لنكتب للعام الجديد....بقلم الأستاذة بورديم آمنة

 ...لنكتب للعام الجديد......

 لنكتب للعام الجديد....

فنكتب عن الأوجاع...

ونكتب حتى لا تقهرنا الأيام....

لنكتب عن كل ما مر من الزمان...

من أيام العام الماضي    ...

وقبله...

وقبله....

وحتى لا تبقى الندبات....

تجرح القلب ....

ولا تسقي الدموع...

العيون وديان....

فقد كان في العام الماضي...

أفراح...وآهات...

واليوم.....

ننتظر عاما جديدا....

قد يسعد  قلبا...

بل قلوبا انهكتها الأحزان...

نعم....لعل العام  الجديد....

تتغير فيه الأحلام....

وتكون سعادة ...

وابتهاج ....

إذا كان للعمر مكان...

فاللهم غير حياتنا...

لأحسن الأحوال...

وهذابلطفك المنان...

بخيرك الجزيل....

دون حسبان...

فيا ألله .....

إجعل علينا العام القادم ...

تحقيقا للآمال...

ورضاك إن شاء الله....

والجنان...

بقلمي الأستاذة بورديم آمنة الجزائر

نجوم الليل..د. أحمد سعيد النوبان

 يا نجوم الليل عذرا

إنّ لي في البدر شِعر

قُلته حالاً ويُقرأ

حرفي المرسول سِرّا


قد علِمت اليوم أمرا

في عيون البدر دُرّا

وبساتين وزهرا

كم يفوح البدر عطرا


( د. أحمد سعيد النوبان )

الطريق الصعب..بقلم : السيد سعيد سالم

 الطريق الصعب

كل يوم تضيق الدائرة حولنا وتلتف  الأطواق

كل ليلة نتألم ونشعر أحياناً بالاختناق

صرنا نسير فى طريق طويل مملوء بالأشواك

لكن مهلاً .. مهلاً ..

أيها القلب المظلوم

أعلم أنك تحمل فى الصدر جبالا من الهموم

 لكن الحزن أبداً لن يدوم

 تعال أيها القلب المسكين 

نطير فوق جناح الأماني 

وننشد أروع الأغاني لكل العاشقين

فلابد أن تنتهي أشواك السنين وتعود البسمة فى العيون من جديد

وتنتهي صرخة الحنين .

