* خلوة .. مع الروح * ( بقلم .. جواد واعظ )

* خلوة .. مع الروح من مجموعة .. قصة لا تنتهي *
( بقلم .. جواد واعظ )
هذه أنا .. بعد أن إلتحفني إسفلت الزمن .. !! لسنين ..
نهضت من الثبات .. ونزعت عني قهر الايام ..
وصحوت من الهذيان .. باسطة يداي ..
فتعال .. إحتضني .. عانقني .. قبلني ..
لم تعد اسطورة الصمت ..تخيفني ..
ولا الوحدة القاتلة .. يمكنها ان تغرز سمومها .. داخلي ..
فأنت معي .. ومرآتي .. !! رغم صقيعها ..
فلقد حفظت عندها .. تفاصيل جسدي .. من مساحات .. وتلال .. وهضبة .. وربوة .. وصدع وشرخ .. ينزفوا بالعشق ..
وأنا وحدي .. !! أنظر الى زفراتي المتفحمة .. داخلي ..
ورماد جمر .. روح .. وأنيين أوردة ..
وعلى مسامات جسدي .. جليدا .. !!
جعلني .. أنثني .. أتقزز .. أصغر .. وأتلاشى .. تدريجيا .. لكنك الآن .. أنت معي .. وتلك هي مرآتي ..
تعيد لي ذكريات جسد .. يبحث عن صالبه ..
أنت ومرآتي .. ووسادتي التي أغرقتها دموع الحزن ..
على أيام مسرعة .. أخذت منا الكثير ..
وتركتني مع ليالي من الحرمان ..
حين جثى .. الوجع القابع .. داخلي .. رافضا الخروج ..
ليجرحني ويأذيني .. بكل الصمت والبوح الذي أخباته ..
اين أذهب .. بتلك الروح .. وهذا القلب .. وذاك الجسد ..
فلقد قتلتني ذكريات الامس .. حين ظننت أن الجميع معي ..
وفجاة .. لم أجد أحدا .. من هذا الجمع .. إلا أنت ..
كنت مركونا في زوايا مخيلتي وتفكيري .. دون أن أدري ..
فهل سيغدر بي الزمان من جديد هل سأبقى وحيدة أم ماذا ..
لذلك نهضت من الثبات .. وبسطت يداي .. لتعبر ..
الى أشيائي .. وأجزائي .. لتقتحم جذوري ..
هذه أنا .. ايقظت أحاسيسي ..
ونهضت من صحوة عصيان الذات .. فاقتحم سلوتي ..
كم من آه صارخة .. تنتظر عبورك .. إعبر .. إعبر ..
معك .. !! انا .. شمعة لا تنطفئ .. وهدير روح أغرقت ..
حتى طوفان كل الاشياء .. إعبر .. لا تخف .
فما أنا .. إلا جسدا مصلوبا في العتمة ..
محفورا .. محفوظا ..داخل مرآة .. لا يعرفها احد ..
إعبر .. إقتحم .. إكسر ، حتى مرآتي ، إدخلها ..
لترى تلك الروح .. إنفض غبار الليالي عنها ..
علك ترى .. آلهة جمال الأغريق ..
إعبر .. إجتث من داخلي .. ليالي الوحدة .. القاتلة ..
فهذا فراشي .. يرقد وحيدا ..
إعبر .. قبل أن يجف ثغر العشق ..
وتوئد الذكريات .. بقايا الصمت .. والبوح ...
دعني أتخيلك .. وأنت تقتحم قلاعي .. قلعة .. قلعة ..
وتحاصر حصني .. حصنا .. حصنا ..
وتمتلك الواحات .. والتلال .. وتغزو أجزائي ..
أقاومك .. لكني راضية .. !! أمنعك .. لكني سعيدة ..
لإقتحامك مساحاتي .. وأعلم بأني سأستسلم لك أخيرا ..
سأستسلم .. لروحك .. وعشقك ..
لذلك .. نهضت من الثبات .. وبسطت يداي ..
منتظرة عبورك .. لخلوة روح ..
تنصهر فيها الذات .. داخل الذات .. .. .. !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.