٠٠ الرسالة السبعون ٠٠
هلا تركت لي
حين ترحلين يا صديقتي
اتركي لي قليلا من رائحة جسدك المعطر فوق القميص الممزق من عناقاتنا البعيدة
اتركي لي شمعة و ثلاث قطرات من المطر
تزورني ليل الشتاء
تناغش بأناملها الرقيقة جسد وحدتي المهشم
معلنة بدء أحزاني
وبدء موسم البكاء
اتركي لي رواية و أغنيتين
أستعيد بها حضورك الطفولي الراقص
و أنا أجلس على كرسي شيخوختي الخشبي
وحيدا...
أمام سماء الأفق الشاحب
على شرفة انتظاري الخريفي الحزين
اتركي شيئا برائحة الحنين
شيئا من عبق شفتيك الملكيتين
ك همسة و قبلتين
تنامان على وسادة السرير
لأصحو على قبلة من ياسمين
و أغفو على قبلة من حرير
اتركي لي بعضا منك ممزوجا مع العبير
اتركي لي نظرة اشتياق و دمعتين
لأهزم بهما كبريائي المجروح
أتسلل معهما بين شظايا قلبي المحطم
لأعاود الاتصال بك قبل انقضاء الدقائق الخمس من خلافنا
فتهمسين
" اشتقتك "
وتستقبلين فلولي المنهزمة أمامك بشوق محب
وتضحكين
لنبدأ عمرا جديدا
وأمحو رسالة وداع
كتبتها
لأرسلها لك منذ سنتين