سلسلة : " حديث النفس " 🥀❣
هي تمسك به تتمسك بما تبقى
من خيوط قرمزية ليلكية
ليس عن اختيار عفوي تلقائي
أو هدف مبرمج ممنهج
أو رغبة نزوية .. إشباع عاطفي
بل ضرورة أقضت مضجعها
قوائم بيتها الأربعة تشققت
و السقف العلوي آيل للسقوط
في أية لحظة ...
الحلم الذي جمعت له الأموال
طوال السنين التي مضت
سيتهدم بين الفينة والأخرى
بسبب الزلزال الذي ضرب البلدة
هي لا تريد حضور مشهد النهاية ...
استقلت غرفة في فندق بسيط
ريثما تتحسن وضعيتها المالية
فقد رهنت جميع ممتلكاتها
في هذا المشروع .. نظمت أوقاتها
كي لا تستسلم وتنهزم بسبب
الفاجعة .. وصارت تقضي جل
أوقاتها في عملها بالسيرك
وبعض المرات عندما يضيق
بها الحال ذرعا ..
تذهب عند راهب الكنيسة
تعترف عن أخطائها و ذنوبها
و طلب الغفران و المسامحة
لعلها تجد بعض السكون
و الهدوء النسبي ..
لأنه لا سبيل لها للنجاة
من حالتها الهشة هذه
خوفا من أمواج بحرية
تكسرها أو تدمرها
فتصبح هباء منثورا تذهب
به الرياح الكثبانية العاتية ..
فمنذ سقوطها من " سلاك لاين "
الذي اعتادت ممارسته يوميا
بحكم نوعية العمل الذي تزاول
حتى كانت قد اكتسبت
زيادة في الثقة بنفسها
و شعور بالارتياح و الاطمئنان
و نوع من التناغم و الألوان
التي أضافت إلى حياتها
شيئا من السعادة و السلام الداخلي ..
مع أنها كانت تحسب كل خطوة
تخطوها إلى الأمام لكن ما لبثت
أن أخذت منعطفا هاويا جعلها
تتدحرج شيئا فشيئا حتى
سقطت في بئر مظلم
و في شدة عتمتها ..
صارت تبحث تفتش عنه
في كل مكان و زمان
ليل نهار لعلها تجد نجمتها
القطبية أو فارس الأحلام
الذي يأخذها على حصانه الأبيض ..
لكنها ما لبثت أن تلقت دعوة
لحضور حفلة تنكرية عزمت
أمرها و ارتدت أحلى الفساتين
و الإكسسوارات و العطور
تنكرت في زي الأميرة " ساندريلا "
ثم دخلت إلى القصر
موسيقى كلاسيكية هادئة ..
الكل يرقص مع رفيقته
أما أنا فبقيت في زاوية
لوحدي أرتشف كأسا من النبيذ
ثم كأس فودكا و ويسكي
و آخر .. وآخر .. وآخر .. أريد
أن أشرب ثم أشرب حتى أنسى
من أنا ..؟؟ إسمي .. ؟؟
و كل شيء .. ؟؟
كنت ثملة جدا بالكاد
يمكنني الوقوف
أتمشى حافية القدمين
عارية الجسم رميت
كل ثيابي في القمامة
تجردت وانسلخت من كل شيء
فوق جسدي .. اختنقت ضقت
فبدأت بالصراخ و البكاء ..
أتمشى فوق سكة الميترو
دون مبالاة لا يهمني
أن يمر فوقي أو يصدمني
أحس بدوار شديد و غثيان
في معدتي تقيأت كادت
تخرج أمعائي .. قشعريرة
تنتابني من قساوة البرد ..
حتى أحسست بلباس
فضفاض دافئ يغطيني
و يد تلامسني فوق كتفي
رفعت رأسي قليلا
لم أتعرف عليه نظري ضئيل
و الرؤية غير واضحة بسبب
كثرة الكحول التي شربت ..
حتى تكلم فعرفته من نبرة
صوته إنه جاري .. حملني
بين ذراعيه ثم كب على
رأسي و وجهي ماءا باردا
حتى استفقت ناولني كوبا
ساخنا من الحليب ثم تمشينا
قليلا بضع دقائق .. أو ساعات ..
أو أيام .. أو شهور .. لم أعد أتذكر ..
بقيت صامتة كأن على رأسي الطير
دون أن أتكلم بكلمة واحدة
فقط هو الذي كان يتحدث ..
عن جمال الجو و سحر القمر
و نجوم السماء المتلألئة
صرت أنصت إليه بشغف
و أتمعن في وجهه بإعجاب ..
قطعنا الطريق و أخذني
عند بائع الأحلام
اشترى لي بضع بالونات
فكتب لي عليها أمنياتي
ثم عانقني .. و هو يتمتم
في أذناي .. ها قد وصلنا ..
المفاتيح في معطفي .. ثم اختفى .. " ا .. ل .. أ .. م .. ل " ..❣❣
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
01/02/21
Photo By / SERAFLEUR # Art # Zolaida