بقلمي : السيد سعيد سالم

حلم ضئيل الشاعر هاني بدر

 حلم ضئيل

ما كان حلمي يابلادي بمستحيل

ما طاول أفق السماء، 

ما كان شاهق كالنخيل، 

قد مات حلمي في ظلالك، 

لم يعد حلمي  بقلبي كالدليل

أه على الحلم الجميل

♕ ♕ ♕

فلماذا كنت لحلمي سيفا 

مزق الأوصال فيه؟ 

لماذا كنت لحلمي قبرا يحتويه؟ 

لماذا صرت يابلادي  ألف تيه  ؟ 

اه على الحلم    الجميل

♕♕♕

الآن أعلنت الحداد

فما عاد في حلمي الرمق

ولقد طواه الليل

أضناه الغسق

قد لفظ كل احساس الوجود

قد احترق

اه  على الحلم الجميل  المحترق

        الشاعر هاني بدر

بهجةُ الأعيَادِ // بقلم الشاعر السوري فؤاد زاديكى

 بهجةُ الأعيَادِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

بَهجَةُ الأعيادِ ليسَتْ ... مِثْلَما كانَتْ قَدِيمَا

إذْ نَعيشُ اليومَ وَضْعًا ... قاتِمًا مُرًّا ألِيْمَا

حالَةٌ مِنْ كُلِّ صَوبٍ ... رِيحُهَا جاءَتْ سُمُومَا

حيثُ تَفجيرٌ وقَتْلٌ ... يَنشُرُ الكُرْهَ اللئيِمَا

اِنْتَهَى حُبٌّ لَدَينا ... لم يَعُدْ قلبٌ رَحِيْمَا

فَازْدِيادُ الشَّرِّ فينَا ... أذبَلَ الطِّيْبَ المَرُومَا

وانْعِدامُ العَدلِ صارَ _ اليومَ مَشرُوعًا عَقِيمَا

فرحةُ الأعيادِ غابتْ ... ليسَ تأتِينا نَدِيمَا

لا نُحِسُّ البِشْرَ إنّا ... نَشْهَدُ الوجهَ الذَّمِيْمَا

بَعْضُ ما يجري فَظِيعٌ ... مُولِدٌ بُؤسًا سَقِيْمَا

في دَوامِ الحَالِ هذا ... وَضْعُنَا لنْ يَسْتَقِيْمَا

إنّهَ عِيدٌ مَجيدٌ ... دامَ مِعْطاءً كَرِيْمَا

دَعوتي فيها رجاءٌ ... أمْنُكُم يَحيَا سلِيْمَا

عيدُ ربِّ المجدِ هذا ... شَأنُهُ يَبْقَى عَظِيْمَا

في مَجالِ الخيرِ أعطى ... مِنْ دَوالِيْهِ كُرُومَا

اِفْرَحُوا فالرَّبٌ آتٍ ... واطْرَحُوا عنكمْ هُمُومَا

رَغْمَ أوضاعٍ نُعَانِي ... إنّها شاعَتْ عُمُومَا.

يا شعاعاً من ذهب..✍ عمر الهرايجي

 يا شعاعاً من ذهب 

...........................أدفئ فؤادي واقترب


أقبل فلا قلباً هُنا

.................................والبعد نارٌ تلتهب 


أمَليّ يضيع بهجركم

.........................يضني الجفاء المُكتئب


ياشمس أرضي والسماء

..............................ونجمة بين الشهب 


سطرت شطراً في الفضاء 

.............................وبيت شعرٍ بالكتب 


إليك  من دون الورى

..........................أحببتها فلم العجب؟


✍ عمر الهرايجي  جمهورية   م........ع

لقائي بك ..عزة عبد النعيم

 لقائي بك 


و بدأت ليالي الانتظار تنحسِر 

و اقترب لنا موعد اللقاء 

كنت أستمع إليك 

ف يتوقف النبض بقلبي .. 

و يتعسر 

لا انظر إلى ساعتي 

ف الوقت يتوقف تماما 

بالأشواق 

يتدثر ...

تهديني ابتسامتي 

تتيسر  ...

امرأة قوية أنا 

لكن 

حين تكون أنت 

ف أنا أخسر ...

أتحول إلى مجنونة خرقاء 

وعقلي يؤسر ...

وتمنيت أن أخبر العالم كله 

كم أحببتك 

و لدربك 

الصراط مُيسّر ...

فهل ينجلي ب لُقياك الشقاء 

ويصير زماني 

معك أيسر ...

قربك الروحي فى الغياب 

أذاق نفسي دفء و إحتماء 

وكأني 

معك و بك أتستّر ...

و السماء مصباح أضاء 

ف لا أتعثّر ...

مشاعري تناجيك

قلبي يناديك 

و يتجسّر ...

و دموع الشوق تسبح ب عيني 

علها من شوقها تُرضيك 

و على ماضي كلينا 

لا نتحسّر ...


