STop بقلم أحمد محمد الحاج القادري

 ( STOP) 

في ليلة من ليالي توديع فصل الشتاء والترحيب في فصل الصيف بعدما أنتهى رصيد النت عندي أقفلت التلفون دخلت غرفة نومي وخلعت ملابسي الثقيلة وضعت راسي وهمومي على مخدتي وبدأت عيناي وجفناهما تجبرني على النوم وسبحت في عالم الأحلام حيث كنت أمشي بطيئا تارة وأجرى مسرعا تارة أخرى حتى وصلت إلى منزل  فخم في تلة الجبل واتجهت إليه بخطوات بطيئة فشعرت بشيء يجذبني بقوة كأنه مغناطيس فتركت جسدي حتى وصلت إلي الباب فطرقته ففتح من تلقاء نفسه فشعرت مرة ثانية بقشعريرة وحاولت أن أخفيها وإظهار الشجاعة فصحت بأعلى صوتي من هناك ! وهل يوجد أحد هنا في هذا المنزل ؟!

فرددت ذلك عدة مرااات ! ولكن لم يرد أحد ؟!

بعد ذلك قررت الخروج من المنزل والعودة من حيثما أتيت .

ولما كدت أن أصل إلى الباب وأفتحه سمعت صوتا رقيقا يقول لي : أين ستذهب يا حبيبي !

فالتفتت نحو مصدر الصوت وجسدي يتصبب عرقا وترتعد فرائصي وإذا بي أري أمرأة جميلة وجمالا ونورا يضيء البيت كله كأنها حورية هبطت من السماء إلى الأرض لتضيئها بنورها.

قلت لها : من أنتِ ؟!

قالت : أنا من تركتني في غياهب الظلام وأمواج وعواصف الشوق والحنين وفي سراديب وسجن الفراق والعذاب .

قلت لها : أنا لم أترك حبيبتي لحظة واحدة ، بل أنتِ تركتيني لشرود الذهن يقتلني وسهر الليالي بظلمته وسواده ، تغيرت أساليب حياتي من شاب كانت الأزهار والورود والأشجار ترقص عندما كنت أمشي بينها ، وفنان يغني وتغني معه الطيور والعصافير وهديل الحمام بأعذب الألحان ، فأصبحت كما ترين نحيل الجسم وعبوسا وكئيبا وبحالة نفسية مزرية ، فأصبح اسمي مقترنا وينادوني ( بمجنون ....... ) أصبح قلبي فارغا لا يقبل أحد كأن هناك فوج من الحرّاس يحرسونه من العبث بحجراته والصورة التى رسمتها ومزخرفة بأحلى أنواع الألوان ، دعيني لحالي وأتركيني وشاني ولا ترمي بسهام رموشك نحو جسدي فترجع جروحي وتكثر أوجاعي وتنهمر الدماء منها كأمطار الصيف الغزيرة .

فقالت : أنا أعتذر عن كل هذا يا نور ورموش عيني ، لقد أوهمتني قبيلتي أنك من تركني .

فاقتربت مني وأخذت يدي لتقبلها وتبكي بكاء شديدا حتى اسودت خدودها من كثرة الكحل الذي كان على عيونها ورموشها ، ثم قالت : ماذا أعمل من أجل أن أصلح خطئي ، وأن ترجع إلى عهدك السابق ، إلى ذاك الشاب المرح والبشوش .

قلت لها : قبلة من شفتيك على جبيني ، وعناق لقلوبنا قبل أجسادنا ، وتختلط دموعنا لتكون نهرا عذبا تسقي الأرض الجدباء ويروى الأزهار والورود والأشجار في الحدائق والسهول الخضراء فتطير الفراشات والنحل فتحط عليها وتمص رحقيها  وتفرح الطيور وتزغرد العصافير وتشدو بأعذب الاأحان.

وتعانقنا مع بعضنا البعض وماهي إلاّ لحظات فسمعنا المخرج الذي كان يجلس يشاهد ويتابع ثم يصيح بكل صوته ( STOP ) من خلف الكواليس ثم يقول لنا : أبدعتم ويبدأ بالتصفيق ويتبعه فريق العمل الذي بالاستديو بالتصفيق أيضا.

بقلم / أحمد محمد الحاج القادري

٢٠٢٢/٢/٢٥ ميلادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.