الشوق القتيل...بقلم الشاعر بشير بشير

 الشّوقُ القتيل

--------------

غَـنِّـني يـا عَــذابُ هَــاكَ نَـشيدي

صَـاغَهُ الوَجْـدُ إذْ عَراني الذُّهولُ


أبَـدِيُّ الأحْــــزانِ أسْــلَـمَ قـلـبـي

للْمَـتاهَاتِ بَـيْـنَهـا كَــــمْ يَــجُــولُ


يـا حَبـيبي ومـنكَ أهـرُبُ دَعْـني

لا تَـلُـمْـنـي فــذاكَ أمْـرٌ يَــطُــولُ

 

رُمْتُ أحْمي مَشَاعري من سَرابٍ

يَـتَـنـاءَى إذا يُـخَـالُ الـــوُصُـــولُ


ظامـئَـاً كُــنــتُ لـلـسَّـرابِ فَـعَـفْـواً

يـا سَــرابـي وتــلـكَ حَــالٌ تَـحُـولُ


مِـزْهَــراً كــنـتُ لـلـجَـمَـالِ ولــكـنْ

ضَــيَّـعَـتْ لَـحْـنَـهُ لَـدَيْــكَ الـطُّـبُـولُ


أيْـقَـظَـتْني مَـــرارَةُ الــحِـسِّ أَنِّـــي

بِعْــتُ عُـمْـري لِــبَــارِقٍ لا يُـنـيـلُ


غَــرَّنـي مـنْـهُ فـي الأَمَـاسِيِّ لَــمْـحٌ

خادِعُ الـوَمْـضِ بـالـعَـطاء بَـخـيـلُ


عِـشْـتُ دَهْــراً عـلى رَجَـاهُ طَـويلاً

عــن مَــحَـاريـبِ وَهْــمِــهِ لا أزولُ


ثُــــمَّ مـــاذا لَـقـيـتُ هـــذا كِـتَـابـي

حَــسْــرَةٌ مُــــرَّةٌ وشَــــوقٌ قَــتِـيـلُ


وبَـقــاـا عَــــواطِـــفٍ تَـــتَــداعَــى

كــلُّ هَــمْــسٍ لِـصَـوتِـهِـنَّ عَــويـلُ


يـا حَـبـيـبـي ولا عَــلـيـكَ عِــتَــابٌ

إنَّ صَــبْـري كَـمـا عَـلِمْـتَ جَـمـيلُ


ما غَـنَـاءُ الـعـتابِ واغْـتِـيل قـلـبي

بـيــنَ عَــيـنـيـكَ أيُّــهــا الـمأْمُـولُ


ياعذارَى الخَيالِ شَـيِّـدْنَ صَـرْحاً

مـــن شِــفـاهٍ سُـلافُـهَـا مَـعْـسـولُ


ثُـمَّ راقِـصنَ نَـجمَةً فـي الـدَّيَاجي

حَانَ من عُـمْرِها القَصيرِ الأفولُ


لا تَـدَعْــنَ الأَسَــى يُـهَـوِّمُ يَــومَـاً

في شِـعَـابِ الـوُجـودِ وهْـوَ ثَـقيلُ


ثُـمَّ عَـرْبِدْن في الـفضاءِ طُـيـوراً

هَـزَّهـا الـشَّوقُ إذْ دَعَاهَا الـرَّحيلُ


وتَغَـنَّـيْـنَ بالـقَـصـيـدِ الـمُـصَـفَّـى

( حَـلَـبٌ قَـصْـدُنا وأَنــتِ الـسَّبيلُ )

 *** 

بشير عبد الماجد بشير

السّودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.