... إحتواء.. !! // بقلم الدكتور / علوي القاضي

 ... إحتواء.. !!

... ما أروع تلك الليله وما أصفاها فقد ملأ ضياء قمرها مابين السماء والأرض وإحتوت أنفاسها نسمة خفيفة عطره تبعث الحياة في الخلائق وتملأها بهجة وإنسجاما وتناغما وتبادلت الطيور والزهور مشاعر السعادة
... عند عودته شعر تلك الليله بروح رقراقه وسكينة لم يشعر بها من قبل وكأن تلك الليله هي ليلة القدر
... شعر وكأنه لايسير علي قدميه بل أطلق عنان جناحيه لنسمات الهواء ليحلق في سماء السعادة المتناهيه
... ولأن ساعات السعادة قصيره وقد تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن
... فحينما إقترب من بيته نابتة إنقباضة في صدره
... كيف لا ومن ينتظره حبيبته نصف ربيع عمرة توأم روحه
... ضمت جناحيه إلي جنبيه ولامست قدماه الارض
... لحظتها إستفاق وهرول مسرعا ففتح الباب وظل يبحث عن قلبه ليس فقط بل شرايينه واوردته في أرجاء البيت
... ولكن القدر كان علي موعد آخر معه فقد تفاجأ بها تجلس فى حجرة حالكة الظلمه علي سرير غير منتظم في أغراضه مبعثرة الضفائر زائغة البصر تنظر شاخصة الي سقف الحجرة دون حراك سارحة في أفكارها حتي أنها لم تشعر بوجوده
... وكأنها إنتقلت لعالم آخر مملوء باليأس والإنكسار والإنطواء والضعف
... كان لها الصدر الأحن لم يسألها ماذا بك آطلاقا
... و لم يتهمها أنها مجنونه
... حتي أنه لم يقدم علي إضاءة مصباح الغرفة
... ولم يقل لها كلمه
... ولم تتحرك شفتاه بل تحركت روحه السمحه وقلبه العطوف
... لم يقل لها ساتركك مع نفسك لتهدئي قليلا
... ولم يتهمها أنها نكديه وتعشق الحزن
... ولم يقل لها لستِ وحدكِ من لديها هموم مللت من حزنك لا لا لا
... ولكنه بقلبه الكبير وحكمة عقلة البالغه وينبوع حنانه المتدفق كل ما فعله أنه إحتضنها فقط
وخباها بين ذراعيه وكأنه يحميها من أفكارها الهدامه وشيطانها العاصي
... وحتى بدون إضاءة الغرفه تركها مظلمه كما هي
... لم يحاول ان يغير شي من حولها حتى لا يشعرها أنه معترض على حالتها إحتراما لمشاعرها
... هكذا يكون دورنا في الإحتواء وإحكام السيطره في تلك المواقف
... هذا ملخص أشياء كثيرة نحتاجها وقت انكسارنا وقهرنا ويأسنا وضعفنا النفسي
... يجب أن نكون السكينه حين يزعج أحدنا جحود العالم وحين ينهار
... يجب أن نكون إتكاءا وسندا وأمانا لا أكثر لبعضنا البعض
... ولا نحاول أن نسأل عن التفاصيل فبعضها مؤلم وبعضها جارح وبعضها ضعف والآخر عجز
... هذا حال بعضنا فلا تحاولوا أن تدوسوا علي الجراح وآلامها ففيها مايكفيها
... وكفي مانعانيه من أهوال ولحظات ضعف وانكسار ويأس من الحياه
... لأن كل منا يشكوا من نقاط ضعف عنده تختلف من شخص لآخر فالكمال لله وحده
... تحياتي ...
بقلمي:
دكتور / علوي القاضي
قد يكون فن ‏‏‏٢‏ شخص‏ و‏منظر داخلي‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.