عزة عبدالنعيم

رسالة مضمونة..أ. محمد الجليلي

 ومن فؤادي اليك رسالة مضمونة 

ولك من صميم القلب بعض رجاء

أن تنسى اني قد غازلتك مرة

وتمحو كل رسائلي  بلا استثناء 

وتنسى كل الذي قد كان  بيننا 

ونعود كما كنا سابقا كالغرباء 

فليس عليك ان تحبني مكرها 

اعفيك مني ومن ثقلها اعبائي 

فلن اكون لك مستقبلاحتما مقلقا 

ولن اتنازل يوماعن بداوة الصحراء 

انف  لا أخجل اعتز بمساوئي كلها 

فلا يوجد كامل في كامل الارجاء

عطوف نعم والوف وكلي مودة 

وفي قمة العطف أستلذ شقائي 

أنا والكابة رفيقين منذ ولادتي 

والحزن لي صديق وفي كل وفاء

ولست الومك فمنك اعتذر مجددا 

الوم نفسي عن كل سذاجة ونقاء

عن كل لحظة أطمئن عليك فيها

تقابلني ردودك باردة بكل جفاء 

ادعو لك من كل قلبي دمت موفقا

يشفيك ربي ادعوه من كل بلاء 

اشرق ولا تبتئس فالحياة ملذة 

واسرق من الزمان لحظة الانتشاء

ودعك مني فسأكون حيث نصيبي 

والله ربي بقدرته معجز العلماء

فقط لا تنحني للعواصف مهما عتت

فغدا اشراقة النور بعد كل عناء 

وغدا تعود شمسك وهاجة ببريقها

وغدا بسنائك  تشع وتنير كل فناء


محمد الجليلي 

2022/12/25

النار نيران بقلم: ماهر اللطيف

 النار نيران

بقلم: ماهر اللطيف


كنت في طريقي إلى منزلي مساء يوم من الايام بعد أن قضيت فترة زمنية مظنية من العمل طيلة مدة الدوام، فلمحت امرأة اربعينية العمر او خمسينيته تبكي بحرقة وهي تصيح عاليا وتنحب وتندب وتلطم على وجهها والناس من حولها يحاولون تهدئتها ومنعها من مواصلة هذا الصنيع الذي سيعود عليها بالضرر على جميع الأصعدة حتما إن استمرت في ذلك وهي تقول : " ليتني مت مكانك بني، ليتني أطلقت سبيلك ولم اقتف اثرك للقصاص منك إثر تكسيرك للدار واثاثها بالكامل، ليتني بعت ما بعت واقترضت او سرقت وتحايلت أو طلبت وتسولت لامكنك من المال لتتجاوز الحدود بحرا خلسة مع أصدقائك وتلتحق ببلدان الغرب لتجرب حظك هناك بعد أن مت حيا هنا حتى فقدت كل أمل في الغد، ليتني اشتريت حياتك وحافظت على حياة العائلة باسرها بدل موتنا جميعا... ".

فجأة صمتت وطلبت قليلا من الماء لتروي عطشها وتبلل وجهها وترتاح قليلا وهي تعاني من صعوبة في التنفس والكلام والحركة وقد برز عليها الحزن والألم وعمق الجراح واتساع لهيب جحيم معاناتها التي تساءل عنها الجميع هنا ولم نحصل على جواب شاف إلى حد الآن، مما زاد في تعقيد الأمر وصعوبة التدخل لاعانة هذه المرأة واخراجها من ضيقها ووضعيتها الحرجة التي تمر بها حاليا.

وقد ازداد الأمر صعوبة حين فقدت المرأة الوعي بغتة وسقطت ارضا بلا حراك كانها جثة هامدة مما اربك الحضور وجعلهم يطلبون الإسعاف بسرعة وبعضهم يحاول مدها بالاسعافات الأولية في انتظار حضور المد وأهل الاختصاص، فوضعوها في موضع " الوضع الجانبي الآمن" position latérale de sécurité وفتحوا كل ضيق في لباسها حتى حافظة صدرها  وبقوا يراقبون نبضها واسترسال تنفسها بعد أن امروا الجميع بالتقهقر وفسح المجال للمراة حتى تتمتع بأكثر ما يمكن من الهواء الذي يساعدها على المقاومة والتشبث بالحياة في انتظار وصول الإسعاف الذي لم يتأخر فعلا وقام اعوانه الذين نزلوا من السيارة بسرعة باللازم قبل أن يعتزموا نقل المغمي عليها إلى المستشفى لاستكمال نجدتها وتأمين سلامتها.

