تونس///بقلم الشاعر الكبير طارق المحارب
طارق المحارب ..
31/8/2021
تونس ..
لكِ صبوةْ وفتوَّةٌ ووقارُ
و دجاكِ شمسٌ حولَها أقمارُ
و على رمالِكِ للرَّبيعِ مساكبٌ
تنمو فيَكتبُ في الرِّحابِ خَضارُ
تاريخَ أرضٍ شيَّدتها أنفسٌ
وغدتْ تعانقُ جيدَها الأزهارُ
ياوردةً مذْ فاحَ منها عطرُها
رقصَ الهوى وتوافدَ السُّمَّارُ !!
حيُّوا فحيِّ الليلَ و استمعي لهُ
و تعبَّدي لو حانتِ الأسحارُ
يا تونسيَّةَ يعربٍ إنجابُهِ
ما كانَ إلَّا ظبيةً تُختارُ !!
منذُ انطلقتِ غرستِ في طرْفِ الورى
حُسْناً بهِ عبْرَ المدى استمرارُ
وعلى شواطئِ مُقلتَيكِ طلائعٌ
وقفتْ و كلُّ رجالِها زُوَّارُ
عشقوكِ دهراً فابتنَوْا فوقَ الثَّرى
دوراً و أتقنَ فنَّهُ المعمارُ
و رواكِ مجدٌ منْ مياهِ أميَّةٍ
فتدفَّقتْ في حِضنِكِ الآثارُ
منْ عهدِ فينيقٍ و أنتِ بهيَّةٌ
تروي جمالَكِ تلكمُ الأخبارُ
للهِ درُّكِ كمْ أتى لكِ خاطِبٌ
و على سياجِكِ خيَّمَ الأصهارُ !!
فولدتِ نشْأً لا يزالُ مُتيَّماً
بالعلمِ وهْوَ بفكرِهِ مِدرارُ
حملَ اليراعَ فلا الجهالةُ عُمِّرتْ
في قلبِهِ أو أقعدتْهُ الدَّارُ
ومشى على كلِّ الدُّروبِ تعلُّماً
وتباعدتْ في خطوِهِ الأسفارُ
و على الملاعبِ كلُّ حُرٍّ فاتحٌ
جابَ البلادَ و جيشُهُ إعصارُ
أدمتْ سنابكُهُ بجرْيٍ ارضَها
صبحاً تكرُّ فترتمي الأسوارُ
يا سيفَ عُقبةَ كمْ ظفرتَ بغزوةٍ
و أقمتَ حُكْماً بالحكيمِ يُدارُ !!
ما جاءَ ذِكرُ القيرَوانِ بصفحةٍ
إلَّا و أنتَ بسطرِها تذكارُ
مرَّ الزَّمانُ على عِظامِكَ باسماً
فتوقَّدتْ بمرورِهِ الأنوارُ
زيتونُ تونسَ مُسرَجٌ لذوي العُلا
و إذا يجوعُ فخُضْرةٌ وثمارُ
و لجامعِ الزَّيتونةِ احتشدَ الألى
قصدوا المعارفَ والتقى الأخيارُ
نهلوا على أيدٍ تباركَ جودُها
فهيَ البحارُ تُريدُها الأنهارُ
باركْ بتونسَ مهرةً عربيَّةً
و شقيقةً ما دامتِ الأعمارُ !!
منِّي أنا الشَّاميُّ ألفُ تحيَّةٍ
و الشَّرقُ حيَّى شعبُهُ والجارُ
طارق موسى المحارب ..
بقلمي ..
تعليقات
إرسال تعليق