سفينة وأنا القبطان // بقلم الكاتبة المبدعة : عزة عيد

 

سفينة وأنا القبطان
بقلم: عزة عيد
في البداية أبحرت بإرادتي قد كانت وعود السماء الصافية وتغاريد العصافير على أوتار قلبي هي عقد اتفاق والزاد والزواد في تلك الرحلة.
الآن على بركة الله مجراكي ومرساكي وانطلقت معلنة التمرد والعصيان رافعة راية سأبحر دونما أن أجيد الإبحار.
فالوقت وقتي والشباب مجدافي وأحلامي الوردية شراعي.
وجاءت على غير ميعاد العقبى التي لا نحب والأعاصير التي لا نرقب وانكسرت البوصلة وافتقدنا الإشارة بين قلق وتوتر علت الأصوات،
وتاهت النظرات أحاول أن أتفهم أين يميني من يساري تاهت أفكاري.
لا مفر اخلع عني ثوب الراحة وانسج منه شراعا لعله يوقف تلك الرياح القاسية متحكما في دوران سفينتي حول نفسها، والآن بعض من الهدوء بين تقلبات غير اعتيادية فانا القبطان في سفينة أنا بها كل شيء وبدونها لا شيء.
ليال مرت كعتمة جوف حوت لا شيء فيه سوى أصوات الركاب بين أنين حاد ودعوات وصلوات ممسكين بيد القبطان خوفا من أن تلتهمهم ظلمة الحوت، انتبه القبطان فردد قائلا كفرت بنفسي وآمنت برب نوح أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فشهق الحوت شهقة هزت الأركان فلا موج ولا بحار بل شط انشق وبستان فتفقد القبطان أفراد سفينته وبعدما أطمئن قلبه أعلن أنه تم بحمد الله الوصول لتلك الجزيرة وجاري البحث عن بوصلة في بقايا حطام سفينة وعلي الركاب ملئ القلوب بالزاد والزواد حتى تفيض بالرضا لنواصل الإبحار.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏وقوف‏، ‏حجاب‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

علامة إستفهام؟فتحي موافي الجويلي

((خَاطِرة : رَاجع حِسَابك )) ✍أبو بكر الصيعري