فطلب أحد المسعفين من الحضور الحصول على بعض المعطيات الخاصة بالمريضة فلم يحظ بجواب لأنه لا أحد يعرف عنها شيئا مما جعله يطلب متطوعا او متطوعة لمرافقتها وتولي مسؤولية الاهتمام بها وبحاجياتها وحاجيات المستشفى ومعاليم التداوي والعلاج وغيرها، فلم يتحمس لذلك احد وشرعوا في التسلل ومغادرة المكان تباعا حتى اقفر مقر تجمعهم ولم يبق فيه غير الضحية ورجال الإسعاف ومخاطبكم الذي لم يفهم ما يحصل ولم ير مانعا من مرافقة هذه المرأة والوقوف إلى جانبها وفق المتاح والممكن عند الاقتضاء رغم التعب والشعور بالنعاس والحاجة إلى الانفراد بالذات كالعادة.

فواصل المسعفون التدخل والسيارة تشق الطريق شقا وتطويه طيا ومنبهات الانذار تطوق كل مكان تطؤه  وتقتل صمته إلى أن بلغنا مقصدنا حيث رأيت أصحاب الميدعات البيضاء يجرون صوبنا ويقومون بمهامهم على أكمل وجه لاسعاف هذه الروح البشرية إن كتب لها البقاء والحياة بكل تأكيد.

فتبعتهم كما طلبوا مني وقمت بتسجيل المريضة التي لا أعلم عنها شيئا ودفعت معلوم التداوي بعد أن استظهرت بهويتي وتم تسجيلها على سجلات المؤسسة على اساس اني مرافق ل

المصابة(ويبدو أنهم سجلوا المريضة تحت اسم مستعار او نكرة في انتظار حضور أحد يعرفها ليتم تسوية وضعيتها الإدارية).

غير أنهم امروني بالبقاء في قاعة الإنتظار إلى أن يتم التدخل الطبي ويتخذ في شأن المريضة القرار المناسب من طرف الطبيب المباشر، فاقتربت من قاعة الفحص خلسة لأرى ما يحدث ، فمنعوني وامروني بالتراجع والالتحاق بقاعة الانتظار.


فوقفت بجانب مجموعة من الممرضين كانوا يتحدثون عن هذه السيدة ، فقالت الأولى بصوت منخفض لا يكاد يسمع والبقية ينصتون إليها  بانتباه:

- هذه الخالة فاطمة كالعادة؟ يؤتى بها باستمرار في هذه الوضعية بعد أن تفقد الوعي في اي مكان وزمان، فيقع اسعافها وانقاذ حياتها ، وتوجه نحو طبيب الرئة والتنفس فتهرب وترفض مواصلة العلاج وتتمنى الموت عن الحياة.

- (ثانية) كما تتسلم رسالة سرية لتذهب بها إلى الطبيب النفساني  لكنها أيضا ترفض التداوي وتدعي انها بخير

- (ثالث) مسكينة هذه المرأة فعلا، فهي فقيرة الحال تعول عائلة كبيرة العدد بمعية زوجها العامل اليومي الذي يقتات يوما ويركن للراحة أياما اخر

- (رابع بهدوء ورصانة) هل تعرفها يا كمال؟

- (كمال بثبات) قطعا، فهي جارتي التي يحبها كل السكان ويرأفون بحالها ويساعدوننها دون قيد أو شرط ، بل انهم يلقبونها ب"المجاهدة" لأنها لا تكل ولا تمل وتقوم بأي عمل مهما كان نوعه و حجمه و صعوبته من أجل الحصول على المال ومواجهة الحياة ومصاعبها، فلها اربعة أبناء عاطلين عن العمل بعد أن انقطعوا عن الدراسة مبكرا لضيق الحال وندرة الامكانيات والاموال، ويقطن معها والدها المقعد ووالدي زوجها المسنين وهم يسكنون في بيت صغير للغاية لا يسمح لهم بالمقام الطيب المريح الموفر للصحة والعافية، وهو منزل تبرع به لهم احد الجيران جعله الله في ميزان حسناته، كما تولى آخر – أثابه الله خيرا -  دفع معلوم الماء والكهرباء باستمرار.

