافها معتلية آهات الليل بلسان الصبح تمسك بأغصان الحقيقة حتى تزيل خريف الحبر عن ربيع القلم ليكتب لنا الفجر رسائل اللقاء.


اطياف الخفاجي

يا انت:...بقلم أ. سماح جبريل

 يا انت:


أتعلم

 قلبي منك لم ينتهِ 

مازلت أتأمل سكونك أبحر في روحك

وعلى صهوة حرفك أمتطي

يستفزني لطفك

 آه لو في حضنك أرتمي

مازلت أتوق للغرق معك

لعلها تنقذني عينيك 

ومنك أكتفي

أتعلم مازالت

 لاأريد أن أنتهي 

مازلت لم أنل

 ماأشتهي 

تارة أطفو على موجك

تارة يهيج موجي فيك 

وتارة على ضفافك يستوي

ولم أنتهي 

أنت نبع منك لا أرتوي

هذه الروح الخائفة

فيك تختبيء

هذه الرجفة الباردة 

تحترق فيك وتنطوي

هذا الجنون الجامح

يفر منه و يشتهيه المبتلي

وأنا مذ ابتليت بك

وذاب فيك القلب المكتوي  

تلهمني تلهب فلسفتي تشاكس منطقي

أتعلم كلما قاربت 

أن انتهي منك 

أَلهمتني كي أبتدي

يا أنت

 أيها العابر في كل الوجوه

متى تعرف ياملهمي

 أنك قد أصبتني في مقتلي.


بقلم 

سماح جبريل

ضَحكتُكِ و الشّالُ الأخضر.. نظم الأستاذ الشّاذلي دمّق

 ... ناشدَتْني حين كنا في تِبْرِ الزَّمَن  أن أكتب  قصيدة بالمناسبة ( !!! ) ...

 فقلت لها :

 لا أعِدُكِ بشيء لأنّي لا أستطيع أن أقول شِعرا تحت الطّلب ، و لكن إن كان و لا بُدّ ممّا يُوحى إليّ  مِن نَفَثات الإلهام ، ستُولد القصيدة مِن تلقاء نفسها .. 

و قضّيتُ ليلتي خالٍ وِفاضُها من أيّ إلهام ،

و نامت القريحة قاعًا صفصفًا حتّى جاد الصّباحُ  - و نحن نلتقي في أحد برازخ التّرقّي 

و الوعي و التّجلّي - بالإطلالة المؤتلِقة لِمُحيّاها . فكان من سُعود حظِّها و بشائر  طالِعِها ما أرادت . 

فإليها أهدي القصيدة


        💜 ضَحكتُكِ و الشّالُ الأخضر 💜 

 

      جميل هذا غُرّةُ الأيّام من شهر نَيْسانْ  

      و رائع في جيدكِ  هذا الشّال ، أخضرٌ

           كنُبذة الوعد في العهد الرّيّانْ

 

                  يا لَسِحْرِ الإبتسامة 

         فوق نَمْنمات المَبسم كيف اِئتلقتْ 

            بين حبّات البَرَد مثل اُلْجُمانْ 

 

               و ما أروعها ضَحكتُكِ !

  كيف هدرت بين جوانحي كأنّها الطٌّوفانْ ؟

 

                          يا إلهي ! 

                     ما سِرُّ الفخامة ؟

   و مَن ربط لكِ الشّالَ بهذه الأناقةِ و الإتقانْ


                         بُورِكْتُ .

