حارتي...بقلم د. محفوظ فرج

 حارتي 


قبلَ أنْ يقذفَ المدُّ ساريتي

وتنازعُني الشمسُ

نحوَ الغروب

بودي أغذُّ المسيرَ  

إلى حارتي 

أمرُّ على الأهل كلِّهمُ الأهلُ 

 من فمِ السورِ

 أصعدُ حتى انعطافةِ 

قلبي 

أصعدُ أيضاً

وأسجدُ لله شكراً 

على عودتي

لثرى حارتي

من سألقى ؟

تُرى من يَهِشُّ يَبِشُّ 

على وقع أقدامي المتعبات 

وَمِنْ في انتظاري بقرب العمود

سألقى هنالك 

( عكة ، هاني ، وخالد 

 مرعي ، محمود ، يوسف ، برهم 

الناجِيَيْن، الرشيدَيْن، واليونسَيْن

وأحمد هادي

ربيع الذي طالما

كانَ حدَّثَني عن الشعراء)

أقولُ لهم : 

أيها الطيِّبونَ

ويا أيها الراحلون

لقد عادَ يزهو صبانا

تِلْكَ رائحةُ الخُبْزِ عابقةٌ 

في دخان تنانيرِ خالاتِنا 

الأمّهات

وها هوَ بيّاعُ فرفوري فافون

يصدحُ وسطَ المَحلَّة 

تلكَ نخلتُنا 

تتراقصُ سعفاتُها 

طرباً 

حينَ أخْبرَها موجُ أنسامِ دجلةَ

 عَنّا

اسمعوا : تلكَ أعتابُ أبوابِنا

تَتَبسَّمُ قائلةً أين كنتم ؟

لم تصَدِّقْ !

وأشجارُنا في الديارِ 

قد احتفلتْ

بعصافيرِها

لم تُصَدِّقْ بعَوْدَتِنا !


ولكنَّني سَأُصَدِّق


د. محفوظ فرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.