روحانية الحب وقدسية الزواج..بقلم الأديب صخر العزة

 روحــانــيــة الــحــب وقُــدســيــة الـــزواج 

قال تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمه ، إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون )

إن الله عز وجل عندما خلق آدم ونفخ فيه من روحه ، لم يشأ الله أن يترك آدم وحده فخلق من ضلعِ آدم حواء وقد خلقها من أقرب ضلعٍ إلى القلب حتى يحنو ويعطف عليها وذلك وقد تم خلقها من آدم وهو نائم حتى لا يشعر بألم خروجها من جسده حتى لا تتولد في نفسه الكراهية لها ، وبهما نشأت البشرية التي أستخلف الله آدم عليها بعد أن نزل إلى الأرض ليعمرها وتزوج آدم من حواء وخلفوا أبناءهم قابيل وهابيل وإقليما ولبودا ، ولولا قربهما وحبهما وتآلفهها لبعض ما اكتملت دورة الحياه ، فكان حب آدم لحواء أول حب في تاريخ البشريه على وجه البسيطه وبه بدأ تكون الحياه 

فما هو الحب وما هو الزواج ، فالحب الحقيقي هو عاطفة قويه غير قابلة للتراجع والإستسلام تربط بين الطرفان وتتلاقى فيها ألأرواح لتتآلف وكما قال رسول الله : ( الأرواح جنود مجنده فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) وقد استقرت حكمة الله عز وجل في خلقه وأمره على وقوع التناسب والتآلف وانجذاب الشئ الى موافقه ومجانسه ، وبهذا التوافق والتآلف يتحقق فيه الموده والألفه التي تُقرِّب القلوب لبعضها وهو شعور مؤثر وجذاب وصادق يدمج الطرفين في روح واحده ويوحد قلوبهم ، ويتوج الحب الحقيقي بالزواج الذي يربط الزوجين بعلاقة مبنيه على الحب والتفاهم والثقه المتبادله بين الطرفين وتمتد جذورها لتشكل اساساً ثابتاً للأسره وبناءها بشكل سليم ومتين  وكل هذا يعتمد على الحب والألفه المتبادله بينهما وهذا كله مزيج من مشاعر الإلتزام والعواطف القويه والقريبه والحاجة بينهما والقدره على إكمال بعضهما بعضا ولا يكون ذلك إلا بعناصر مهمه لدوام الحياه الزوجيه بشكل ناجح وهي جاذبية المرأه نحو الزوج والرومانسيه والعاطفه الدافئه التي يقدمها الطرفين لبعضهما ، حيث أن استمرار العلاقه الزوجيه قد يكون صعباً دون التعبير عن الحب والإعتراف بوجوده بصدق داخل كل منهما والذي ينعكس على سلوك كل منهما نحو الآخر وطريقة التزامهما فبعض الأزواج بعد الزواج تصبح علاقتهما فاتره ، وذلك قد يكون لإنشغالهم في أمور الحياه أو تفرغ المرأه لبيتها وأولادها دون مراعاة زوجها واهتمامها كما كانت فترة حبهما وهو كذلك يجب أن لا يشغله عمله عن واجباته نحو زوجته ، وأن تبقى أجواء الحب والرومانسيه مظللة عليهما  حتى لا يحصل اي جفاء بينهما  وأن يبقى الحب أساساً وهدفا كما كان قبل الزواج وهو عنوان لإستمرار الحياه الزوجيه بنجاح ، إلا إذا وقف في وجه ذلك أمر وظروف منعت إكتمال رباطهم المقدس ، ولكن ذلك لن يجعل الحب يخبو بين الطرفين مهما ابتعدا عن بعضهما   

وخلاصة قولي كلمتي لكل حبيب وحبيبه ولكل زوج وزوجه ، إن الحب هو نفحة روحانية من الله يضعها في قلب كل محب وتأتي بدون استئذان وما علينا إلا أن نعرف كيف المحافظة عليها ، للننتقل بعدها الى الرباط المقدس الذي شرعه الله وهو الزواج وحفاظنا على هذا الرباط بدوام الحب ألذي يكون منزه عن الشهوات والأهواء فلن يدوم زواج من أجل متعة عابره أو من أجل جاه أو مصلحه ، ولن يدوم أي زواج إلا إذا كان متوج بالحب وتوحد الأرواح بينهما ، ولله در الشاعر الذي قال : 

الله يغنيه وسيعاً فضله فهو الغني عطاؤه مشكور

أمر النبي بذات دينٍ زوجة فاظفر بذات الدين هنّ الحور

المال يفنى والجمال وديعة والجاه يبلى كل ذاك غرور

الباقيات الصالحات ذخيرة مذخورة ونعيمها موفور

ليس الزواج لشهوةٍ وغريزةٍ إن الزواج تعففّ وطهور

ليس الزواج ستار أطماعٍ وما تغني عن اللب الشهي قشور

ليس الزواج لنزوة عابرة ذاك انفعالٌ فتنة تغرير

إن الزواج وظيفة ومهمة ورعاية وتحمل صغير

إن الزواج تصبرٌ وتجلد وعناية ما حقها التقصير

إن الأبوة خدمة وقيادة وتودد وتعقل وأمور

أمر بكل فضيلة في أهله للمكرمات يقودهم ويسير

إن الأمومة عطفها لا ينقضي ومقامها في التضحيات كبير

كان النبي معلماً في أهله وهو الرسول مبشر ونذير

خير الأنام وخيرهم في أهله في خدمة لعياله مشهور

يرعى صغيرهم ويحفظ عهدهم خلقٌ بفرقان الهدى مسطور

يحمي النساء يصونهن عفافه وهو الأنيس المؤنس الستير


صخر محمد حسين العزه 

عمان – الأردن  

28/2/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.