صباح أشقر// الشاعر المبدع : غياث خليل

صباحٌ دمشقي،وشارعٌ خلا إلا من همس نسماتٍ ربيعيةٍ،وعبق ياسمينٍ يرتشف قهوتَه الصباحية قبل معانقة شمسه العاشقة بأناملها الذهبية أجفانَه البيضاء.مرَّتْ بجواره حين كان يسير وحيداً.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
صباح أشقر
هذا الصباح الأشقرُ
فاخرٌ متحضرُ
حاولتُ حجب ناظري
فصاح قلبي ساخطاً :
"أنعمة ربك تنكرُ؟!"
***
فمشيتُ خلفها في الطريقْ
احتلني ذاك البريقْ
فالشَّعر كالذهب العتيقْ
والعين لازوردٌ أليقْ
الخد وردي الرياض
والثغر حقلٌ من عقيقْ
المشية نقل الرشا
والنهد برعمه يفيقْ
كلّ ما فيها شهي
الردف..
والخصر الدقيقْ
***
لم أدر كيف اكتوى
قلبي وذاب في الهوى
عطرٌ يضوع في الهوا
حين اللقا كان النوى
يا ليت تمتد الطريقْ
***
صاح الصباح :"من أكونْ !؟
قد مسني همس الجنونْ
شمسان في صدري أنا
في الأفق واحدةٌ تهلّ
والأخرى تمشي على الطريقْ!؟"
***
فأجابه ورد الرياض :
"ألهذا أنتَ تعجبُ
ومعي يصير الأغربُ!؟
بالأمس شمسكَ تغربُ
جاءتني هيفاء القوامْ
فظننتُ وهماً أو منامْ
شمسٌ تسير لنومها
وأختها الأخرى تفيقْ!؟"
***
وتكلم البحر الهجوعْ
ولهاً وأعلن للخضوعْ:
"ليس عن قولي رجوعْ
هذه الشقراء طلّتْ
قدماها موجي حلَّتْ
ملحَهُ باللمس حلَّتْ
كنتُ مِغراقَ الرواسي
وأنا الآن الغريق"
***
ومضَتْ..
ضاع من زمني الزمان
تاه في أرضي المكان
غافَلَتْ قلبي صباحاً
ومضى فينا الطريق
بقلمي
غياث خليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.