(( خطابٌ إلَى رُوحِي ))
★★★
يَا زَاجِلًا ، دَعنِي أثٕبـِّتُ
بِقَدمكَ ، مُعَطَّرَ الخِطابْ
عَاهِدنِي أن تحفَظَهُ كُلَّما
مَرَرتَ عَلَى شجَرِ و هِضابْ
فيهِ ، أمَّا بعد : حُبُّـنا كانَ
صَادِقًا ، ما كانَ سَرَابْ
فيهِ إحساسي ، و لَهثُ أنفاسِي
و شَوقٌ ، لا يكفِيهِ، ألفُ كِتابْ
هُوَ البُشرَى ، كقَمِيصِ يُوسُفُ
إن تَشُمُّهُ ، تبرَأ مِنَ العذابْ
يا حبيبًا ، إن غابَ بالجسد ،
ففِي الرُّوح ، مَا غابْ
أمَا كفَاكَ ، مَرَّ العمرُ نُعذَّبُ
، كفانا هجرًا و اغترَابْ؟
بِمِصرَ ، و أناجِيكَ كأنَّكَ بالقُربِ ،
يَئِسَت النـَّفسُ ، اكتِئـَابْ
عُد ، يتجدَّد الأمل ، دُمُوعُ
الفرَحِ ، تنهمرُ بِلا حِسابْ
و عُناقٌ يَطُولُ ، و هَمسٌ
يدُومُ ، يَمحُو العذابْ
أُكذِّبُ فِيكَ غَدرًا ، وتعَاتِبنِي
فيَشفِيني ، مِنكَ العِتَابْ
إن قهَرتْنا المسافاتُ ، فلَهفَتِي
عَدَدُ الرِّمَالِ ، و ذَرَّاتُ التُّرَابْ
عُد ، قبل الهَلاكِ ، هل حَكمَ
القدَر ، أن نَموتَ أغرَابْ ؟
عُد ، و إن كانَت الدُّنيَا جَنَّـةً ،
فبِدُونِكَ ، هِيَ جَدبٌ وخرَابْ
★★★
د. صلاح شوقي.........مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.