امرَأةٌ بِلَا ظِلٍّ..أ. حسام الدين صبري
امرَأةٌ بِلَا ظِلٍّ
------------------------------------------
لِمَاذَا غِبتَ عَنِّي ظَاَهِرًا
وبَاطِنًا لَم تَغب
عَنِ الروحِ الشَرِيدة
ذَاتَ يَومٍ
وَعَدَتْنِي رَاحَتَيكَ بالسكَنِ
وتَركتُ دمعَتي الولِيدة
أنَا لاَزِلتُ أُمَارِسُ حُبَّكَ
بَيني وبينَ الحروفِ شِعرٌ
وأرَاكَ في كُلَ قَصِيدَة
وكُلُّ طقُوسِ أيامي بَاردةً
كَعَارِيةٍ أنَا
أمشِي عَلى الجَليدِ وحِيدَة
امرَأةُ بِلا ظِلٍّ
يَظلُنِي المَطرُ يَظلُني الحَرُ
يَكسُوني ثَوبَ الانتِظَارِ
والأحزَان البَعِيدَة
في أىً قَبرٍ دفَنتَ هَواكَ
في أيً أرضٍ رَمَيتَ بِالشَوق؟
في أيِّ بَحرٍ أغرَقتَ الحَنينَ
حَتَى أجمعَهُمَ شُهدَاء
شُهدَاء تَجمعهُمَ شَهِيدَة
وأيُّ الأغَاني تَسمعُهَا يَاتُرى
بَعدَ صَوتي
وأيُّ كَأسٍ يَاتُرى تَرويكَ
بعدَ شَفتي
وأيُّ أشعَارٍ كَتبتُها بَعدي
وهل اسمِي لاَزالَ عِندكَ
الجُملةُ الفَريدة
أيُّ نِسَاءٍ بعدي يَاتُرى تَرتَوِيك
وأيُ جِلدٍ بَعد جِلدي يَرتَدِيك؟
وأيُّ سَرِيرٍ بَعدَ صَدري
تَستَرِيحُ عَلَيهِ ويَبعَثُ
فيكَ الدِفءَ بِأنفَاسٍ وتَنهِيدَة
هَلْ تَذكُرُ
أيامَنا وضِحكَنَا ودمُوعَنا
هَلْ لاَزِلت تَتَذَكَرَ الطِفلَةَ العَنِيدَة
هَل أبقَيتَني
مَادةً لَامِسَاسَ بهَا في دستُورِ
حَيَاتِكَ الجَديدة
أم أنَا فقط من تَذكُرُ وتَحفظُ
لَكَ الدِفء
وتَحفَظُ لكَ الايامُ المَجِيدَة
أدمَاني البَحثُ عَنكَ والسُؤاَلُ
وإرثُ الهَوَى وجعاً
لاَتَتَقَاسمهُ مَعي ولاَ تَبكِي
أيَامًا مَفقُودَة
أتَقَدسُ فيَّ صَرختي وصَمتي
وأرفضُ أن أخلعُ عَني عَبَاءتك
وأغْدٌو امرأةً جَديدَة
كَعُصفُورة الشَجنِ أحُطُّ
على الأشجَارِ هَمًّا
وأُحَلِّقُ في السمَاءِ دُعَاءً
وأزُورُ كُلَّ المُدنِ عَلكَ
تَسمعُ حَنيني في بُكَاءِ تَغرِيدَة
لِمَاذَا لا تَسمعُ نِدَائي وتَقطعُ
فِيكَ رجَائي
وتَجُوبُ شَوَاطِئ الدنيا
وشَاطِئي المَلِيءُ بِتُراثُكَ
وتَقَاليدكَ وعَادَتُكَ ورَائحتُك
تَترُكني عَليهِ مَصلُوبَةً
بِخطَايا الحُبُ التي لاَتُغفَرُ
وذُنُوبُ الشَوقِ العَظِيمَةِ
والعَدِيدَة
---------------------------------------------------------
حسام الدين صبري/
تعليقات
إرسال تعليق