عُـدْ بِي ***شعر عبد الغني ماضي
عُـدْ بِي *** عُـدْ بِي إِلَيْهَا قَدْ أَلِفْتُ وِصَالَهَا وَاسْتَرْضِهَا كَيْ لَا تَبُتَّ حِبَالَهَا أَبْكِي إِذَا فَارَقْتُهَا بِعُـيُــــونِ مَنْ يَبْكُــونَ مِنْ أَوْطَانِهِمْ أَطْلَالَهَا لَا تَرْفُضِي وَعْدًا تَعِبْتُ لِأَجْلِهِ فَأَقُولَ: هَا قَدْ أَنْكَـرَتْنِي مَالَهَا؟ إِنِّي ظَلَلْتُ أُسَائِلُ الأَنْسَامَ عَنـْـــكِ إِذَا تُشَرِّقُ مَا أَمَلُّ سُؤَالَهَا هَلَّا لَثَمْتَ أَيَا نَسِيــــــمُ يَـمِـينَهَا بَدَلِي فَإِنْ خَجِلَتْ لَثَمْتَ شِمَالَهَا! سُبْحَانَ مَنْ جَلَّى ضِيَاهَا كَيْ تَرَى كُلُّ الْخَـلائِـقِ حُسْنَهَا وَكَمَالَهَا سَافَرْتُ عُمْرًا مَا شَمِمْتُ كَعِطْرِها أَبَدًا وَلَمْ تَرَ أَعْيُنِي أَمْثَــــالَهَا إِنْ نَحْنُ غِـبْنَا عَذَّبَتْنَا وَحْشَــــــةٌ حَتَّى إِذَا غَلَبَ الْـهَوَى عُدْنَا لَهَـا أَنَا حَـــامِلٌ بَدَلَ الْـمَتَاعِ تُرَابَــهَا وَمُصَاحِبٌ بَدَلَ الْـحَبِيبِ خَيَالَهَا ! أَنْتِ الْـمَدائِـــــنُ كُلُّهَا أَنْتِ الَّتِي بِالْـخُلْدِ رَبُّ النَّاسِ قَدْ أَوْحَى لَهَا أَنْتِ الَّتِي صَاغَ الإِلَهُ ثِيَــابَهَ