روح فتاة // الاديب غيث مرشد

كانت ليلة شديدة البرودة والمطر لا يكاد يتوقف. عندما كان سائق تلك الشاحنة عائد الى منزله . كان في طريق منعزل عن اي بيوت فهو كان يربط بعض القرى ببعضها . وفجأة يلفت نظره احد بجانب الطريق يطلب منه التوقف تجاوزه قليلاً لكنه توقف ورجع للخلف. كانت المفاجأة انها فتاة في العشرين من العمر تقريباً ، فتح لها الباب وصعدت كانت مبتلة وترتجف . سألها ماذا تفعلين هنا وفي هذا المكان . لقد افزعتني للوهلة الأولى . قالت خرجت غاضبة من المنزل ورحت اسير حتى وصلت الى هنا. قال: سأوصلك الى المنزل. وخلع معطفه واعطها اياه قال ضعيه على كتفيك انت مبتلة... كانت صامتة طوال الوقت . وبعد مضي بعض من الوقت. 
قالت: له لقد اقتربت من المنزل هل انزلتني هنا . نزلت الفتاة وارشدت السائق الى المنزل . كان منزلها بجانب الطريق لم يكن ببعيد . ولكن بعد مغادرة السائق وكان قد اصبح قريب من منزله. تذكر معطفه واوراقه بداخله . قال لنفسه لقد عرفت المنزل غداً وانا ذاهب الى العمل اذهب الى منزل الفتاة .
وبالفعل .ذهب في اليوم التالي.. اوقف شاحنته بجانب المنزل
وطرق الباب . فتح الباب رجل كبير في السن ...
مرحباً . انا في عجلة من امري .انا ذلك الرجل الذي اوصل ابنتك الى المنزل ونسيت معطفي معها. كانت ملامح الاستغراب والدهشة تظهر على الرجل المسن . ابنتي انا؟!
اجل.. لكن انا ليس لدي ابنة . ابنتي توفت بحادث سير منذ سنة تقريباً في منطقة قريبة من هنا . كان جواب الرجل صدمة للسائق . قال والمعطف واوراقي ؟! 
والغريب في كل هذا ان بعد عدت ايام وجد المعطف معلق على شاهدة مدفن تلك الفتاة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

علامة إستفهام؟فتحي موافي الجويلي

تحايا...توفيق السلمان