أكيتو بريختو...للباحث غسان عبدالله

 أكيتو بريختو:

تحتفظ الأمم والشعوب بتقويمها الخاص وتحتفل به وتعتبره عيدها القومي ، متفاخرة بذلك في تاريخها وحضارتها ، فإلى جانب التقويم العربي الهجري هنالك التقويم الصيني، والياباني ، والانازيقي، والقبكي، والفارسي، 

لقد ظهرت الحضارات الاولى في بلاد الشام ، ومنها خرجت الابجدية الاولى إلى العالم القديم ، وفيها وضع التقويم السنوي.

وقد ارتبط التقويم بظهور النجوم وتوصل الإنسان إلى وضع تقويم زمني يفيده في معرفة اوقات الزراعة، وحساب السنين، وقد نقلوا هذا التقويم إلى اوربا الاي كانت تتخبط في وضع التقاويم، فكانت السنة في التقويم الرومان القديم مؤلفة من عشرة أشهر ، ولم يستقم تقويمهم حتى حذوا حءو السوريين في احتساب السنة ١٣ شهرا.

ويعد التقويم السرياني الذي وضع في بلاد الشام اقدم تقويم في العالم اليوم وكان قائما عند الحضارات السورية المتعاقبة ومنها ممالك أوغاريت وإيبلا وماري وتدمر ودمشق ونقل فيما بعد إلى الأندلس مع العرب. 

ويتقدم التقويم السوري على التقويم العبري بألف عام وعلى التقويم الفرعوني القديم ( التوتية) فإن السنة التوتية بخمسمائة عام وهو ما يعني أن الحضارة السورية ضاربة في أعماق التاريخ .

وانتشر التقويم السوري في بلاد الرافدين ولذلك يدعى هذا التقويم الآن" السرياني الكلداني الآشوري" مع الإشارة إلى أن الأوربيين أطلقوا على بلادنا أسم اشوريا وعلى القاطنين بها الشعب الآشوري ، وكانت تلفظ عند الإغريق سوريا بعد ان قلبوا الشين سين.

وتبدأ السنة السريانية الآشورية في الأول من نيسان وهو يحمل في هذا العام الميلادي٢٠٢١... ٦٧٧١ وتماثل السنة السريانية السنة الغريغورية من حيث بداية الاشهر ، وربما جرى تصحيحها في ذات التوقيت تصحيح التقويم الروماني

وكان ترتيب شهور التقويم السرياني نيسان، ايار ، حزيران إلى آذار ، ولم يتخذ السوريون القدامى الاول من نيسان سنتهم عن عبث ، بل لأنه البداية الحقيقية للحياة، فبعد موسم البرد والمطر يأتي الربيع، وتتفتح الازهار وتكون اكثر جمالا ونضارة، ويخرج الناس إلى الحقول للتمتع بدفء الربيع.

وكانت الاحتفالات بقدوم الربيع تبدأ يوم الاعتدال الربيعي وتستمر حتى اليوم الاول من نيسان يوم رأس السنة السورية ، وكان يسمى عند الآشوريين عيد أكيتو ، ويرتبط الاحتفال به بنهاية موسم الامطار وبدء الخصب ونمو الزروع والثمار. وفي بلاد الرافدين كانت الاحتفالات تستمر أثني عشر يوما يمنع فيها تأنيب الأطفال ومعاقبة العبيد أو القيام بالأعمال اليومية او دعوة المحاكم، فالأيام الاربعة الاولى كانت تحضيرية تقدم فيها المسرحيات ورواية الأساطير. 

وهناك من يرى أن التقويم السوري السرياني يبدأ في عام ٣١٢ قبل الميلاد وهو ما يمكن أن نطلق عليه التقويم السرياني الحديث ويبدا هذا التقويم في شهر تشرين الأول وليس في نيسان كنا في للقديم، يعرف ايضا باسم تقويم الاسكندر لأنه وضع في عهده، كنا يعرف بالتقويم السلوقي نسبة إلى سلوقس نيكاتور احد قادة الإسكندر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.