غزل القمر..أ. أمين منصور المحمودي

 غزل القمر


أنَا، وليلة كَنْت فِيهَا في سَهَرْ

رَأيتُ بَسْمَة عَلَى وجْهِ القَمَرْ


وأنَا أغَازِلهْا، وكُل ذَاتِي مُغْرَم

تخْفِي عَليَّ النُور مَا غيم عَبَرْ


وإذَا بِصوتٍ مَا عَرَفْتُ بِسِرْهِ

لمَا تُرَاهُ قَد خَفَى عَنِي الخَبَرْ؟


لَكِنَنِي أنْصَتُ مِن رَدِ الصَدَى

فعَرَفْتُ مِنْه السِر لَمَا قَدْ جَهَرْ


قَال: لِي يا أنْت ويلك يا فَتَى

مَا بَال عشْقَك؟ لمَا هَذا السَمَرْ؟


عنْدَك مَلِيك الرُوح كُله فِتْنَة

لا حُور تشْبِههُ، ولا كَان البَشْرْ


لِي خَد أحْلَى مِنهُ الخَد الذَي

بِه شَامَة مَا مثْلهَا نَجْمَة فَجْرْ


لَهُ بَسْمَة خَجْلَى تَذُوب بِرِقَةٍ

خُذْ قُبْلَة منْهَا عَلَى ذَاك الثَغرْ


اسْمَع لمَا كَتَبَت يدَاكَ لأجْلهَا

بمُوجِ أبْياتَك لَهُ صُوت الوتَرْ


ضُم الحَنَان، ولَهْفَة الود التِي

بهَا ريحَة الجَنَة، بهَا لذَة خَمرْ


مَا عَاد لِي حُسْن لأغْرِيك بِه

أنْت عنْدَك مَا لِخِل قَدْ خَطَرْ


أنَا لَم يعُد لِي خَصْلَة مِمَّا لَه

بَدَى مُخْجِل وكَأنَهُ ليلَة قَدرْ


لا تَنْظُر النَجْمَة، ولا لِي نَظْرَة

لَهُ خَلِد النظرة إلى أبَد الدَهرْ


لَهُ لِذَة عَذْبَة فَدَع كُل الضَمَى

أنْهَارهُ تجْرِي فَلا تَهْوى المَطَرْ


هو شَمْعَة الدُنْيا فَلا نُور، ولا

وهَجٌ سواهُ بالمَجَرَةِ قَدْ ظَهَرْ


بالعُمْرِ لا تَخْشَى البرُود بليلةٍ

لَكَ ضُمَهُ مَا كَان أبْرَد، أو أحَرْ


ويلك! نَسِيت البِين قَبْل لقَائهُ؟

أو جَمْرَة اللهْفَة؟ أيا مَنْ انْتَظَرْ!


أين سُهُد العين؟ آهَات الشَجَن؟

أين بَحْر الدَمْع؟ أم جَفَ البَحرْ؟


قَال: دَع لِي وحشَتِي يا مَنْ لهُ

خِلٌ بعيد! ويل قَلْبك مِنْ حَجَرْ


يا القَمَر ويلك! سَكِرْتَ أمَا تَرَى

خَده بِخَدِي؟ يا قَمَر! عِيد النَظَرْ


يا مَلِيك الرُوح! هَل عنْده عَشَى؟

قَال: انْظُر! فالقَمَر وجْهه انْكَسَرْ


مَا بِه؟ مَاذَا حَدَث؟ قُلْت: اسْتَحَى

اخْتَفَى يا حُب فِي لَمْح البَصَرْ


° أمين منصور المحمودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.