السوريون نواة الحضارة الأولى في التاريخ..بقلم أ. غسان صالح عبدالله

 السوريون نواة الحضارة الأولى في التاريخ:

أجدادنا السوريون أصحاب النفسية السورية السامية والعقل المبدع الخلاق والتواق للإبتكار والإبداع دائما ؛ هم بفكرهم وحريتهم الغريزية كانوا أول من أنشأ الدولة المدنية وعنهم انتقلت إلى العالم أجمع..وكانت زعامة هذه الدولة تنتقل من مدينة إلى أخرى فمن صيدا إلى صور التي أسست أول إمبراطورية بحرية في التاريخ؛ فما كانت هذه الدولة المدنية الدولة الديمقراطية سوى دولة الشعب دولة الأمة الدولة القومية المنبثقة من إرادة المجتمع الشاعر بوجوده وحقيقته وكيانه..والسوريون أول من وضع الشرائع في العالم منذ قانون المشرع " اورنمو" والمشرع" لفتِ عشتار" او لبيت عشتار" واشنونة" هؤلاء المشرعون استفاد منهم ملك بابل " حمورابي " في وضع شريعته المشهورة " بشريعة حمورابي" وحتى الشريعة العبرانية الموسوية أخذت عن الشريعة التي أبدعها العقل الكنعاني المتميز واستمر السوريون يجددون في ميدان الحقوق حتى أن القانون الروماني الذي يعتبر أساس الحقوق العالمية اليوم واضعوهوخمسة ثلاثة منهم من أصل سورية{ واشهرهم؛ اولبيان؛ وبابنيان" أما في مجال القضايا الإنسانية فقد كان أهتمام السوريين القدماء بها الأول من نوعه في العالم فلم يرضوا الزل لأحد ونادوا بحرية الجماهير المسحوقة وبحق الفقراء واليتامى.

نادوا بحرية الإنسان من عبودية رجال المعبد ورجال الحكم، فكان المصلح الاجتماعي السوري" اوركاجينا" أول ثائر في التاريخ الإنساني استشهد في سبيل حياة الشعوب الإنسانية.

هذه الحضارة السورية التي لا غروب لشمسها عشقت العلم والفكر والحرية وقدمت للبشرية الأدب السوري" الميثيولوجيا السورية" قدمت ملحمة جلجامش التي كرست قيم الصداقة والوفاء والإخلاص؛ وكانت مصدر إلهام لمختلف الأدباء في العالم، وقدموا أسطورة ادونيس وعشتار آلهة الخصب والعطاء والجمال .هذه الحضارة كما عشقت العلم والفكر والأدب عشقت اللحن والموسيقى فقدمت للبشرية أول نوتة موسيقية عرفت باسم" نينوى" ، كذلك ورد بأن اول نوتة موسيقية " أنشودة عبادة أوغاريتية للآلهة نيكال إلهة القمر وعزفت على القيثارة التي يعود تاريخها إلى ٢٥٠٠ قبل الميلاد ومن أقدم الآلات الموسيقية ايضا" الكنارة" وترجع في اصلها إلى الإسم البابلي كناروم..وهي حسب المكتشفات الأثرية سومرية الأصل؛ وأقدم ظهور لها بحدود ٢٧٠٠ قبل الميلاد وكانت وترية تتألف من ١١ وترا واختير راس الثور مقدمة الكنارة كون يرمز إلى الخصوبة..

وعرف السوريون السلم الموسيقي البدائي المعروف آنذاك بالسلم الخماسي المكون من خمسة أنغام فقط.. ثم تلاها في مرحلة متأخرة السلم السباعي وهو لم يزل متداولا حتى الآن.

حضارة عشقت الحياة لها ووهبتها لغيرها ..عقل سوري فكر فخلق ..ابتكر فأبدع..حضارة حملت للإنسانية جمعاء كل الحق وكل الخير وكل الجمال..فاستحقت أن تكون رسالة إنسانية لامست خيوط حضارتها وجوه أهل الكهوف والمغاور فأخرجتهم إلى النور مؤذنة ببدء تاريخ الحضارة المتمدنة العريقة على سطح هذا الكوكب فطوبى للسوريين أبناء هذه الحضارة التي فاضت على العالم كله فنا وجمالا وفلسفة وعلما.


الأديب الباحث: غسان صالح عبدالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.