أيُّها الإنسان // بقلم أ/ فؤاد زاديكى
أيُّها الإنسان
بقلم/ فؤاد زاديكى
أيُّها الإنسانُ يا مَنْ لا تشبعُ مِن نِفَاياتِ هذا العالمِ الفاني
أيّها الإنسانُ الغارقُ في أوهامِ حياةٍ لا تُريدُ أنْ تفيقَ منها
أيُّها الإنسانُ اللاهثُ وراءَ طمعٍ لا ينتهي وجشعٍ لا حدودَ له
أيُّها الإنسانُ المُشبَعُ من تَوافهِ الأمورِ والباحثُ عن المزيدِ منها
أيُّها الإنسانُ السّاعي إلى الغطرسةِ والجموحِ والاستعلاءِ والتّعالي
أيُّها الإنسانُ القاتلُ أخاه الإنسان, المُستَغِلُّ ربَّ وجودِهِ
أيُّها الإنسانُ الجاحدُ المتمرّدُ السّاقطُ في عدمِ الاعتبارِ
أيُّها الإنسانُ البائسُ اليائسُ من رحمةِ الربِّ الواسعةِ
أيُّها المتسلّطُ الغاشمُ الجبّارُ
أيُّها المنافقُ الكاذبُ الفاجرُ الغادرُ
أيُّها الخارجُ عن انتماءِ إنسانيّتهِ
أيُّها الباعثُ على القَرفِ ودواعي الخِزي والعارِ
أيّها المُرتكبُ الرّذيلةَ بلا حدود والشّرَّ بجميعِ أشكالِه وأنواعهِ وأصنافِهِ
أمَا آن لكَ بعد كلِّ هذا العمرِ وهذه الحياةِ وكلِّ ما مضى وما سبقَ مِنْ تجاربَ وشواهدَ وعيّناتٍ من البشرِ على مرّ التّاريخِ الإنسانيّ الطّويلِ أنْ تعي وتدركَ وتفهمَ أنّ لا شيءَ دائمٌ في هذه الحياةِ وأنّكَ راحلٌ وأنّ الدّودَ سينخرُ في جسدك الهالكِ الفاني؟
ألَمْ تُدرِكْ بَعْدُ أنّ السّلامَ هو الرّاحةُ والفرحُ والأملُ؟
ألَمْ تفهمْ بَعْدُ أنّ المحبّةَ فقط هي الوحيدةُ التي تُثمِرُ خيرًا وتمنحُ أمانًا وتبني جسورًا بين البشرِ؟
لماذا إذًا تمضي في غِيّك وتتابعُ اقتفاءَ أثرِ خيبتك لتدمّر َكلَّ ما هو جميلٌ في هذه الحياة؟
عُدْ إلى إنسانيّتكَ التي فقدتها
أُنظُرْ إلى نتائج أفعالِكَ المخيّبةِ لأملِ البشرِ وربِّ البشرِ
في هذا الصَباح المبارَك نرفعُ دعواتنا وصلواتنا من أجلِ أنْ يُحِلَّ الربُّ أمنَه وسلامَه بين أبناءِ البشرِ جميعِهم وأن يُنهي هذه الحروبَ وهذا الدّمارَ و الخرابَ الذي يشوّهُ كلّ جماليّاتِ الحياة ويسيءُ إلى مصيرِ الإنسانِ, وأنْ يُعيدَ إلى الإنسانِ توازنَ رُشدِهِ وبعضَ العقلانيّة التي فقدها بسببِ غرورِهِ و طيشِهِ واستهتارِهِ وجموحِ رغباتِهِ
صباحُكم سلامٌ وأمنٌ وراحةُ بالٍ
صباحُكم فرحٌ وجمالٌ
صباحُكم حياة متجددة
صباحكم صفاءٌ ونقاءٌ
صباحُكم محبّةٌ وإخاءٌ
تعليقات
إرسال تعليق