- (الأولى بشغف وفضول بعد أن التفتت يمنة ويسرة وتأكدت من خلو مراقبة بعضهم لهذا التجمع - وقد تظاهرت بعدم الاهتمام بهم وبالانشغال بهاتفي الجوال-) ما قصتها اذن؟ من المؤكد أنك تعلم سبب ما هي عليه اليوم

- (كمال متحرجا وغير متحمس للخوض في هذا الموضوع) اعفوني من هذا الموضوع رجاء

- (الثانية مصرة وملحة) قص علينا حكايتها يا كمال، ما الذي يمنعك من ذلك؟ فقد تساعدنا قصتها على علاجها وفي تنبيه الأطباء ومدهم بما يفيدهم

- (كمال مقاطعا ومتاففا بعد أن القى نظرة شاملة على المكان) قصتها مؤلمة تبكي الحجر وتجعل الجبال تخر حزنا والما عند سماعها. فقد سبق أن اعلمتكم أن لها أربعة أبناء عاطلين عن العمل اكبرهم "مؤمن" الذي تجاوز العشرين من عمره ببضع سنوات وبقية اخواته، كما قلت لكم ان والدهم عامل يومي قليل العمل والدخل وكثير المرض والوهن ، وأن "المجاهدة" تعمل ليلا ونهارا من أجل توفير ما تقدر على توفيره وأكثر، ولم تستطع ذلك في النهاية مما جعلها تقبل معونة أهل الخير من هنا وهناك. لكن مؤمن لم يكن في المستوى  المنتظر منه حقيقة ، حيث كانت طلباته لا تنته ولا تعرف حدا إلى أن التجا إلى السرقة وسلب الناس اموالهم وممتلكاتهم باستمرار لإشباع غرائزه الحيوانية المتنوعة والكثيرة كتعاطي المخدرات ومعاقرة الخمرة والتهافت على بنات الهوى وغيرها ،فولج السجن أكثر من مرة لكنه لم يرتدع.

 ومع مرور الوقت، بدا في التفكير في الهجرة غير النظامية إلى اروبا عبراجتياز الحدود البحرية خلسة مقابل مبلغ مالي هام استحال على الخالة فاطمة توفيره رغم محاولاتها المتكررة تفاديا لمشاكله وافعاله التي لا تخطر  على بال أحد من الناس. وكان يعلل ذلك جراء بطالته التي طالت وشعوره بالموت وهو حي وبالنقص والصغر أمام اقرانه وانداده وغيرها من التعلات الواهية التي اججت نيران الفرقة بينه وبين أسرته وجعلته يتمادى في العصيان والبطش والتمرد على الجميع دون خوف او ريبة، فكثرت المشاكل العائلية وثار ضده اخواته وبات الضرب والسب والشتم مشهدا يوميا واعتياديا في الحي.

- (الثالث وقد بدت عليه مظاهر التاسف والتأثر) استغفر الله العظيم واتوب اليه

- (كمال مواصلا) إلى أن جاء اليوم الموعود وتشاجر مؤمن مع أخواته وهددهم بالانتقام منهم انتقاما لا يخطر على بالهم وغادر إلى وجهة غير معلومة الشيء الذي جعل احد الأبناء يهاتف الخالة فاطمة ويعلمها بتفاصيل الحادثة وهي تعمل في إحدى بيوت اعيان المدينة حينها، فتركت ما بين يديها وهرعت جريا في اتجاه المنزل دون أن تستأذن من مشغليها أو تحصل على إذن للمغادرة.

