قصة قصيرة
التحدي
في ذات ليلة من ليال الصيف
تجمع شباب أحد ى القرى
بصعيد مصر. وكان معهم قليل
من الشخصيات المرموقة
ومن بينهم محام مشهور
وكانوا هؤلاء يكبرون
الشباب في السن بفارق
بسيط .
بينما هم يتحدثون عن منجزات ثورة يوليو ١٩٥٢م
وعن أهداف الأتحاد الأشتراكي
وكان المحامي المشهور وشهرته الشبح يحاور
الشباب من خريجي الجامعات
وكان من الشباب معلم أبتدائي يدعى مجاهد
فدخل في حوار مع المحامي
ولما أختلفا في وجهة
النظر غضب المحامي
وقال له من أنت حتي تحاورني
وتعارضني؟
فما أنت سوى معلم أطفال..
وحاصل على دبلوم
فأحرجه أمام الشباب
وقد غضب بعض الشباب من المحامي
من جراء ما فعله
فخرج المعلم من الجلسة
وكأنه فاقد الأدراك والوعي
ويسبح في بحر من اليأس
والأحزان
والهم الثقيل
وكاد يتوه عن منزله
وأصابته غشاوة على
عينيه
وعاد إلى منزله وقد كساه اليأس والحزن والجرح
في نفسه ينزف حسرة وآلاما من تكبر المحامي
وتعيره بمستواه العلمي المتدني
لما دخل البيت نظرت اليه والدته
فوجدته مصفر الوجه وقد كساه الغم والكآبة
فقالت له أمه ماذا حدث معك يا مجاهد؟
بعد ما خرجت من البيت
فرد عليها لا شيء ولكني مرهق
فقالت له أحضر لك العشاء
فقال لها لا ليس لي نفس
الآن
وقال لأمه تصبحين على خير
سأنام الآن ودخل غرفته
وهو في حالة يرثي لها
وبات ليلته وهو يتقلب على فراشه
والندم قد أصابه لإنه ترك الثانوية العامة
والتحق بدار المعلمين برغم إن مجموعه في
الاعداية كان مجموعاً مرتفعاً جدا .
وأزيد من مجموع الثانوية العامة
فتلاطمت أمواج الفكر في ذهنه
فكاد العقل ينفجر من كثرة التفكير
وأستمر في التفكير حتي أذان الفجر
فقام وصلى الفرض والسنة وشكر الله
وحمده على نعمائه
وبعد أن فرغ من الصلاة هبت إلى ذهنه
فكرة وهى أن ينتسب الى الثانوية العامة لكي
يلتحق بالجامعة
ثم قال في نفسه أأعود طالباً واكون مع
التلاميذ ... الذين درستهم في الصف السادس
الأبتدائي
وتذكر المقولة التي تقول أطلبوا العلم من
المهد إلى اللحد
أ طلبوا العلم ولو كان في الصين
وبعد ذلك قرر أن يتقدم لامتحان الثانوية العامة
والسنوات الثلاثة في سنة واحدة
وبعد التأني في إتخاذ القرار
قرر أن يتوجة الى المدرسة الثانوية في
مركزهم
وبالفعل توجه للمدرسة وطلب منهم أن يتقدم
لامتحان الثانوية الثلاث السنوات في سنة
واحدة فقال له المسؤول لايمكن ذلك أبدا
لابد من أمتحان الصف الاول في عام والصف الثاني
في عام والصف الثالث في عام
فقال مجاهد أنا أريد امتحن الثانوية العامة
الثلاث سنوات في سنة واحدة
فقال له مدير المدرسة عندما سمع كلامه
لا يجوز ....
فحزن مجاهد وكاد يصيبه الإحباط
فرد سكرتير المدرسة وقال له أذهب لمديرية
التربيه والتعليم بالمحافظة وقل لهم إنك تريد
أمتحان المرحلة الثانوية في سنة واحدة
وفي الغد ذهب إلى المديرية
وقالوا له في المديرية
أذهب إلى شئون الطلبة والأمنحانات
فتوجه إلى شئون الطلبة وهنال قالوا
له لايجوز عندنا
ربما يكون مطبقاً في محافظة أسيوط
فقال في نفسه .. أسيوط بعيدة جدا
ولكنه عزم على أن يتوجه إلى أسيوط
وبعد يومين سافر إلى أسيوط
وذهب إلى المديرية ثم شئون الطلبة والأمتحانات
فقال له احد المختصين نعم تمتحن الثانوية في سنة
واحدة فحمد الله وشكره
وتقدم إلى مدرسة الخياط الثانوية العامة
بأسيوط
ولكن ظهرت مشلكة أخرى أمامه وهو مكان عمله
في قنا والثانوية العامة في أسيوط
فأحس بنوع من الإحباط وكأن السماء أظلمت
وفي النهاية اهتدى إلى فكرة النقل
فطلب نقله من قنا إلى أسيوط
وهناك أنهمك في تحصيل العلم بكل جدية
وكل مصابرة وبروح من العشق في تحصيل
العلم ولم يتهاون في التحصيل ثانية
واحدة وأجتاز كل مراحل التحصيل
وفي نهاية العام أمتحن جميع المواد
من الصف الأول إلى الثالث
ونجح في الأمتحان الثانوية بتفوق
والتحق بكلية الحقوق
وجاء العام الدراسي وقد قيد بالفرقة الأولى
في كلية القانون وقد بذل كل مجهود وأجتهاد
وعشق مواد القانون وكان كلفاً بها
ومغرماً
وصار متفوقاً في تحصيل المحاضرات
وكان زملائه يقدرونه لتفوقه بعد ما أشادوا
به أساتذة الكلية من المحاورات القانونية
فلم يقتصر على الكتب المقررة فقد كان يستعير
كتباً من مكتبة الكية
ومضي على هذا المنوال طوال العام الدراسي
وفي نهاية السنة الدراسية حصل على تقدير
أمتياز مع مرتبة الشرف
وأستمر في دراسته على هذا النهج في الفرقة الثانية
وحصل على أمتياز والفرقة الثالة على نفس التقدير
والفرقة الرابعة على تقدير أمتياز مع مرتبة الشرف
وكانت أمة تدعو له على الدوام بالتوفيق
من قلبها
وشاء القدر أن تختاره النيابة العامة وكيلاً
للنائب العام وأخذ يترقى في المناصب حتي وصل
وظيفة قاض في المحاكم الجنائية
وكان قد ندب الى محكمة قنا للفصل في قضية
وأصدار أحكام بالحبس أو البراءة
وكان المحامي الشبح قد حضر ليترافع عن قضية
جنائية وعندما بدأت قضية الشبح التي فيها
يدافع عن المتهمين بدأ الشبح في إعداد
اوراق المرافعة وقرب المنصة وقال
سيادة القاضي .....فجاءة وجد الشاب الذي
عيره بمستواه العلمي المتدني وهو نفس الشخص
الذي يرتدي زي القضاة وقد قال المحامي
كلمة يا لعبة الاقدار وطلب من المحكمة
تأجيل القضية
بقلم ...كمال الدين حسين القاضي
أخي الشاعر والكاتب لا تجاملني ولو بذرة
أختي الشاعرة لا تجامليني بكلمة واحدة
إذا لم تعجبكم القصة فأنا شاعر وليس قصاص