ياسائلا
-----------------------------------------------------
لاتسألني
كيفَ أصبحتُ وكيفَ أمسيت
ومتى غَفوتُ ومتى انتبهت
كُلُّ الردُودِ كَاذبةٌ
إن بغيرِ الشَوقِ أجَبت
وألومُ نفسي وأجلدُها إن بُحتُ
بِما في صدري أمامَكَ وسَمِعت
فَتخَلَّ عن غرورِك وانظرْ في عَيني
وقُل لي ماذا رأيت
فإن أصَابَك حُزنُها تَرحَّم وإن لم
يُصِبْكَ فَكَذبتْ
إنْ قُلتُ أنكَ عَالمٌ بِدُنياها وذاتَ
يومٍ بِها أبحرت
ياسَائلاً لاتَسل المذبوحَ كيفَ؟
كيفَ ذُبحَت
وفي سمائِكَ الحزينة كيفَ
بِالآهِ تَجليت
فإن لم تشعُر بِما جرى دونَ اعترافي
ماالحُبُ إذن
إنْ لم تدرِ وحدُكَ بِما عَانيت
أوَلستَ نِصفي بل كُلي كيفَ
تسألُ عن ماتجَرعت
فَما سَكَبهُ الفِراقُ على جسدي
وماجفَّ من أغصَاني
لاَيُقَالُ فيهِ غيرَ
لولاَ هذا الحُبِ مَاتحَملت
فأنا لم أقرأ من قبل شعرا
فيهِ شيءٌ من عذابي
وقرأتُ قِصص الأحزانِ عُمراً
وبحُزني أبداً مَاالتَقيت
فلا َتنتظرَ شَكوتي
ماالذي يُقالُ عن حالي إذا شكَوت
ليس غرور
إنما خوفٌ أن تشعُرَ بِما فَعلت
أخافُ ابنَ قلبي أن تتألمَ بِما
خَلفتَهُ في صدري
وأخافُ أن يُصاحبَك الندمُ على
كُل ما اقترفت
ياسَائلا لا تسلْ
كيفَ أصبحت وكيفَ أمسيت
فإن راقَ الفِراق لك فَاعلم
أنهُ راقَ لي
وإن كانَ مُرٌ فبِاللهِ لاتقُل أنكَ
يوما بكَيت
-----------------------------------
حسام الدين صبري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.