 بينما أكثر مؤمن من تناول المخدرات على غير العادة وعاد إلى البيت ليكسر كل ما يعترضه من اثاث وعتاد وحتى الأبواب والنوافذ وبعض الجدران الأئلة للسقوط ، فجعل البيت حطاما وخرابا قبل أن يعتدي على من فيه بمن فيهم اجداده وفر من حيث أتى مجددا. فوقع الاتصال ب"المجاهدة من جديد لاخبارها بما حدث مما جعلها تهاتفه فورا وتتوعده وتهدده وتسبه وتشتمه وهي تعربد وتبكي وتصيح، واتفقت معه في النهاية على الالتقاء امام الحديقة العمومية (أين اغمي عليها اليوم)، وغيرت اتجاهها لتلتحق به قصد القصاص منه بعد أن اتلف تعب السنوات وجعل الجميع بلا مأوى او مصير في ظل هذه الظروف الجديدة بعد هذا الحادث المشين. (يصمت كمال لابتلاع ريقه واخذ نصيب من الراحة)

- (الأولى باهتمام) واصل السرد يا كمال فقد اشتقنا إلى معرفة بقية الحكاية. (والكل يضحك)

- (كمال متماسكا) وما إن أطلت على الحديقة الفسيحة حتى لمحت ابنها قادما نحوها وهو يسكب على جسده كميات كبيرة من البنزين بانتظام وهو يصيح ويعربد ويسب ويشتم ويقول لها بأعلى صوته مستعينا أحيانا بعبارات بذيئة وقبيحة "تريدون التخلص مني؟ بات وجودي يزعجكم؟ سئمتم  تصرفاتي؟ غاضكم ما خسرتم من اثاث ولم تغضكم خسارتي وفراقي؟ ساترككم فضيحة أمام الناس، بل اضحوكة بينهم بعد أن رفضتم مدي بالمال لاعيش مثل غيري بعيدا عن هذا الوطن الميت" وغيرها من العبارات، وكانت تتوسل إليه ليكف عن صنيعه ويرجع عن قراره المجنون، لكنه أصر وواصل سكب المحروقات على جسده والناس ترهب الاقتراب منه وصده خشية الاحتراق واكتفوا بالنهي والنصح والإرشاد شفويا مما زاد من عناده واصراره على المضي قدما نحو تنفيذ ما نوى فعله دون تردد أو ريبة ، إلى أن استل الولاعة - وقد اقتربت الخالة فاطمة منه كثيرا وكادت تلتصق به - واشعلها، فتكونت في لحظة  كومة من النار التهمت جسده وهو يصيح الما وحرقا "انقذيني اماه، لا اريد ان أموت"، وكانت تصيح وتطلب النجدة وتقول له "أجر نحو التراب وارتم عليه بسرعة يا فلذة قلبي"، واتجه صوبه الناس لاعانته علي اطفاء نيرانه وتخفيف مصاب الأم، لكنهم لم يفلحوا في ذلك فقد احترق بالكامل إلى حد التفحم رغم وصول فرق الحماية المدنية والاسعاف وغيرهم وقيامهم بما يمكن القيام به في مثل هذه الحالات، فقد غادر مؤمن الحياة تاركا اللوعة والألم في قلب هذه الأم التي شهدت احتراق ابنها امام أعينها وعجزت على انقاذه والتخفيف عنه . 