        فأنا وحدي من أقامكِ أمام المرايا

        تُراودين السِّحر على قَدِّكِ  الفَيْنانْ

  و على ذاك المُحيّا  تَنثُرين الورد و الألوانْ


     أنا لا أعرف ماذا أحدَثْتِ في هذا الصّباح

           لكنّني أتصوّرُ أنّكِ قبل الخروج

              غيّرتِ الفُستان تِلْوَ الفُستانْ


               و ربّما داولتِ الحِلَى 

           و جُلَّ قِطع المَصوغ   لَديْك

          و الخاتَمَ من البنان إلى  البنانْ


  و جرّبتِ من أجلي ضُروب العطور و الرّيحانْ

       فأنا أعلم جيّدا أنّ حضوري فيك دائمٌ 

             و لِي عليكِ دَلٌّ و سُلطانْ


       على كلّ حال ، لا تخجلي سيّدتي ، 

     فكلُّ شيء في سبيلي مُزْدَلَفٌ  و قُربانْ


  و أُدرك أنّي أجثُو فيكِ بين النَّفَس و الجَنانْ


                و أنّكِ تُسبّحين باسْمي  

          كما يفعل جميع العُبّاد و الرُّهبانْ


             و أعرف أنّك إذا حلفتِ بي 

            فهذا لديك هو أغلظُ الأيمانْ


          فاعترفي سيّدتي و لا تَتَبرّمي 

     أنّ إسمي في سمعِك  كقداسة الأذانْ 

   و أنّي في همسكِ قُنوتٌ و تَهجُّدٌ  و قُرآنْ

            هذه هي الحقيقة بلا رَوَغانْ


           بل سأضلّ في عقلكِ جُنونًا

           و شيئا من جُموحٍ و هَذيانْ 

    و سأبقى ما حَيِيتِ في  رُوعِك شُعاعًا 

                 ليس لخُسوفه أوانْ


   و سأكون في الفؤاد مَدَدًا للنّبض و الخَفَقانْ  

           و رُبّما كنتُ في رأسكِ  أَفْيُونًا 

         و سببا لصُداعٍ يَنتابكِ ، و غثَيانْ


   اِطمئنّي ، ففي كلّ الأحوال  تَلفيْنَني معكِ 

              مثل الجنّ يَتلبّسُ الإنسانْ 

        بل أبَشّرُكِ بأنّني هباءةُ الأُكْسِيجِنْ   

        و نَفحةُ العَيش و الدّمِ و الشِّريانْ


      فعبثًا تُحاولين  التّمرّد عليّ و العصيانْ 

                  و كُفِّي عِنادا و كِبْرا  

       و اُخفِضِي أجنحة التّذلّل و العِرفانْ


     فأنا بالذّات مَن جعل لك في المَلاحة آية 

                    و راية و تِيجانْ

         و ملَّكْتُكِ العفاف زينة و طَيْلسانْ


           و لو غِبتُ عنك يوما واحدا 

          أكَلتكِ بَراثنُ الكآبة و الأحزانْ


    و آهٍ  لو تواريتُ أو توانَيْتُ عنكِ ساعةً ، 

   حَتْما ، يغيبُ فيكِ الإلهُ و يَركبُك الشّيطانْ


               و إن تناأيتُ عنكِ قَيْدا ،

     حتما  تتوقّفُ  من تحت أَخْمَصَيْكِ الأرضُ

       فلا أزمان حينها بغير دوران و لا أكوانْ


  فعلى الأقلّ لا تجحدي هذا الفضلَ و الإحسانْ


                     بالله مَنْ غَيري ؟

             علّمكِ العُروجَ إلى الملإ الأَسْمى

                       ومن سِواي ؟ 

           أسرى بكِ إلى معاقل الملائكة 

                    و عرش الرّحمانْ 


                         بصراحة ،

            و الصّراحة راحة كما يقولون 

           أنا الخُلودُ يجتاز مَسار الأزمانْ 


       أنا كلّ القِوَى فيك بلا جَوْرٍ و طغيان 

          و الضُّعفُ أيضا بلا ذُلٍّ أو هَوان


                 إنّي الكمالُ بلا إخلال  

                 و التَّمامُ بدون نقصانْ 


                          ببساطة ، 

              أنا حَرْفٌ مع حرفٍ لا غير ،

            في مُعجم المشاعر و الوجدانْ

 

                          باُختصار ،

            أنا جوازُ العُبور و صكُّ الغُفرانْ 

          لو ضاع منكِ في مَتاهات الغفلة ،

                 مآلُكِ التّشرُّدُ و الخِذلانْ 

         فلا جنّة سيّدتي بدوني و لا رَضوانْ


                        بمعنى أوضح ، 

          كِنايتي : الحقُّ مَحضٌ و عَقْدُ الأمانْ

              و دليل على الوجود و برهانْ .


            هل عرفتِ إذًا مَن أنا سيّدتي ؟

                أنا لو تاه منكِ كلُّ الوطن

                 سأبقى لكِ آخرَ الأوطانْ 


                    و إن كنتِ لا تعلمين ، 

                 فأنا الّذي حَماك من الغُزاة 

                     و صعاليك الوِجدانْ 


                         صدّقيني 

                 أعرفهم واحدا واحدا 

                 بَادِيهم ... و تالِيهم ... 

                غِرّهم ... و ضاعِنهم ...

               سَفيههم ... و راجحهم ...

                    كلّهم مثل الثّيرانْ


        ينتحلون... فيتحيّلون .. ثمّ يتحيّنون 

            و عند الجدّ ، يفرّون كجِرذانْ

 

                        أَعُدُّهم عَدّا .. 

                 و أُحصيهم فردا فردا  

           ألَدُّهم لُدّا ، و ليتني أقُدُّهم قَدًّا

           فيهم المُحابي ..  و المُتصابي ..  

