الفراق..بقلم أ. شبانة السيد

 .          .  الفراق .          .        


كثر وصفي لكم بالمدح والثناء

             ظننت وهما أن حديثي لكم راق


حملت كلماتي لكم الجود والسخاء

                   وحديثي عنكم علا عبر الأبواق


هل شرودكم عن تجاهل أو كبرياء

     فلم أخالف فى مدحكم عرفا ولا أخلاق


قدمت لكم الشراب بالصحة و الهناء

         وسقيتموني من كأس مر المذاق


وضعتكم فى عيني مكانه علياء

        وتركتموني تحملق فيّ الأحداق


أطفأتم شمعتي فى ليلة ظلماء

        فأصابتني العتمة وتكبدت المشاق


لم أر منكم غير الهجر والجفاء

          هل رأيتموني بكم بارا أم عاق


قدمت لكم كل حروف الهجاء

       ولم يشفع لي أن نكون على وفاق


فقد ذاد الغليان داخل الأحشاء

       ولن تفيد الصرخات من الأعماق


والحمد لله على ما أصابني من ضراء

         بعدما أظلمت الدنيا والكون ضاق


ويأمل العليل بالتداوي والشفاء

      ولن يُؤخر المصير القادم كالبراق


ولن يثلج الصدر هذا البلاء

         فالقدر لا يتغير إن قدمنا أو أخرنا ساق


كما تسطع الشمس فى عنان السماء

       وتذهب عنا أخر اليوم للمحاق


ومر الوقت فى عناء وشقاء

        ولبدت الغيوم كل الأفاق


وجفت دموع العين من البكاء

       وليس لدموع القلب ترياق


وبما أن لكل شيء ابتداء و انتهاء

   ها هنا قد آن الأوان للفراق


           شبانة السيد

    المنصورة - مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.