الأرض والدم ؛ ثنائية الخلود...بقلم الأستاذ تامر إدريس

 "الْأَرْضُ وَالـدَّمُ؛ ثُنَـائِيَّـةُ الْخُلُـودِ"

بقلم: تامر إدريس


_منذ بدء الخليقة وكلُّ بشرِيٍّ يحنُّ إلى مادته الأولى؛ يرتبط بها مُذْ تقوى ساقاه على حمل ثقل جسده، يصول في أرجائها ويجول، يسكن أديمها، يستوطن مناكبها، يشبُّ في كنفها، يحتمي بفجاجها، يفنى في سبيلها، ويوارى جثمانه الثَّرى في أعماقها..


_ لكل آدميٍّ حُرُمَاتِـه التي يأبى على التأبيد إتيانها، مهما تباينت الأصول وتمايزت الأعراق، ومهما تعددت الطوائف وانتخبت المذاهب أو حتى تباعدت الانتماءات فالأرض قاسم يُتَشَـارَك من الجميع دائما بلا استثناء..


_ ضريبة الدَّم عزيزة، نفيسة، ذكية، وغالية؛ لا يعطيها الإنسان عن طيب نفس ولا يصرفها بارتياح خاطر إلا دفاعا عن وطنه؛ ذلك الذي هو بمثابة الرَّحم الأول له، يبذل الرُّوحَ طواعية صونًا لشرفه، ويستشرف الموت باسمًا دون أن تُدنَّس ذرة منه بوطأة قدم لغازٍ أو تُظَلَّ بظلِّ غادرٍ..


_لا قيمة للعيش في ترابٍ مهانٍ، حياة المرء فيه حينها ضِرْبٌ من ضُرُوبِ العذاب، يَئِـنُ في الضمائر لتحيا ليل نهار، يستصرخ النَّخوة في بنيه هنا وهناك؛ ألا أيها النُّوَّامُ هُبُّوا لنجدتي دونما تَكاسلٍ منكم أو خُذلان..


_سيبقى الوطن؛ -أي وطنٍ- عزيزا، جليلا، وإن خذله في حاضر حالك جيل آثم فلسوف ترتقي به في غده الذهبي أجيال، ذاكرة التاريخ مقسطة؛ تحفظ لأهل المروءة حسن صنيعهم، وتنأى دوما عن ذِكر الأنذال.. 


_قدس الأقداس أنت يا وطني؛ في الذَّر حبُّك سارٍ، وفي الحشا ودُّك ماضٍ، والعيش فيك شرفٌ ثانٍ؛ حماك الله يا دُرَّتِي، من بأس كل كائد حاقد، وجنبك الإله شرَّ كلِّ مارق أفَّاق..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.