خريف العمر..شعر عبدلي فتيحة
خريف العمر
و تناثر العقد المُوشى بالعقيق
في مسرح الأيامِ في فجٍّ يضيق
في جيد سيدة تماهى عمرها
وتمايلت كالغصن بالحور العتيق
و هوت يُهدهِدُها الهواء مُلوِّحًا
نحو خريف العمر بالفجّ السَّحيق
كي تنتهي بالأرض بعد بدايةٍ
مهدا لها بالبذرِ في أولى الطريق
كانت فصول العمر فيها سريعة
تلكَ الَّتي بالأمس أعماها البريق
مالت كبتِلات و عطر أريجها
يعلو غبارا ينتهي عند المضيق
يا لسَّخافة !؟...كيف يخبو لونها؟
كانت تظنُّ النور لا يخشى الحريق
أو أنَّها الأدوار كانت مثلها
لا تدري أنَّ الموت لا بدَّ حقيق
لا تدري أنَّ الأمس خادع يومهَا
باع نفيس العمر بالسُّوق العتيق
فخبت كقُرصِ الشَّمس نحو مغربٍ
نُفِضت به الساعات بالوسن العميق
عبدلي فتيحة
تعليقات
إرسال تعليق