وحيدا ...بقلم الشاعر أ. خضير بشارات

 وحيدا أشرب قهوتنا وقت الصباح 

لا الشمس تدفّئ ظلنا 

ولا الشهد الذي يقطر 

عند البواح 


مظلمة أركان منازلنا 

لا الريح يداعبنا 

ولا الأرواح 

نائمة في الخيبات 

شمسك يا هذا النهار 

و تنتظر الدفق على الصفحات 


وحيدا 

أرتشف الهمّ مع النجمات 

في كل الصباح 

فنجمة وقتنا لا ترسل أشعتها 

بعد 

تنتظر ، تتأمل حُجر مرقدها 

لازال هدوء الكون يلثمها 

و لم تدنُ رائحة الهال

إليها، مرغمة ، تسعى 

ترفض و تحاذر 

ما أبهى عقد الكلمات 

حين تشبكه 

أنفاس امرأة في ذاتي 

وتسكن في ضوء النظرات 

لم تعد القهوة قهوتنا 

ذابت 

في جرس هزائمنا 

و ناحت ، تترى تأتي 

مظالمنا، شاخت ، تخطت 

عمق المأساة 

صارت جزءا من جثث الموتى 

آه ، يا فنجان قهوتنا العربية! 

كيف أراك؟

تُذبح في أيد لديها النخوة 

والمجد في تاريخ بات 

حقبا زمنية 


وحيدا أتناول كسرة خبزتنا 

مُرة جاءت من بائع حلوتنا 

يصنع التمر يتجول في 

رحم عروبتنا، 

في أرض العراق 


وحيدا ألملم شظايا الناي 

في جوقات أوفنا المهزوم 

و نالت شرف غربتها 

فضاعت نخوة العربي 


وحيدا يشرب القهوة 

بلا شمس و لا ماء 

صحارى العرب تجمعنا في تيه 

تضيعنا، تخاصمنا ، 

هربت منا كل الذات فلم يبق 

إلا حنين الطلل 

والأشواق إلى الماضي 

فأين نجد ؟ وعرب 

وبلاد السعد والقحطان 

دامية بلا أنساب 


وحيدا أشرب القهوة و أنا حاسر الرأس 

و مكشوف النصل بلا مئزر 

يا روّاد نكبتنا !

و يا كبّار قصتنا!

أتينا و قد زادت موتتنا 

                        أبو أشجان 


38_2_2022 ، الإثنين، 11:52 ، صباحا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.