مجاديف الحنين// الشاعر المبدع : عبدالواسع الفاتكي

مجاديف الحنين
فرفتنا ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍلسنون، فكان الوجع والوجد والشجن، ما يخفف عنا هذا الحمل الثقيل، هو أمل اللقاء ، وحنين العودة الذي ينمو كل لحظة ، ما يمنحنا الصبر والتجلد ، هو تناجي الأرواح عبر هذا الأثير ، ضاع عمرنا مرتان الأولى قبل لقائكم ، والثانية عندما لم نعد نلقاكم ، عندما نحن إليكم ، اتمنى أن تنقلب وجوه الناس وجها واحدا كوجهك ، أروع الأشياء كانت في حضورك ، وأبلغ الكلمات حديث قلبك وأكثر ما يزين حنايا النفس طيف روحك.
ضاعت ﻣﺠﺎديف قارب حنيني فأصبت بالحزن ، بيد أن مركب إحساسكم ، أقبل يزفني لعالم الشوق ، ﻟﻌﺎﻟﻢ آسر بطهر الروح ونقاوة القلب ، عندما أنام أحلم بأن أراكم في الواقع ، وعندما أصحو اتمنى أن أراكم ثانية في الأحلام.
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺃﺧﺎﻓﻪ منكم ﻗﺴﻮﺓ تجتاح قلبك ، فيشتد حبل غيابك حتى يخنقني ، يتخيل لي لغيابكم أن عقارب الأزمان تكسرت ، وأمسى ماء النهر مالحا ، ووجه النهار كالحا ، تغير طعم قهوتي تغير مكان قلبي صار في اليمين بدلا عن اليسار .
ليست الغربة مغادرة الأوطان ، بل هي مغادرتنا أرواح طاهرة نقية ، التقينا بها ذات يوم ، لا شيء يجعل الأرض على رحابتها ضيقة سوى غياب مخموم القلب صدوق اللسان، نهرب منه إليه ولا أحسبه إلا أنتم.
كونوا بخير يا أنقياء المظهر والجوهر ، سلام لطيفكم، لخلجات حرفكم ،لحنين همسكم، لصدى صوتكم، لبهاء ظلكم ، لرونق صمتكم ، سلام لكم والسلام.
عبدالواسع الفاتكي - اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.