جـَلـَسـْتُ عـَلـى شـاطـيءِ الـْنـَّهـْرِ// بقلم الشاعر : فؤاد حلبي

جـَلـَسـْتُ عـَلـى شـاطـيءِ الـْنـَّهـْرِ
وَذُكـاءُ تـُوَدِّعُ الـْنـَّهـارَ الـْمُـنـْتـَهـي
وَأنـا أراقـِبُ الـْمـَراكـِبَ تـَتـَهـادى
فـَوْقَ صـَفـْحـَةِ الـْمـاءِ
كـَأنـَّهـا حـَواري سـَلاطـيـنَ الـْزَّمـانِ
وَتـَوالـَتْ صـُوَرُ الـْمـاضـي
تـَطـْرُقُ أبـْوابَ الـْذَِكـْرَيـاتِ
قـُلـْتُ يـا نـَهـْرُ صـَوْتُ خـَريـرُكَ 
لـَمْ يـَعـُدْ مـِثـْلَ الـْقـَبْـْلِ يـُطـْرِبـُنـي
فـَقـَدْ حـَلَّ فـَصـْلُ شـِتـائـي
وَخـَريـفـي قـَدْ ذَبـُلـَتْ أوْراقـُهُ
وَرَبـيـعـي ضـاعَ فـي تـَلافـيـفِ الـْزَّمـانِ
سـَكـِرْتُ مـِنْ خـَمـْرَةِ الايـّامِ
لآخـِرِ قـَطـْرَةٍ حـَتـّى الـْثـّمـالـَةْ
وَصـَحـَوْتُ عـَلـى حـيـنِ غـَرَّةٍ
عـَلـى واقـِعٍ لـَمْ أحـْسـِبْ حـِسـابـَهُ
فـَمـا كـانَ فـي الـْمـاضـي 
عـِشـْقـاً وَلـَهـْواً
أضـْحـى الـْيـَوْمَ أمـْراضـاً وَهـُزالا
وَجـَمـالُ الأمـْسِ زالـَتْ مـَعـالـِمـُهُ
وَكـَسـى الـْشـَّيـْبُ الـْرّأسَ وَالـْخـِصـالا
والـْقـَفـْزُ فـي غـابـِرِ الأيـَامِ كـَغـَزالِ
صـارَ صـُغـودُ الـْرَّصـيـف أحـْمـالا  
يـا كـاتـِبَ الـْتـَّاريـخِ رِفـْقـاً بـِحـالـي
لا تـُدَوِّنْ فـي صـَفـَحـاتـِكَ عـَنْ مـآلـي
غـَبـِيٌّ مـَنْ يـَقـْضـي الـْعـُمـْرَ
 يـُفـَكـِّرُ بـِمـا يـأتـي بـِهِ الـْغـَدُ
فـَالـْعـُمـْرُ يـَمـْضـي أسـْرَعَ
مـِنْ وَمـْضـَةِ  الـْبـَرْقِ
فـاغـْنـَمْ صـَحـْوَةَ الـْعـُمـْرِ
وَأنـْتَ فـي ثـَوْبِ الـْشـَّبـابِ تَرْفـِلُ
قـَبـْلَ أنْ يـُدْرِكـُكَ قـِطـارُ الـْزَّوالِ

بقلم فؤاد حـلبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.