ومنها،تشتت العائلة وتفرقت رغم تكاثف الجهود من أجل لم شملها من جديد وارجاعها لما كانت عليه قبل هذا الحدث الجلل على الاقل، لكن الأبناء تركوا الحي ولم يعرف مصيرهم ولا توجههم إلى اليوم، فيما اصاب الاب شللا تاما  وفقد حاسة النطق والحركة ، وبقيت الخالة فاطمة تجاهد وحيدة والأمراض والمصائب تحاصرها من كل جانب وصوب (والممرضتان تبكيان) ،تذهب يوميا إلى مكان الحرق وتتذكر تلك التفاصيل المقيتة التي تنال منها ومن جسدها إلى أن تفقد الوعي وتوشك على الموت والهلاك كما ترون ندما وتاسفا وحسرة على ما صار.


و مازالوا كذلك يخوضون في هذا الموضوع حتى رن جرس هاتفي فجاة بقوة إلى أن ارتعد بدني وخفت، فاذا بزوجتي تطمئن علي وعلى حالتي وتعلمني بسخرية واستهزاء أن ابني (ست سنوات) يهددها بحرق نفسه إن لم تمكنه من هاتفها ليلعب به قليلا قبل مجيئي، فاستقمت واقفا بسرعة وجريت جري عداء على مضمار السباق متناسيا نداء الممرضين والاداريين الذين منعوني من المغادرة سلفا، فسابقت الريح رغم التعب والالم ولم ألتفت إلى أية جهة أو شخص اتقاء الوصول إلى حالة الخالة فاطمة إن تراخيت أو توانيت في أخذ الأمور بجدية قبل فوات الأوان.

قصائد كالبلسم ..الشاعر: يوسف مباركية

 *** قصائد كالبلسم ***

أنا لي قصائد لونها مثل الذهبْ

أنا لي قصائد خطها قلب أحبْ

هي كالدواء لو تذوقوا حرفها

كانت علاجا للكئيب من التعبْ

هي كالمواسي لو عيونك أدمعتْ

هي كالعذارى الراقصات من الطربْ

هي كالسيوف لو أردت تبارزا

هي كالرماح الخارقات من الغضبْ

هي كالجحيم حين تُوقد نارُها

تكوي الحقود ببيت شعر كاللهبْ

يا صاح ارشف من حروفي رشفة

تغنيك عن كل شراب قد سُكبْ

و اضمن لجسمك راحة و سلامة

من كل داء حار فيه كل طبْ

***************************

الشاعر: يوسف مباركية / الجزائر

Poet: Youcef Mebarkia / Algeria


في انتظار الحكم..بقلم أ. لطفي الستي

 القصة القصيرة 

((في انتظار الحكم...))

اقتادوه للقاضي بتهمة السرقة ...

سرقة الخبز ...خبز الشعب ...

فصاح بأعلى صوته : لعن الله الجوع و الفقر و الخصاصة   سيدي...

أمر القاضي بأن تحضر له أفخر المرطبات و ألذها و أطيبها قبل أن ينفذ فيه حكمه...

أعذرني حضرة القاضى صرخ الرجل فأنا لا أقدر على أكل مرطباتك رغم جوعي ...معدتي لم تتعود على الجوز و اللوز و لساني نسي طعم العسل ...أخشى أن يأسرني مذاقها و يصعب علي فراقها فأصير سارق مرطبات القاضي ...أرجوك أريد خبزا ...عجينة الدقيق و الماء و الملح ...

صمت القاضي و صمت كل من في القاعة في انتظار الحكم ...

            لطفي الستي/ تونس 

               03/12/2022

هواجس...بقلم الأديبة نعيمة سارة الياقوت ناجي

 هواجس///

وأحيا بين الهواجس

أرتل الآيات...

 أسقي جثتي

الماتلةفوق النعش...

راحلون ...

فياأيها العام المُنْتَظَر

دعنا ننتصر بعض يومٍ للفرح...

دعنا ننحني لعواصف الإغتراب...

لعلها تجرف نصف الدمعة  في رحم  الأمنيات الحالمة

دعنا  يا قلبي  المسافر بين وحم الأوجاع الحبلى اشتياقا

ربما تصدق الشهوة

فكم اشتهينا كرزا في 

في موسم الصقيع

وتلبد المزن بغيوم المصيف.. 

