تفاهم..قصة بقلم الشاعر غانم الخوري

 .      تفاهم


جلس الزوجان متخاصمان من أول النهار

حاجات الأطفال والببت

والفقر يقاتل الحجر.

والأولاد على حصير البؤس يرقدون وقناع الكآبة يلبسون

نظرت الزوجةلهذا المنظر والصمت الرهيب

قالت بقرارة نفسها مالي أرى الحزن والسواد يلف المكان

ليس هذا مصيرنا

 لن أدع شيئا يكسرنا وينهار بيتي.

اتجهت نحو ......

 زوجها وأخذت تلاطفه بالحديث وتخفف وتواسيه بالكمات ليشد من عزيمته وكان لها ما أردات وكأنها أعطت منشط للزوج ابتسم لها وحضنها برفق يعتذر

 ويقول انشالله يكون غدنا أفضل لنتوكل على الله وخرجا من غرفتهما يعانقا الأولاد و يلاعبونهم لينتشر جو من المرح في المنزل

 ثم تابعت الزوجة أفكارها وقالت تعال معي؟

 وأمسكت بيده وأخذته لتنفرد به مجدداً وتقول أعلم أنك رجل البيت وأنك المسؤول عن حاجاته ولكن الأوضاع لاتسير على مايرام

 أرجو أن تسمح لي بالعمل لأساعدك ريثما تتحسن أعمالك

كما يقال ماغلب قوم تعاضدوا

وإليك شيء آخر أرجوك لاتردني به

قال ماهو؟

 قالت هذه دراهم حفظتها ليوم حاجة ومعها مصاغي الذهبي وهو ليس بالقليل

 أرجوك فكر في صنعة أو مهنة خاصة بك نعتاش منها

 قال لا أبداً هذا مالك أنا أعمل بأي شيء

ردت عليه و قالت أنت والأولاد مالي وكل حياتي

 ماذا ينفع الذهب بغياب أحدكم

 اغرورقت عينا الرجل من هذه الكمات و وافق على مضض ولكنه ابتسم 

وفي اليوم التالي خرج وبحث عن دكان للإيجار ووجد ما أراد وكتب صكاً أو عقداً به

 وأخذ يؤسسه وأحضر بضاعة بنقود تبقت لديه

 وبدأ عمله الذي كان ضعيفاً بالبداية

 لاحظ بعض السكان المجاورين للمحل أنه أفتتح ولكن بضاعته قليلة

 فكان أغلبهم يشتري ويقول حتى نبارك بالمحل  الله يرزقك

والزوجة كانت قد علمت أن جارتها تقوم بشك الخرز في منزلها لتاجر مقابل أجر مالي وطلبت منها المساعدة وحصلت عليها وبدأت تعمل في المنزل و لا تغادره

 وتراعي طلبات أسرتها

   وعمت السعادة

      أرجاء المنزل 


.. غانم ع الخوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.