نوستاليجيا // الشاعر // فراس سلمان
(نوستاليجيا)
أحن كثيرا إلى تلك العطلة الصيفية التي أمضيتها في قريتي أيام الطفولة .أصحو في الفجر مع أول خيوط الشمس ، لأرى جدتي قد جلبت الحطب لإعداد الخبز في (التنور)
كنت أضايقها ، فتارة أعبث بالعجين وتارة أنكش النار بالعيدان
فتتأفف مني وتصرخ في وجهي فأولي الأدبار هاربا
ثم سرعان ما أعود لأراقبها مشدوها كيف تحلب الأبقار
كان عمي يصطحبني معه للجدول القريب ، نقطع الدروب
الضيقة المظللة بأغصان الرمان ، لجلب الماء إلى البيت
البيت القديم المبني من الحجارة بالقرب من شجرة الجوز
الباسقة الممتدة الأغصان وارفة الظلال .
كان أهل القرية يعتمدون في رزقهم على محاصيل التبغ
يقطفون أوراقه ويحضرونها إلى البيت ،
فتجتمع النسوة ليخيطنها بالمسلات تمهيدا لتجفيفها
كن عماتي يقمن بهذا العمل بمساعدة صديقاتهن
أتذكر أنهن كن فاتنات غاية في الجمال ، يتجاذبن أطراف
الحديث أمامي !!!!! وخاصة عن الشبان الذين تقدمن لطلب يدهن ، فكانت كل واحدة منهن تسهب في وصف محاسن
فارس أحلامها بحرية تامة ظانين بي طفل صغير لا أفهم ولا أستوعب ما يقلن !!؟؟
يهبط الليل ولم يكن آنذاك في قريتنا كهرباء
يتحلق الجميع حول فانوس الزيت للسمر ،
استمع بشغف لأقاصيص جدي وأصدقائه ومغامراتهم
سيما مايتعلق بالوحوش الضارية المنتشرة في الغابة المجاورة من ذئاب وضباع .
يغلبني النعاس فأستلقي للنوم والطبيعة في الخارج تعزف
ألحانها ، فحفيف الأشجار ونباح الكلاب وعواء أبناء آوى
وهدير النهر الدافق في الوادي .
آه ......آه كم أحن لتلك الأيام .
تعليقات
إرسال تعليق