إنه الله ٧٦ // بقلم أ. سليمان النادي

 خواطر سليمان ... ( ٧٨٨ )

إنه الله ٧٦
" فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ"
المائدة ٥٤
ما هذا الشرف ، وما هذا العلو ؟
رب صبر على أذى الناس كثيرا ، يأكلوا من نعمه ويشكروا غيره ، هو خلقهم وأحسن صورهم ورغم ذلك راحوا يعبدون غيره ...؟
ومن العجب العجاب هذه الآية الحانية من رب صبور بحق ، يتقرب بوده وأن تسبق محبته للعباد محبتهم له ...
لن تجد ذلك إلا من إله هو بالحق رؤوف ودود ورحيم وصبور كله في آنٍ واحد ، ولأنه هو الله فتجده يبتديء عباده بالمحبة ...
يقول ابن الجوزي:
"سبحان من سبقت محبته لأحبابه ؛ فمدحهم على ما وهب لهم ، واشترى منهم ما أعطاهم ، وقدم المتأخر من أوصافهم لموضع إيثارهم ، فباهى بهم في صومهم ، وأحب خلوف أفواههم ، يا لها من حالةٍ مصونةٍ ! لا يقدر عليها كل طالب، ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب"
( صيد الخاطر )
رب صبور غاية الصبر فتجده يتودد بنعمه لأهل المعاصي ، فلا يرفع عن المذنبين ستره ، حتى وإن تكررت ذنوبهم ...
رب صبور ... فإذا تاب المذنبون فينا وعادوا إليه تجده سبحانه يشملهم بمحبته أعظم مما كانوا عليه ...
إنه سبحانه الله ... يحب التوابين ؟
سليمان النادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.