د.عزالدّين أبوميزر
فَتوَى الشّيْخ ...
قَد قَالَ الثّعلَبُ لِجِرَائِهْ
وَهُمُ قَد كَبِرُوا بِإزَائِهْ
هَا أنْتُمْ أُولَاءِ كَبِرتُمْ
وَالكُلّ سَيَسْعَى لِغِذَائِهْ
لَكِنَّ الوَاجِبَ أنْ أُوصِي
مَا يُوصِي الأبُّ لِأبنَائِهْ
وَكَذَا عَلّمَنَا الجَدّ الأكبَرُ
لَمّا قَامَ بإملَائِهْ
وَأضَافَ عَلَيهِ خِبرَتَهُ
ومَعَ التّقدِيرِ لِآبائِهْ
إذْ مَا مِنهُمْ قَصّرَ أحَدٌ
فِي بَذلِ النُّصحِ وإبْدَائِهْ
لِبَنِي جِلْدَتِهِ فَهُوَ يَرَانَا
الأجْدَرَ فِي حَمْلِ لِوَائِهْ
فَالثّعلَبُ فَطِنٌ وحَرِيصٌ
وَالكُلّ يُنَوّهُ بِذَكَائِهْ
لَكِنْ قَد يُؤْتَى مِنْ مَأمَنِهِ
حَذِرٌ مَعَ كُلّ دَهَائِهِ
وَلِذَلِكَ نَحرِصُ أنْ نُوصِي
فِي دَهْرِِ يَعظُمُ بِبَلَائِهْ
وَكِتَابُ النّصحِ لَكُمْ هَذَا
سَأقُومُ اليَومَ بِإهْدَائِهْ
قَارِئُهُ فِيهِ سَوْفَ يَرَى
مِنْ ألِفِ النُّصحَ إلَى يَائِهْ
مَعَ هَذَا الحَذَرُ يَقِينَا مِنْ
مُنْتَحِلِ الدّينِ بِإفْتَائِهْ
كالحَذَرَ هُنَا فِي قَريَتِنَا
مِنْ شَيْخِ الجَامِعِ وَأذَائِهْ
لَا أعنِي الشّيْخَ وَجَامِعَهُ
بَلْ أعنِي قِنّ دَجَاجَاتِهْ
مَنْ مِنّا يَوْمَا يَسْطُ عَلَيْهَا
فَهُوَ يُجَازِفْ بِحَيَاتِهْ
وَبِتِلْكَ اللّحظَةِ لَا اسْتَبْعِدُ
سَاعَةَ هُوَ يَنْتَصِرُ لِذَاتِهْ
وَالغَضَبُ يُغَشّي عَيْنَيْهِ
وَيُحرّكُ أعتَا أدَوَاتهْ
أنْ يُصدِرَ فَتوَاهُ فِينَا
وَيُسَجّلَ إحدَى بَصمَاتِهْ
وَعَلَيْنَا يَحكُمُ بِالإفْنَاءِ
بِزَمَنِِ عُرِفَ بِشُبهَاتِهْ
فَنَرَاهُ فِي الخُطبَةِ يَروِي
أنْ فِي إحدَى جَولَاتِهْ
قَد وَجَدَ رِوَايَاتِِ شَتّى
عَن بَعضِ السّلَفِ وَسَادَاتِهْ
وَكَذَلِكَ أطرَافَ حَدِيثِِ
قَد طُمِسَت أسْمَاءُ رُوَاتِهْ
أنْ لَحمَ الثّعلَبِ هُوَ حِلٌّ
مَا حُرّمَ كَالخَمْرِ لِذَاتِهْ
وَالشّيْخُ لَهُ مَنْ يَسْمَعُهُ
وَيُصَدّقُ كَلّ حِكَايَاتِهْ
وَسَنَنْقَرِضُ مَعَ الأيّامِ
بِفَتوَى الشّيْخِ وَنَزْوَاتِهْ
فَكَفَانَا رَبّي فَتوَاهُ
وَدَجَاجَ الشّيْخِ وَبَيْضَاتِهْ
د.عزالدّين