لقد أزهر الحزن //بقلم أ. نبيلة علي متوج

 سلام لروحك يا أمي في ذكرى رحيلك الثامنة 

(لقد أزهر الحزن )   

----------------- 

ثمانية أعوام 

تجهش المعاني  

تبكي المفردات ؛

يبحث الحنان عن أهله، وبالحزن أجن ...

 لم تستطع الأيام أن تمحو بريق عينيك، ولا برودة كانون أن تطفىء 

دفء يديك.. 

تلك الحمامات ماغادرت أعشاشها؛ 

مازالت تبحث عن بيادرك العامرة.. 

أحاولُ مسح دمعي 

أصطلي قهراً ؛ 

أمد يديَّ لألمس زهور خديك 

فتهزمني النهاياتُ الحزينةْ ...

أبكي كيوم رحيلك 

ثمَّ  أبكي حتى تضيع ملامح وجهي سنوات ثمان  مرت ؛ 

لكن نظرتك الأخيرة مازالت تزرعني شمسا لاتعرف الغروب..

بفيض من بكاء الروح أتوسلك ؛ 

كنت تكرهين دمعتي لكني الآن أبكيك.. 

اعذري دموعي المهزومة.

كنت تربّين الصبر في صدري ودروس المواجهة.. 

تمسكين يدي ؛ تعلميني الوقوف 

إن سقطت.. 

من يمسح دمعتي الآن وجرح فقدك يزداد عمقا؟

 غيابك يمتص ماتبقى من جلدي..

أنا لا أرثيك لكني أرثي نفسي فيك..

لقد مضى ألفان وتسع مئةوعشرون يومًا على رحيلك الموجع.

 ما زلت  بإنتظارك؛ أعانق طيفك. 

أعاني حزناً مستترا..

كلما فتحت عيني 

تطالعني صورتك بإبتسامة وسط روحي القاتمة

ولن تكف.. 

ليت هناك هدهد سليمان  يخبرك أن حياتي دونك عدم....

وغيابك يرشق صدري بأحجار 

من أسى وألم....

أصرخ:  تعالي، 

أنت  ظلي وسكن روحي..  

أحيانا أقهقه كالمجانين

وأخرى أجهش بالبكاء كطفلة سرقوا فرحتها جلست تنادي نظيرها الروحي

 لكن لا أحد هناك غير وخز ينحر روحي الساهمة 

في ملكوت الرب 

الزيتون بكاك والليمون جثا

على ركبتيه يرشك بعطره..  

قرآنك يشتاقك 

ورائحة بخورك  ووردك تحمله النسائم!! 

يقول الجميع: هنا كانت.. 

من أصابعها شموع

وكفيها بيادر قمح، 

هنا مدرسة الحب والأمان وتراتيل السكينة، هنا الجميلة....

ياوردتي التي لم تعرف الذبول 

يوما؛ 

وكانتْ تمنح الدنيا عطور الحبِّ!! 

أنثى بحجم العالم 

تجرعت أنهاراً من الخيبات، لكنها لم تعرف الا الصبر 

وتفتح الصدر الحنون  لكلِّ الحزانى حتى رحلت بهدوء ورضا. 

لستُ مثلك  

صوتُ حزني أبكى العالم كله، ومازال يتجدد كل كانون .

والآن أبكيك وأبكي فيك نفسيَ..

سامحيني واعذري دمعتي التي أوصيتيني ألا أذرفها أبداً.....

 بقلمي نبيلة علي متوج 

28/1/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.