الاستهلال لأشهر الأعمال...بقلم المبدع أحمد المقراني

 الاستهلال لأشهر الأعمال

مهما كانت العقيدة ومهما اختلفت الرؤى إلى الغيبيات ولمن يتحكم فيها ويسيرها ويقدر حظوظها وأقواتها ومصائرها،فالإنسان دوما يحاول الاستظلال بظلها وتسليم أمره إليها وأحيانا يحاول التنصل من مسؤولياته وتبعات أعماله معلقا كل ذلك على من أوكله مصيره وسلم إليه أمره وهو بذلك يحاول التنصل من الخطأ وتبرير فشله إن لم يوفق في عمله وتحميل القوة القاهرة نتائج ذلك.ومع ذلك ففي بعض الأحيان يتنصل من كل اعتقاد ويعول على ما تستطيع يداه وقريحته وشجاعته ومثابرته دون أي اعتبار آخر وهذا الموقف غالبا ما سجل لدى شعوب الجاهلية والجماعات اللادينية والعلمانية .

ففي العصور القديمة نقرأ بعض الآثار التي بالغ واضعوها في إلقاء المسؤولية على ما اعتقدوا أنه المتحكم القاهر وأبرز مثال من اليونان القديم .هوميروس شاعر الملاحم الكبرى ومسجل أحداث عصره شعرا لما أراد تأليف رائعته ـ الإلياذة ـ ناشد الربة إلهة الشعر والموسيقى،وجعلها هي من تنشد وتنشئ وما هو إلا الناطق بما تقول ولنقرأ له استهلاله لملحمة الإلياذة في ما يلي:

ربة الشعر عن آخيل بن فيلا°°°أنشدينا وارو احتداما وبيــلا

ذاك كيد عـــــــم الإخاء بلاه°°°فكرام النفوس ألفت أفــــــولا

لأذيـــــــس أنفذن منحدرات°°° وفرى الطير والكلاب القيولا

أما في جاهلية العرب فلم يحفل أي من الأدباء والشعراء بالمعتقدات الغيبية بل اعتمد كل واحد على قريحته معتمدا على واقعه وما مر به من أحداث وذكريات مستنطقا المرابع والأطلال مسترجعا أيامه السعيدة قرب من أحب.فامرؤ القيــــــــــــس وفي مطلع معلقته وقف واستوقف وبكى واستبكى ليتذكر الحبيب ومنزل الحبيب وأماكن اللقاء، فقال:

فقا نبك من ذكرى حبيب ومنزل°°°بسقط اللوى بين الدخول فحــومل

فتوضح فالمقراط لم يعف رسمها °°° لما نسجتها من جنوب وشمـــأل..

أما عنترة العبسي فيستهل معلقته بتذكر الديار والحبيب:

هل غادر الشعراء من متردم °°° أم هل عرفت الدار بعد تـــوهم

يا دار عبلة بالجواء تكلمــــي °°° وعمي صباحا دارعبلة واسلمي

وقال زهير :

أمن أم أوفى دمنه لم تكلم°°°بحومانـــــــه الدراج فالمتلثــــم

ودار لها بالرقمتين كأنها°°° مراجع وشم في نواشـر معصم

وقال الحارث بن حلزة:

أذنتنا ببينها أسماء°°°رب ثاو يمل منه الثواء

وعمر بن كلثوم يستهل:

ألاهبي بصحنك فاصبحينا °°°ولا تبقي خمور الأنـــــدرينا

صددت الكأس عنا أم عمر °°°وكان الكأس مجراها اليمينا

كذا غيرهم كثير....

ولعل ذلك دليل على أنهم لا يثقون كثيرا بمعبوداتهم من الأصنام والأنصاب

ومع ظهور الإسلام وترسخ العقيدة بما جاء في القرآن والسنة من الحث على ذكر اسم الله في بداية كل عمل ، والأمثلة عديد في آيات وأحاديث تحث على ذلك وقد ارتبط هذا السلوك بالإيمان بالله الواحد الأحد فسيدنا سليمان لما كتب إلى بلقيس رسالته الشهيرة ورغم اختصارها إلا أن استهلالها كما ذكر القرآن كان: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم.....

وعن النبيء صلعم أنه قال: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر أقطع أجذم.وعلى هذا درج المؤلفون والكتاب والمخترعون على الاستهلال بالبسملة والحمدلة والصلاة والسلام على النبيء الكريم وآله وصحبه ،حيث نقرأ في أرجوزة العقائد والفقه لعبد الواحد بن عاشر الاستهلال المطعم بالبسملة والحمدلة:

يقول عبد الواحد بن عاشــر°°°مبتدأ بسم الإلـــه القـــادر

الحمد لله الــــــــذي علـــمنا°°° من العلــوم ما به كلــــفنا

صلى وســــلم على مـــحمد°°° وآله وصــحبه والمقــتدي

وبعد فالعون من الله المجيد°°°في نظم أبيات للأمـــي تفيد

في عقد الأشعري وفقه مالك°°° وفي طريقة الجنيد السالك

والإمام البوصيري يستهل البردة :مولاي صل وسلم دائما أبدا °°°على حبيبك خير الخلق كلهم

وهكذا نجد كل مؤلف في أي ميدان يستهل بكل ما يوحي بالاعتماد على الله والصلاة على رسول الله إلا القليل ممن يعتبرون أنفسهم حداثيين وعلمانيين ومن لا يحفلون بالدين.

