الجناح المكسور// بقلم الشاعر إدريس العمراني

الجناح المكسور
اتخذوا مني بوق اعلام
 يتشدقون بكلمة السلام
ألبسوني لباسا على مقاسهم
و سموني حمامة السلام
جبت كل آفاق العالم
و جئتكم بأدق الحروف و الكلام
ثقوا بي أني تعبت و تعب المشوار
ولا أظن أن حروف الخليل
تكفى المجال و المقام
بكاء و عويل تحت الخيام
اشلاء أطفال تحت الركام
طفت العالم عساني أجد عشا
استريح فيه و أنام
وجدت كل بقعة مكتضة بالألغام
تحت جناحي مدفونة الف حكاية
يطويها الظلام عام بعد عام
لم أجد طعما و لا رائحة للسلام
بداخلي نزيف و جرح و أسقام
طال الجرح
لم أعرف لمن أوجه الاتهام
عالم يحكمه القتال و الانتقام
قوي يأكل الظعيف
أقوام تنام في الرصيف
نصف العالم يبحث عن الرغيف
أشباح تكسوها العظام
فاين العدل و أين السلام
خلعت لباسي
 وتنكرت  لشيب  الحمام
سألت عن تهمتي بين الانام
لم أجد بينهم من يرد السلام
الكل بريء و الكل متهوم
عالم اختلطت فيه الافهام
تكسرت المسافة بين السبابة و الإبهام
لم أجد مكانا في قاموس الكون
سوى قدسية تنبعث من المقابر
تملأها جثث المتعطشين للسلام
أشرت إليها بأناملي المكسورة
لأصحو من صحوة ضميري
و اقول لمن فقدوا الضمير
 هنا يرقد السلام
ادريس العمراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.