            و المتملّق .. و " البْراقْماتي" .. 

               و المُتسَلْحِب كالثّعبانْ ..


  هل أَزعجكِ كلامي ؟ هل أفسدتُ مزاجكِ ؟

                هل أقلقتْكِ صراحتي ؟

           هل أضجَرْتُكِ ؟ هل أوجَعْتُك ؟ 

    هل أحرجتُ كبرياءَكِ و خدشتُ حياءكِ ؟

 آهٍ يا سيّدتي من ثورة بياني و سطوة اللّسانْ

  

                           اُعذريني 

                     فكلّ الّذين ذكرتُ 

             هم في لائحة الحِنْقِ والسَّخَط  

                  سوادٌ  و سُخامٌ و دُخانْ


                       أعود فأسأل : 

                  هل عرفتِ الآن من أنا ؟

               عذرا على حَرْق  الأعصاب 

                 سأبوح لك باسمي الآن 

                       يكفيكِ صبرا 

           و حسبي هذا الهَذَر و الهذيانْ

 

                  إنّي منذ الوعي الأوّل

                 أنام فيكِ مثل البُركانْ 

      لكنْ  دُخاني كثيفٌ يَحجُب كلّ النّيرانْ

 

        و أعرف أنّك أدخلتِني مرّات و مرّات 

                مخابر الإلحاد و النّكرانْ 

       و صادرتِ الذّاكرة إلى  العناية المركّزة 

                   لاستئصالي  بالنّسيانْ

            لكنّك لم تفلحي و لن تفلحي أبدا 

               لأنّني عَلّمتُكِ و "بشطارة"

                     نسيان النّسيانْ


                 فأنا ضدّ الإضمحلال 

      و مضادّ حيويّ ضدّ التحلّل والذَّوبانْ 

             مَن جحدني فهو الخَسرانْ .

 

              نفد صبري وصبرُك الآنْ 

      وتريدين أن تعرفي مَن هذا الولهانْ ؟

              سمعا و طاعة سلطانتي

      و أعوذ بالله من العُقوق و العصيانْ

 

          حاضر مَلاذ ذاتي هذا جوابي  

                   يبلُغُك في الإبّانْ

 

                  أنا سرّ هذا الوجود

                 و سِفْر هاتيك الحياة 

          أنا الجنّة و الجحيم معا قبل الأوانْ 

 و آخر ما تبقّى لنسل أبيك من فراديس الجِنان 

و رُبّما الجمر الأخير من سُعْر ابليسَ عليه اللِّعانْ


 

                  هل أدركتِ الآن ؟ 

                    أنّي لستُ مَلَكا

              و ما كنتُ إنسا أو جانْ

 

     أنا أُلَيِّهٌ صغير يسكن داخل  كلّ مخلوق

           و هذا لا يختلف فيه إثنان 

 

            حاءٌ و باءٌ ، فَجَلَّ الحرفان .

                          أجل  ،

            حرفان مُتجاوران لا ينفصلانْ

          عليهما قامت الأرض والسّماوات  

              و كلّ الخلائق فيهُمُ سَيّانْ .


                           نعم أنا

                      ♥️ الحُبُّ ♥️

          موهبةُ الرّحمان في قلب  الإنسانْ

                  و شريعة كلّ الأديانْ

 

                     قد عرفتِ الآن

             اليدَ الغرّاء ربّةَ الصّولجانْ

    و الّتي أقامتكِ قدّام المرايا هذا الصباح 

       و عَقَدَتْ شالَكِ الأخضر بهذا الإمعانْ  

         و نَشَرَتْ ضَحكَتكِ تغمر المكانْ  

          و تملأ كلّ الأرجاء و الأركانْ   

فأضحى شالُك و ضَحكتُكِ للقصيدة خير عنوانْ

  

               فعِمْتِ صباحا يا سيّدتي 

                   و لكِ ما أردتِ

             مع كلّ التّقدير و الإمتنانْ


      

                                   

                                     

                                 نظم الأستاذ 

                                الشّاذلي دمّق

سعادة وشقاء....بقلم أ. آمنة بورديم

 ..سعادة وشقاء....

يتألم الإنسان حينا.....

ويفرح حينا...

فتراه بين الألم والأسى....

يتجرع كؤوس اللهم  والحزن....

فيتضرع لله ....

ليخفف  ويرضى  عنه....

ويسمع صوته وأنينه....

و يجبر بخاطره....

نعم قد يجبر في أوانه....

وقد يطول الإنتظار....

ليس أن الله ينسى....

ولكن في الإنتظار إنتصار ...