وهذهأرجوزة شريعة أمريكا والغرب أو الدين( المودارن)

واستهلالها بقلم أحمد المقراني

يقول راجي الرضوان الرباني°°°°غفران الذنب أحمد المقراني

الحمــــــــــد لله على ما قــــــدّر°°°° ندعـوه اللطف في ما قــــــرّر

وأثنِّي بالصـــــــــــلاة والســلام°°°°على النبي سيـــّــــد الأنــــــــام

أقـــــدم أرجـــــوزة الحِـــــــــــكمْ°°°° يسيغــها ذو العقـــــــل والحلـُـمْ

تروي لنا ما جد من مـــآسي°°°° في أمـــــــة من غُلبـــــها تُقاسي

فقر وجهل وأمراض وحرمان°°°°تضاف للمألوف من همِّ الزمان

ويقف من نَعتــــبرُه ُجبارا°°°°يملى شروطَه على الحَيارى

°°°°°°°°°°

يقول راجي النفــط والدولار °°°°إلهُــــه لا يبتـــغــــي استــغفار:

أعوذ بربي من شرّ ثــــــورة °°°°قد توقــظ شعبا من طــول غفوة

أفضل النـوم المُغيــب للأنــــام°°°°ليخلو الجــــو فاجني بســـلام

وأفصل الرئيس عن مرؤوسه °°°° أثبتـــــــه ببرغى في كرسيه

صاح المهيمن بلهفة الضمآن°°°°:أريد دما ساخنا من الشـريان

وصعد الزجر الغليظ بالتهديد°°°°:أريـــده على عجل من الـوريد

بذا الأموال والخيرات ملء كرشي°°°° مقابل اعتلاء عبدنا للعرش

أثبـِّـتُ المطـــــــــــــواع بالبراغي°°°°مهما يكون فاسـقًا أو باغي

إذ المُهــــــم شرطنــــــــــا يطبَّق°°°°وكـــــــــــل ما نريده يُحــقَّق

أنبــه بالحـــزم ولْيَـعِ الجميــع°°°° من بطشنا لا يُقبل لكـم شفيع

وأنذرُ بالجــــــــدَّ كل مستفــــز°°°°مثل ألقذافي يرمينا بسهم طُـزْ

وقبله صدام صريح الخــــروج°°°°عن شرعنا يصف جندي بالعلوج

دين مودارن أبتغيه للشعوب °°°° فامسح إن عملوا به الذنــــوب

أوّله الترحيب بكل غريـــــــب °°°°يكون أولى بالرغيـف من قريب

ثانيهما في غرس قيَّم الأغراب°°°° وجعلــــــها كمرجع بلا ارتياب

والثالث السكوت مهمـــــــا كان°°°°عن كل خر ق يخـدش الإنسان

والطاعة العمياء لما يُقتــــــرح°°°°أي اقتراح يُتقبّل بالفـــــــــــــرح

حتى إذا حُــــــمّل بالإجحـــــاف °°°°فلا يضيــــر مع الكيــــل الــــوافي

إن اتخمت بطون قادة البـــــــلاد °°°°فلا يهمهم إســــلام أو إلحـــــــــاد

دين مجدد يمتاز بالطرافـــــــة °°°°ولا يضيره تحاوير الإضــــــــافة

إضافة في صالح الجـــميــــــــع°°°°قد تقي صحبي أعبـــــــــاء الربيع

لبث التعاليم لهــــــذا الديـــــــن °°°°ونشرها تنضـــــــــــــــــح باليقين

تسخر وسائل في الوحل ساقطة°°°°وتغلــــــــــق وسائل للذوق لاقطة

ليحــــذر الكل من إسلام عتيق °°°° إســــــــلام يمقــت عهد الرقيـــق

يطيح حتــــــما كل مـــا بنيــــنا °°°° وينزع منا رصيد ما جــــــنينا

تحالف تآلف تكاتف أيـــــــا رفاق°°°° رغم الشقاق والفـــــراق والنفاق

لنتصدى الكلُّ للخطر الداهــــــــمْ°°°°فمـــــــــن يظن المنعة يُعَدُّ واهــمْ

هذي شريعــــــــتي فاتبــــعوها °°°°ميزاتكم يا صحبي لا تسلٍّمــــــوها

شريعة الأمــركه والغرب أمــــان °°°°وهي ما يصــــــح لهـــــذا الزمــان

عضوا عليها بالنواجذ والأسنان.°°°° وانشروها وانصحوا بها الإخوان

ملاحظة:فن المقامة معروف وتنظم بها الملاحم والمعارف عامة وتتميز بالبيت الذي تتوحد قافينه في الصدر والعجز. بينما تتنوع القافية من بيت إلى بيت. في كامل الأرجوزة

أكتفي اليوم بأرجوزتي دون أن أكتب النص النثري ولعلها تفي بالغرض وتوفق في اكتشاف ووصف المرض.

أحمد المقراني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.