في رحاب الحرية
من على القمم و من فوق السحاب
من على الأغصان و من بين العصافير
من فوق الأبراج و من على القباب
من بين النجوم و من على القمر المنير
لاحت الحرية في أحلى ثياب
ترفل في السندس و في الحرير
نادت و توجهت للكل بالخطاب
لمن في البر لمن يسبح و لمن يطير
قالت أنا الحسناء محطّ الإعجاب
أنا الفاتنة معشوقة الكبير و الصغير
يسعى للظفر بي خيرة الشباب
يبذلون في سبيلي ذهبا و آلاف البعير
يعبرون الصحاري و يشقون العباب
وسط العواصف تحت المطر و وقت الهجير
و الصبايا الفاضلات يحمن حولي كالأسراب
أسراب حمام سلام ما له نظير
لهن أحلام و أمنيات تتدفق و تنساب
تسقي الأرض لتتحول إلى حقل شجير
و الأطفال في غيابي يعرضون عن الألعاب
لا تغريهم السكاكر و لا الكعك الوفير
و في حضوري تحلو الحياة و تستطاب
تضحك العيون و تنفرج الأسارير
حتى الرضيع ينجذب لي أيما انجذاب
حين فك القماط يبدو كعصفور يطير
كفراشة ترفرف في بستان خلاب
بعدما انعتقت من شرنقة الحرير
من أجلي جثم البلبل و ما استجاب
كيف سيغني و هو في القفص أسير
ما إن جاءت الحرية و فتح الباب
حتى رفرف و صدح دونما تأخير
***بقلم أمينة المتوكي***