مابين ألمٍ وأمل**الاديب آزاد حمكي

مابين ألمٍ وأمل
..............
.................
تعطينا الحياة بدون حدود وإن منعت فمنعها يتعدى كل الحدود . 
تعطينا السعادة وتحرمنا فرحة العمر وتعطينا المال لتحرمنا راحة البال وتعطينا الحب لتحرمنا لذته .

وتهبنا البقاء لتمنع عنا زينة الحياة .
أيُّ عدالةٍ هذه منقوصةٌ هي و لا تكتمل ، مكبلةٌ بقيودٍ ربانية تعطي من تشاء وتمنع عن من تشاء ، وأيُّ مساواةٍ هذه ترى الناس يفرطون بنعمٍ حُرمنا منها ويتكبرون على عطاءٍ لم ننعم به.

يوم التقت الأحاسيس والمشاعر وامتزج النبض بالنبض يومها أدركت أن الفراق قاتل واللقاء مستحيل أيقنت أنَّ لاعدالة في الأرض وأنَّ من بيده مفاتيح السماوات والأرض قد راقه أن تُغلق أبواب السعادة وتبقى موصدةً وأنها لاتليق بنا فبعض الناس لايليق بهم العيش بنعيم.

كان حكم القضاء لايقبل القسمة أبداً إما الرضا وتقبُّل الحرمان وإما التضحية بحاضرٍ فيه السعادة الى زوال من أجل مستقبلٍ تلوح في أفقه ابتسامة طفلٍ  قد ملَّ طول الانتظار .

صراعٌ مابين قلبٍ ثروته وزاده صورٌ ولحظاتٍ جميلة وعِشرة عمرٍ متمسكٌ بها ويرفض أيَّ مساومةٍ عليها ، وعقلٍ يدرك ماتخفيه له الأيام يخمِّن أن اللحظات الجميلة قادمة وأنَّ الذكريات الجميلة مآلها النسيان .

مابينهما تائهٌ أنا ومدركٌ أنَّ الله قد أنعم علينا وهيَّأ لنا الأسباب .

أسباب السعادة وسخَّرها لتكون غاية الإنسان.
احترت أيَّ السبيلين أسلك وباتت نار الهوى تكوي بقايا أملٍ  شتتها القدر وبعثرتها الأيام.

 ليس من السهل أن ترمي خلفك إرثاً من الذكريات وتبني أحلاماً على ناصية الأمل ، أحلاماً تبدو لوهلةٍ هي الخلاص فظاهرها سعادةٌ وباطنها ألمٌ دفين ، ألم المعاناة والإحساس بالذنب ،ألمٌ يرفعك من بين المظلومين  لتتربع على عرش الظالمين .

 ومابين ألمٍ وأمل بدأت الحكاية
حكايةٌ ترويها السنين ويتصدر  أحداثها قلبٌ آمن بالحب ولوعة الحنين  ، يبحث عنها منذ آلالف السنين بين وجوه القادمين على المراكب والمغادرين وتارةً يبحث عنها بين الأنقاض يرفع جداراً ويزيل الغبار عن بقايا صورٍ  لعلَّه صدفةً يلمح صورتها بين الأطلال .

منذ عقودٍ لم تزل تلك الصورة التي رسمها في مخيلته تتراءى له كلما غلبه الشوق إليها وأبكاه الحنين.

بقلمي 
آزاد حمكي 

13/11/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.