نَسَيتَني!...بقلم الشاعر حسام الدين صبري

 نَسَيتَنى!

_________________________________


 نَسَيتَنِي وهَجَرتَ مُدُنِي وشُطآني

فَاهتَزَّ عَرشي والمُلكُ الذِي أبقَاني

          وتَشَردَ العُصفُورُ 

وحُرِمَ  دِفءَ  العُشَّ  و الأغَاني

 واحتَرقَ  الشِعرُ  بِصَدري فَأصبحَ

           السَردُ هَذَيَانِ

ولَيتَ الزَمَانَ أمرَنَا فَمَتَى الزَمَان

 مَتَى  الزَمَانُ  أعطَاكَ  وأعطَاني

     يَامَنْ أطحتَ بِمُلكي 

الذِي في عَينيك وشَّردتَ شَعباً

مِنَ الأشوَاقِ مِنَ الأحلَامِ والأمَاني

       ثَورتُكَ بَاطِلَةٌ بَاطِلَةٌ 

لَم  تَأتي  أبدًا  بِرَبيعٍ  لِأوطَاني

لَم تَكُنْ بيضَاءَ وقَد أشعَلتَهَا بِقَتلي

          ونَزِيفَ شِريَاني

يَامَنْ  نَفَختُ  فِيكَ النَارَ  وعَلمتُكَ 

   أنَّ السكُونَ في الحُبِ مَرضٌ

          وضَبَابٌ ودُخَانِ

  وحِينَ  تَحركَ  سَاكِنُكَ  أطحتَ

     بِحُلْمي وجَاهِي وسُلطَاني

وشَرَعتَ في غَلقِ الأنهَارِ وحَرقتَ

         كُتُبي  وأشعَارِي

ووَقَفتَ مُنتَشِياً بِنَصرٍ أتَاكَ بِمَوتي

          بِمَوتي وأحزَاني

   أنَا لَن ألُومكَ عَلى مَافَعَلتَهُ

   ومَا سَتَفعَلهُ كَيفَ أُعَاتِبُ مَن  

 لَم يُعَاتِبهُ قَلبَهُ حِينَما غَيرَ عُنواني 

  ومَرَّ فوقَ جُثث الأحلامِ مُبتَسِماً

         وبِدَفن المُنى ولاَّني

ولَن أسألُكَ كيفَ ستوَاجِهُ الليلَ  

 بَعدي وأيُّ شَمسٍ  يَاتُرى سَتَشرُقُ 

  في  نهَارك وأيُّ  دِفءٍ  يَغمُرُكَ 

           بعدَ أحضَّاني

  بِمَا سَيأتي العتابُ والسُؤال

 وفي عينيك جَفَّ النَهرُ ولَم يَعُد

  صَدرُكَ  شَطَّا  ألقَاهُ يَومًا ويَلقَاني

       ولَم أعُد ذَاكَ الحُلمَ

  الذِي نَمَا في أضلُعك وكَأنَ قلبَكَ 

         يَومًا مَااحتَوَاني

العِتَابُ يَعني أنَنِي سَأغفرُ مَاتَجَرعتُه

        مِنكَ ومِنَ الزَمَانِ

وأنَا لَنْ أغفِرَ أبدا فَأنَا لستُ نَبِياً

        لِاُقَابِلَ الكُفرِ بِالإيمَانِ

 كَمَا مَرَرتُ فوقَ جُثثِ أيَامي سَأمُرُ

          فَوقَ ذِكريَاتِكَ

بِيدَيكَ حَاولتَ دَفني فَالكِبرِيَاءُ 

         فَالكِبرِيَاءُ أحيَاني

       لَنْ أتَوسَلَ ولَنْ أنحَني

   فَعِزَتِي جِبالٌ رَفعتني لَن تَنهَار

        مَهما الطَرِيقُ أدمَاني

   لِى طقُوسٌ في الفِراقِ كَما هيَ

             في اللقاء

 هي شموخِي وصمودي وارتِفَاعُ

       جَبِيني  وصَلاَبَةُ  العَينَانِ 

 فَالذنبُ ذنبي إن أفرطتُ في الوفَاء  

     والأمرُ أمري  إذا أردتُ أن أغدو 

              شَخصاً ثَانِ

 نَسَيتَني لاَبأس فَاللهُ أبداً  لَن ينسَاني 

__________________________________

حسام الدين صبرى/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.