وجبر يعجز عنه أهل السماوات و الأرضين.....

فترى الإنسان يصبر ويصبر ....

حتى يعجز الصبر منه...

وما بعد العسر إلا يسرا....

 وقديفرح حينا ....

فيشكر الله  ....

ويطمع أن يزيد ....

فسبحان الله إن في خلقه شؤون....

وهي هكذا  الحياة.....

بين فرح وحزن....

سعادة وألم....

وشقاء ونعيم ....

إلى يوم يبعثون.....

فرحماك ربي....


اللهم أجبر بخاطري.

بقلمي الاستاذة امنة بورديم الجزائر

كيف سأخبرك ٠٠٠٠بقلم أ. سلمان الأنصاري

 كيف سأخبرك ٠٠٠٠

             كيف سأخبرك بأوجاع قلبي

       وحبك يملأ الفكر وينسيني همومي

      كيف  أجد   مقياساً   لحرارة  شوقي

      وأي العبارات يمكنها وصف إحتراقي

        شيء  ما  يمزق  ما  تحت  أضلعي

              لا أحسن التعبير فأعذريني

   إن عجزت الكلمات عندي ومزّقت أوراقي

   وإن ركّبت جميع الحروف تخونني  بلاغتي

   فلا بلاغة  تكفي مهما ذكرت  من أوصافي

   وإن إستعرت كل مفاهيم الذين سبقوني

      لا توازي مثقال ذرة من حجم معاناتي

    ولا تساوي   شيئاً  مما  أقاسيه   بآهاتي

   كيف سأخبرك  بجمال حبك الذي أرهقني

   وعطش روحي وهي غرقى  بدموع عيوني

    هوس يسكن الفؤاد وبعدك يثير جنوني

    كثير وصفوا لوعة العشق ولكن لاوصف

                        للوعتي

         وسأكتفي بقول أحبك فاحتويني

سلمان الأنصاري

♡ أحبهم لأنهم الغوالي شعر محمد طه وليد

 ♡ أحبهم لأنهم الغوالي ♡

نحن الذي نهوى القبل

       ولحبهم  تحلو  الجمل

أغلى  الغوالي   قلوبنا

       وكم بهم ضرب المثل

أولادنا  ......  أكبادنا

        فهم الأماني والحلل

ولطالما  طاب الهوى

         يبقون من الله الأمل

أهواهم   .. وأحبهم

         وليس بالحب جدل

ياليت   كل   حياتنا

         تشدو  بأنهم  المقل

             محمد طه وليد

             سوريا اللاذقية

قصة التياسة...للأديب وصفي المشهراوي

 ( هناك قصة عجيبة عن التياسة : يروى أن شخصاً ما في بلد ما كان يمتلك عقلاً جامداً لا يستقبل ولا يُرسِل . حتى أنه كان يحظى بجوائز شتّى على فوزه بدرجات من التياسة أعلى . كانت الأمور تسير كالمعتاد حتى جاء رجل يتابع التياسة عن قُرب . وكان له رأي آخر . فكان يرى أن ذاك الرجل الذي يتمتع بتياسة لافتة لا يستحق الجوائز والألقاب بأنه ( أكبر تيس في العالم ) لأن هناك رجلاً غير مشهور في بلد بعيد أحق باللقب منه بأنه الأتيس عالمياً بدلاً من ذاك التيس العالمي . وصل الخبر إلى ذاك التيس صاحب اللقب العالمي فغضب غضباً شديداً وسافر فوراً إلى منزل المذكور بأنه الأتيس . فسأل عن منزله وقرع جرس المنزل :  فقال صاحب البيت : مين عالباب ؟ فرد عليه :  أنا .  رد عليه الرجل : لأ مش إنْت .  هزّ رأسه وقال أشهد بأنك أتيس مني )

روح تتهادى..كلمات أ. صونيا إسبر

 روح تتهادى


ثوب الحلم شفيف

لا يدفئ

تغيب عيوننا به

نعيش بوهم رؤياه 

ننأى به عن شروق اليقظة

ثوب الحلم

قد يكون جميلاً

يُندي جفاف الواقع

لكنه يُبعدنا عن

ميناء واقعنا

يغتال ضوء نهارنا

يُوعد ولا يُوفي

مواعيده تضيع

مع أول صياح الديك

ثوب الحلم 

أسود قاتم

وثوب الحقيقة

لامع مبهج 

يجمع كل أنوار الحب

مُحمل بكل

الاماني المباركة

والدعاءات المرفوعة

من روح تتهادى

بطريق الله حامدة. .


بقلمي ..

صونيا ...إسبر