سقط المطر

فوق الهشيم...

بلل  الدخان  المتصاعد

من بين الأشلاء الخامدة....

لم تمت...ولم تحيا...

بين مقصورات قطارات سريعة

تقفز على جسر

جفون مبتلة وقصائدأنهكتها المجازات....

بتراء...

لقيطة بلا عنوان

تغازل وهم الصيادين بين المرافئ  الكئيبة

وقد لونت أرصفتها

حمرة النوارس.. 

بين نتوءات 

صخور سوداء 

دعنا يانايي المنخور 

نغني للوداع...

بعضا من زمننا الغريب

لدهاء الموت

حين يأتي بلا موعد

يسرق منا الخطوات نحو عناق سرمدي...

لفوهات النار 

بين البنادق الصديقة...

كيف نهدي للعيد المنتظر سمفونيته المأثورة

نشعل الشموع

نلون الأضواء

نشرب نخب الميلاد

ونحن نلوك الرغيف بطعم الحنظل....

بلا حول نكسر فينا الكبرياء...

ونرتد نتوسل   ابتسامة اَخر الليل...

موؤودة بعد حين ...

كشرنقة...كفراشة ...

اغتصبها الضوء...

كل شيئ يبرق في زمن التيه....

كيف تعود يا عام الميلاد؟ ...

والحال وَفِيٌّ للاَه بين معصميك....

ألاعد ت ياعيد ونذرت الحب

للثكالى أشجانا للساقطين 

بين الركام...

للحزانى بعد فجأة الفراق...

عد رمم أنقاض الديار....

 عد لعلك تطفئ النار بين البنادق....

وتكتب اَيات النصر باسم الشهيد

ربما ننتصر بلا تسويف

نصلي علناعلى امتداد المساحات 

نفتح الأبواب ونرتوي من ماء زلال...

هكذا تأملنا

 وقرأنافي كتب السماء...

عد ياعيد والسؤال كيف؟

فهل تحيا كيلوباترا ثانية لتخبرنا كيف انتحرت للعشق...

وهل ينطق مخاض مريم

عند جدع النخلة المباركة....

وهل تعود  أساطير اليونان

لتروي عهود  برومتيوس وهيرا....

لن يعود الغراب

ليعلمناقبر الأجساد...

لا ولن تأتي بلقيس ثانية

فكرسي العشق المحمول في عيني سليمان

ولى...

لانبي يقرأ الكف 

يرود الجن بعد ذاك العهد

عفوا يا عيد  ربما لن تتحمل السمر بين لهو زماننا المخنوق...

عد من حيث ولدت

فقد اختفى الهلال

ولن يعود بدرا....

فكيف أكتب للعاشقين

كل عام وأنتم بخير...

وعامي غريب  بطعم التنهيد...

يتعثر بين الفواصل ليرسم نقطا بلا سطور...

كل عام وأنتم الحلم💕


نعيمة سارة الياقوت ناجي


🌹🌹🌹🌹🌹

صرخات الكلمات مهدي داود

 صرخات الكلمات


مهدي داود


قد كان حبك تائها بفلاتي

والآن يلتهب الهوي شعلاتي

أمسكت بالقلم أخط سطوري

فاقت حدود الوصف والكلمات

تلك التي بين السطور آهاتي

قد كان أملي في الحياة أحبها 

خطت بأسباب اللظى أدواتي

وأنا المتيم حين أشدو صبابة

سطر المداد من الهوى أناتي

يا أيها الصّبُّ المتيم لحظةً

إني  عشقت بلحظها رقصاتي

والأمل يشدو كل يومٍ لحنها

ويزف أعذب وتره رناتي

فاقت حدود الوصف حين تمردت

وتعطرت نارا في النهى عبراتي


بقلمي

الشاعر الدكتور /  مهدي داود

مصر