العرب والأعراب:..بقلم أ. غسان صالح عبدالله

 العرب والأعراب:

لقد ضعنا وضاعت الأمة بين العرب والأعراب والمثير منا يلعن العروبة دون أن يدري بسبب 

الأعراب الذين يقودون الأمة إلى التناحر والخراب..وهؤلاء اصبحوا قادة الأمة..

في محيط المحيط عرُب الرجل يُعرب عُروبة وعُروبية كان عربيا خالصا ولم يلحن. واللسان تكلم بالعربية وكان عربيا فصيحا ؛ وأعرب الشيء أبانه وأفصحه..وأعرب الفرسَ العربي عرفه من الهجين إذا صهل ؛ وأعرب الفرسُ صهل فعُرف عتقه وسلامته من الهجنة ؛ وأعرب بحجته افصح بها ولم يتّق احدا ؛ وخيل عِراب اي كرائم سالمة من الهجنة .. والعرباء من العرب الصرحاء الخلّص والعربي البيّن العروبة والعروبية والذي له نسب صحيح في العرب..والعَروب المرأة المتحببة إلى زوجها المظهرة له ذلك..ومنه عن النفوس المحفوظة كاللؤلؤ المكنون التي لم تتجسد" عُرُبا أترابا لأصحاب اليمين" والعَرَب الماء الكثير الصافي ..والعِراب من البقر نوع حسان جردٌ ملسٌ..وقد ميزت القواميس العربية بين" العرب" و" الأعراب" نجد شرح الإعرابي : تعرب الرجل صار إعرابيا وأقام بالبادية وتخلق بأخلاق العرب وتشبه بهم..والأعراب سكان البادية خاصة والفاسد النسب ؛ وعرِبت تغيرت وفسدت ؛ وعَرب الطعام اكله ؛ والإعرابي  الجاهل من العرب ..فالعرب شيء والأعراب شيء آخر في اللغة والتراث.. وقد ميّز القرآن القرآن الكريم بين التسميتين ..إذ شرف العرب بالقرآن الكريم{إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} بينما يقول { الأعراب اشد كفرا ونفاقا}..وفي الحديث الشريف" احِبوا العرب لثلاث: لأني عربي؛ ولأن القرآن عربي؛ ولسان أهل الجنة العربية ..إذن العروبة هي الصفاء في النسب..

أما في السريانية:  

عربا: صفصاف..وهذا يذكرنا بأسطورة عنانا وشجرة الحلفا حيث شجر الصفصاف رمز إلى نقاوة الأصل وصفاء وشرف النسب..عربيا : جزيرة العرب؛ عربية..ومن الملفت ان كلمة أعرب بالسريانية تحكي قصة السقوط من الأرض الجنة نتيجة لإفساد نقاوة الأصل ..وجغرافيا ماتزال" العرب" ووادي العرب في تلك المنطقة المقدسة ذاتها حيث جبل قدس ؛ وجبل حضور ؛ وهند؛ ووادي نعمان ؛ ووادي النمل.....وغيرها كثير 

ولذلك ظلت أهمية نقاوة النسب والسلالة والأصل هي ميزة العربي منذ أن وجد فقد كان الأجداد يعرفون قصة الإختلاط وعواقبه لهذا بقوا محافظين على شجرة أنسابهم منذ آدم كما حرص القدماء في كل العصور على أن يتلقى أبناؤهم في سن معينة التربية العربية في بيئة عربية خالصة .. وهذا مانجده في ملوك الفرس ايضا في " الشاهنامة"

وقال الإمام علي كرم الله وجهه: " تخيّروا لنطفكم فإن العرق دساس"..ومن هنا فإن العرب هم السلالة الأولى لجنس بني  آدم " جنس العاقل الأول " فقد كانوا حريصين على عدم الإختلاط بالبشر البهائمي حفاظا على تميز الصفّة الجينية العاقلة وعدم انحطاطها ؛ تحدثوا اللغة العربية كما يقول الإخباريون وكانت شفوية ؛ دعوا أنفسهم بالعرب أي أصفياء النسب وأيضا سوريين لأنهم سكنوا سرة الأرض في جبال السراة التي هي المركز ثم اختلطوا.. واللغة العربية هي اللغة على هذا الكوكب التي حملت لنا في تلون أصواتها وحروفها قصة الخلق الكاملة ؛ بدءا من خلق السموات والأرض إلى خلق الإنسان العاقل ؛ ولما كانت الأرض العربية هي مهد الإنسان العاقل الأول فإن اللغة العربية هي لغة ذلك الإنسان التي وجدت معه وواكبته وحملت إلينا كل معارفه وإنجازاته وإبداعاته ..هواجسه وطموحاته..في صعوده وارتقائه وهبوطه دونما أي انقطاع..


الأديب الباحث: غسان صالح عبدالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.